محللون إسرائيليون يعارضون نتنياهو: الاتفاق النووي مع إيران جيد

11 مارس 2015
اتهامات لنتنياهو بأنه ساهم في تعزيز الموقف الإيراني (Getty)
+ الخط -
يدحض محللون إسرائيليون المسوغات التي استند إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في هجومه على الاتفاق المتبلور بين إيران والدول الكبرى بشأن مستقبل برنامج إيران النووي، معتبرين أن هذا الاتفاق يعدّ الأفضل الذي يمكن التوصل إليه في الوقت الحالي.
ويرى معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، أن الاتفاق يقلّص إلى حدٍ كبير من القدرات النووية الإيرانية، إذ يبقى لدى طهران ثلث عدد أجهزة الطرد المركزي الذي بحوزتها حاليّاً، منوهاً إلى أن هذه الأجهزة هي من الطراز القديم الأقل جودة وفاعلية. وفي مقال نشرته الصحيفة قبل أيام، أشار ميلمان إلى أن الاتفاق يضمن توقف العمل في مفاعل تخصيب اليورانيوم في "بوردو"، الذي يتواجد في عمق 70 متراً تحت الأرض، علاوة على وقف أعمال البناء في مفاعل "أراك" المختص في إنتاج "البلوتونيوم".

وينوه ميلمان إلى أن الاتفاق يضمن فرض نظام مراقبة دولي مشدد وعميق لمدى عشر سنوات، بشكل يقلّص من قدرة الإيرانيين على "تضليل" المجتمع الدولي. ولا يفت ميلمان الإشارة إلى أنه لن يتم رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بشكل كامل، بل بالتدريج، ووفق مدى التزامها بما تم الاتفاق عليه. وينسف ميلمان مزاعم نتنياهو بأن الإيرانيين يطورون السلاح النووي من أجل المسّ بإسرائيل وتهديد وجود الغرب والعالم. ويوضح ميلمان أن توجه القيادة الإيرانية قبل 25 عاماً لتطوير السلاح النووي يعد توجهاً موضوعياً، منوهاً إلى أن هذا القرار اتخذ عقب  قيام الرئيس العراقي الأسبقن صدام حسين، باستهداف المدن الإيرانية الكبرى بالأسلحة الكيماوية. ويشدد ميلمان على أنه لم يكن ثمة بد أمام القيادة الإيرانية إلا السعي لإنتاج سلاح استراتيجي يملك قوة ردع ذات مصداقية.


من جهته، يتهم المعلق العسكري في صحيفة "هارتس"، أمير أورن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتضليل، مشيراً إلى أن الاتفاق المتبلور يخدم المصالح الإسرائيلية، على اعتبار أنه يضمن عدم حدوث أي تطور على البرنامج النووي الإيراني لمدة عشر سنوات. ويعتبر أورن في مقال نشرته الصحيفة، أنّ نتنياهو يحاول التغطية على فشله في كل المجالات عبر إبراز تشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني. وضرب أورن مثالاً على نفاق نتنياهو وازدواجية معاييره بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن نتنياهو عارض قبل خمس سنوات فرض العقوبات على طهران، وكان يطالب فقط بتوجيه ضربة عسكرية.
ويلفت أرون إلى أنه بعد أن تبين حجم تأثير العقوبات الحاسم على القيادة الإيرانية واتضاح دورها في دفع طهران إلى إبداء مرونة كبيرة في المفاوضات، أخذ نتنياهو يعزو فرض هذه العقوبات إلى قائمة إنجازاته، مشيراً إلى أن نتنياهو يراهن على ذاكرة الجمهور القصيرة.
وفي السياق، يعدّ كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، أمنون أبراموفيتش، نتنياهو قصة فشل مدوية، مشيراً إلى أن المشروع النووي الإيراني تطور بشكل كبير في عهد نتنياهو على الرغم من أن الأخير ظلّ يدعي أن إحباط هذا المشروع يمثل هدفه الأسمى. وخلال تعليق له بثّته القناة، يوضح أبراموفيتش، أن المنشآت النووية الإيرانية تعاظمت خلال فترة حكم نتنياهو خمس مرات، مع أنه أنفق حوالي 11 مليار شيكل (3.5 مليارات دولار) على عمليات خاصة من أجل إحباط المشروع. وحول تلميحات نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، يعتبر أبراموفيتش، أنّ آخر أربع رؤساء لجهاز الموساد يعارضون توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهم الرئيس الحالي، تامير باردو، وأسلافه مئير دغان، أبراهام هليفي، وشفتاي شفيط.
من جهته، يسخر المعلق السياسي في صحيفة "هارتس"، يوسي فيرتير، من تهديدات نتنياهو المبطنة بتوجيه ضربة لإيران في حال تم التوقيع على الاتفاق بشكله الحالي. ويذكّر فيرتير، في مقال نشرته الصحيفة، بحقيقة أن نتنياهو يواظب على توجيه هذه التهديدات منذ خمس سنوات، مع أن كل المؤشرات تدلل على أن هذا الخيار غير واقعي وغير عملي.

كذلك لم يتردد معلق الشؤون السياسية في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت في التهكم على نتائج خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، مشيراً إلى أنه أسهم فقط في تعزيز الموقف الإيراني. ويرى كاسبيت، أن هناك ما يؤشر على أن نتنياهو سيحقق مبتغاه الحقيقي من الخطاب وهو تعزيز شعبية حزبه الليكود.

ومما يفاقم من خطورة سلوك نتنياهو لدى بعض النخب الصهيونية، حقيقة أنه تسبب في المسّ بالأمن "القومي" الإسرائيلي من خلال الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وفي السياق، يصبّ قنصل إسرائيل السابق في لوس أنجلوس، ألون بنكاس، غضبه على نتنياهو، مشدداً على أنه نجح فقط في جعل إسرائيل مادة للخلاف السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، بعد أن كانت محور إجماع داخل الولايات المتحدة. ويحذر بنكاس في مقابلة مع قناة التلفزة الأولى من أن نتنياهو "نجح" أيضاً في المس بعلاقة إسرائيل بالجالية اليهودية المهمة في الولايات المتحدة من خلال استفزاز الحزب الديمقراطي، مشيراً إلى أن 70 في المائة من اليهود في الولايات المتحدة يصوتون لصالح هذا الحزب.

اقرأ أيضاً: خطاب نتنياهو في الكونغرس: محاصرة أوباما "ديمقراطياً 
المساهمون