محللون اسرائيليون: لا مصلحة تقتضي إشعال جبهة غزة حاليا

13 مارس 2014
لا يريد نتنياهو تعكير عيد "المساخر اليهودي" (مناحم كاهانا)
+ الخط -

في الوقت الذي نقلت فيه الصحف العبرية إعلان "الجهاد الإسلامي" عن التوصل إلى تهدئة عبر وساطة مصرية، أشار محللون عسكريون إلى أنه بالرغم من "البلاغة القتالية " التي اتسمت بها تصريحات الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعلون، حول الردّ الإسرائيلي القاسي في حال استمر إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، غير أن إسرائيل غير معنية في الوقت الراهن، على الأقل، بتصعيد عسكري كبير الحجم، أو بأي عمليات برّية لاجتياح القطاع.

واعتبر المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "البلاغة القتالية لتصريحات نتنياهو ويعلون لا تنفي رغبة القيادة الإسرائيلية باحتواء هذا التصعيد، وذلك لأن آخر شيء يريده نتنياهو الآن هو استدعاء الجنود الإسرائيليين ودفعهم إلى بيوت جباليا ورفح، مما يعني إفساد الاستعدادات للاحتفال بعيد المساخر اليهودي مطلع الأسبوع القادم، أولاً، ولأن الجمهور الإسرائيلي لا يرغب أصلا في هذه المرحلة بحرب جديدة، ثانياً".

ولفت هرئيل إلى أن استراتيجية نتنياهو ومفهومه الأمني يقوم على تفادي شن عمليات اجتياح برّي. وسبق لنتنياهو، حتى خلال عمليات التصعيد العسكري التي سبقت عملية "عامود السحاب"، وإبان العملية نفسها، أن رفض شن عملية عسكرية برية، مكتفياُ بشن غارات عبر سلاح الجو الإسرائيلي، بحسب هرئيل، الذي أضاف أنه "رغم استدعاء 75 ألف جندي احتياط ونشرهم على الحدود مع قطاع غزة، إلا أن العملية العسكرية انتهت يومها خلال 8 ايام من دون شن أي هجوم بري".

وأشار هرئيل في هذا السياق إلى أنه خلافاً للحكومتين الأولى والثانية لنتنياهو، فإنه يفضل في هذه الحكومة، وبفعل تأثير موشيه يعلون، الرد بضربات جوية على الهجمات الصاروخية بدلاً من "ضبط النفس"، كما حدث في الماضي.

لكن اللافت في التحليلات الإسرائيلية هو الإشارة إلى تدخل الجانب المصري للتوصل غلى تهدئة، بطلب من "الجهاد الإسلامي"، بعدما رفضت حكومة الانقلاب في مصر أمس الثلاثاء، التدخل بناء على طلب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وبحسب "هآرتس"، فإن إسرائيل غير معنية في المرحلة الحالية بشن حرب شديدة لتفكيك حكم "حماس"، خوفا من أن يكون البديل أشد تطرفا، إضافة الى أن نتنياهو يعتبر قطاع غزة، اليوم، على المستوى الميداني، غير رئيسي من حيث التحديات التي يفرضها على إسرائيل مقارنة بعدم الاستقرار في الجبهة الشمالية (سوريا)، وانهماكه في العمل ضد الاتفاق القائم بين الغرب وإيران. كما أن نتنياهو يدرك أن خوض غمار مغامرة عسكرية في القاع، لن يزيح عن ظهره الضغوط الأميركية بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين.

المساهمون