عدد كبير من العراقيين الذين نزحوا من مناطقهم بسبب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عليها، يعتبرون أنفسهم محظوظين على الرغم من خساراتهم المادية وتدمير منازلهم، إذ ما قارنوا أنفسهم بنازحين آخرين فقدوا أفراداً من عائلاتهم. والأكثر حظاً هم من لديهم أقارب في مدن لم يسيطر عليها التنظيم، فلجأوا إليهم. هؤلاء الأقارب ساعدوا النازحين في تدبير شؤونهم اليومية، في وقت كانت المخيمات ملاذاً للنازحين الذين ليس لديهم أقارب في مدن آمنة.
وعانى القاطنون في المخيمات بسبب ارتفاع الحرارة صيفاً والبرودة الشديدة وتساقط الأمطار شتاء. وتوفي بعض كبار السن والأطفال نتيجة سوء الأحوال فيها.
مصطفى كمال عبد الستار العاني، هو أحد النازحين الذي يعتبر نفسه أكثر حظاً بالمقارنة مع آخرين. نجا وعائلته من بطش "داعش"، حين خرجوا هاربين نحو بغداد، حيث أقاربهم الذين استقبلوهم وأمنوا لهم مكاناً ملائماً للسكن. العاني الذي ولد في عام 1989، ما زال يذكر معاناة هربه هو وعائلته من مدينتهم عانة في محافظة الأنبار (غرب البلاد) باتجاه العاصمة بغداد، حيث تسكن عمته. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه هو وعائلته المكونة من سبعة أشخاص، بينهم والداه، سكنوا عند عمته في بغداد لمدة تسعة أشهر، حتى تمكن من تدبير عمل واستئجار بيت خاص. عاشت العائلة أياماً صعبة في العانة خلال بحثها هي وبقية العائلات عن أية فرصة للخلاص من الموت، أو الرضوخ لحكم "داعش".
وتمكن "داعش" من بسط سيطرته على الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في 17 مايو/ أيار في عام 2015، بعد سيطرته على أقضية ومدن مختلفة تابعة للمحافظة، التي تعد أكبر محافظة في العراق من حيث المساحة، قبل أن تتمكن القوات العراقية من إعادة سيطرتها على مدن الأنبار بدءاً من مطلع عام 2016، حين حررت مدينة الرمادي.
اقــرأ أيضاً
وتمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة عانة في 21 سبتمبر/ أيلول في عام 2017. وكانت عانة المحاطة من ثلاث جهات، إحدى المناطق الرئيسية التي تمركز فيها مسلحو "داعش".
ويقول العاني إنه بعدما فرض تنظيم "داعش" سيطرته على مدينة عانة، 310 كيلومترات غرب الرمادي، مركز محافظة الأنبار، حاول عدد كبير من السكان الهرب وترك المدينة. الجميع يعلم أن عناصر داعش سيقتلون من لا يخضع لقوانينهم، وسيفقد كثيرون أعمالهم، فضلاً عن أن "داعش" يجعل من المدن هدفاً للقصف من قبل القوات العراقية، علماً أن عناصره يتحصنون بالمدنيين.
الهرب لم يكن سهلاً، فعناصر "داعش" بحسب العاني، سيطروا على مناطق عدة في المحافظة، وبدأ الناس يتيقنون أنهم يتقدمون وسيسيطرون على كامل المحافظة، فقرر العاني وعائلته ترك المدينة كما فعل غالبية السكان. ويوضح أن ذلك كان بتاريخ 14 مارس/ آذار في عام 2015، وكان برفقة والديه وزوجته وأطفاله الثلاثة. توجهت العائلة إلى بغداد، حيث كانت عمة العاني تنتظر وصولهم بالسلامة، إذ كانت على علم أن مدينتهم تشهد أحداثاً أمنية مقلقة مع تواصل تقدم عناصر "داعش" وسيطرتهم على مدن المحافظة.
البحث عن وسيلة تقلهم إلى بغداد لم يكن أمراً سهلاً مع هروب أصحاب سيارات الأجرة بعائلاتهم. وكانت حافلات كبيرة قد تحركت لنقل عائلات من عانة، وقد استطاع العاني اللحاق بآخر حافلة. يضيف: "استغرق الوصول إلى بغداد يومين، علماً أنه يمكن قطع المسافة بأربع ساعات في أيام أخرى. ويوضح أن "عناصر داعش كانوا يسيطرون على مناطق على امتداد الطريق إلى بغداد. لذلك، كان على السائق سلك طرق أخرى. تنقلنا بين أقضية ومدن الأنبار حتى وصلنا إلى بغداد".
اقــرأ أيضاً
وبعد وصولهم إلى بغداد واستقرارهم في بيت العمة، بحث مصطفى عن عمل حتى يتمكن من توفير مال يمكنه من استئجار بيت مستقل، فوجد عملاً في معرض لبيع السجاد. وأظهر التزاماً في عمله وحاز على ثقة صاحب العمل، ليستمر في مهنته الجديدة. وبعد تسعة أشهر، استأجر منزلاً قريباً من موقع عمله.
وعلى الرغم من تحرير عانة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا أن عودة العاني وأسرته إليها مؤجلة في الوقت الحالي. يلفت إلى أن العودة إلى الديار ترتبط باستقرار الوضع الأمني بشكل عام، وتوفير الخدمات التي تفتقدها المدينة من جراء المعارك، علماً أن البنى التحتية بحاجة إلى إعادة تأهيل.
وعانى القاطنون في المخيمات بسبب ارتفاع الحرارة صيفاً والبرودة الشديدة وتساقط الأمطار شتاء. وتوفي بعض كبار السن والأطفال نتيجة سوء الأحوال فيها.
مصطفى كمال عبد الستار العاني، هو أحد النازحين الذي يعتبر نفسه أكثر حظاً بالمقارنة مع آخرين. نجا وعائلته من بطش "داعش"، حين خرجوا هاربين نحو بغداد، حيث أقاربهم الذين استقبلوهم وأمنوا لهم مكاناً ملائماً للسكن. العاني الذي ولد في عام 1989، ما زال يذكر معاناة هربه هو وعائلته من مدينتهم عانة في محافظة الأنبار (غرب البلاد) باتجاه العاصمة بغداد، حيث تسكن عمته. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه هو وعائلته المكونة من سبعة أشخاص، بينهم والداه، سكنوا عند عمته في بغداد لمدة تسعة أشهر، حتى تمكن من تدبير عمل واستئجار بيت خاص. عاشت العائلة أياماً صعبة في العانة خلال بحثها هي وبقية العائلات عن أية فرصة للخلاص من الموت، أو الرضوخ لحكم "داعش".
وتمكن "داعش" من بسط سيطرته على الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في 17 مايو/ أيار في عام 2015، بعد سيطرته على أقضية ومدن مختلفة تابعة للمحافظة، التي تعد أكبر محافظة في العراق من حيث المساحة، قبل أن تتمكن القوات العراقية من إعادة سيطرتها على مدن الأنبار بدءاً من مطلع عام 2016، حين حررت مدينة الرمادي.
وتمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة عانة في 21 سبتمبر/ أيلول في عام 2017. وكانت عانة المحاطة من ثلاث جهات، إحدى المناطق الرئيسية التي تمركز فيها مسلحو "داعش".
ويقول العاني إنه بعدما فرض تنظيم "داعش" سيطرته على مدينة عانة، 310 كيلومترات غرب الرمادي، مركز محافظة الأنبار، حاول عدد كبير من السكان الهرب وترك المدينة. الجميع يعلم أن عناصر داعش سيقتلون من لا يخضع لقوانينهم، وسيفقد كثيرون أعمالهم، فضلاً عن أن "داعش" يجعل من المدن هدفاً للقصف من قبل القوات العراقية، علماً أن عناصره يتحصنون بالمدنيين.
الهرب لم يكن سهلاً، فعناصر "داعش" بحسب العاني، سيطروا على مناطق عدة في المحافظة، وبدأ الناس يتيقنون أنهم يتقدمون وسيسيطرون على كامل المحافظة، فقرر العاني وعائلته ترك المدينة كما فعل غالبية السكان. ويوضح أن ذلك كان بتاريخ 14 مارس/ آذار في عام 2015، وكان برفقة والديه وزوجته وأطفاله الثلاثة. توجهت العائلة إلى بغداد، حيث كانت عمة العاني تنتظر وصولهم بالسلامة، إذ كانت على علم أن مدينتهم تشهد أحداثاً أمنية مقلقة مع تواصل تقدم عناصر "داعش" وسيطرتهم على مدن المحافظة.
البحث عن وسيلة تقلهم إلى بغداد لم يكن أمراً سهلاً مع هروب أصحاب سيارات الأجرة بعائلاتهم. وكانت حافلات كبيرة قد تحركت لنقل عائلات من عانة، وقد استطاع العاني اللحاق بآخر حافلة. يضيف: "استغرق الوصول إلى بغداد يومين، علماً أنه يمكن قطع المسافة بأربع ساعات في أيام أخرى. ويوضح أن "عناصر داعش كانوا يسيطرون على مناطق على امتداد الطريق إلى بغداد. لذلك، كان على السائق سلك طرق أخرى. تنقلنا بين أقضية ومدن الأنبار حتى وصلنا إلى بغداد".
وبعد وصولهم إلى بغداد واستقرارهم في بيت العمة، بحث مصطفى عن عمل حتى يتمكن من توفير مال يمكنه من استئجار بيت مستقل، فوجد عملاً في معرض لبيع السجاد. وأظهر التزاماً في عمله وحاز على ثقة صاحب العمل، ليستمر في مهنته الجديدة. وبعد تسعة أشهر، استأجر منزلاً قريباً من موقع عمله.
وعلى الرغم من تحرير عانة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا أن عودة العاني وأسرته إليها مؤجلة في الوقت الحالي. يلفت إلى أن العودة إلى الديار ترتبط باستقرار الوضع الأمني بشكل عام، وتوفير الخدمات التي تفتقدها المدينة من جراء المعارك، علماً أن البنى التحتية بحاجة إلى إعادة تأهيل.