مطلع تسعينيات القرن الماضي، تقدمت نجوى قاسم إلى وظيفة محررة في مبنى الأخبار، التابع لتلفزيون "المستقبل"، في منطقة الروشة (بيروت). الشابة التي تخرجت بشهادة الهندسة المعمارية، اختارت طوعاً العمل في الإعلام، متجهةً إلى عالم تحرير وتقديم الأخبار، حاملة في جعبتها ثقافة واسعة اكتسبتها خلال سنوات نشأتها ثم دراستها، ومن بيئتها العائلية، هي القادمة من محيط يساريّ.
عندما بدأت قاسم عملها في تلفزيون "المستقبل" كان لبنان يبدأ مرحلة ما سمّي بإعادة الإعمار بقيادة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، إثر انتهاء سنوات الحرب الأهلية. في ذلك المبنى التابع للتلفزيون عملت نجوى قاسم 11 عاماً، صنعت خلالها شهرة واسماً ناجحين.
خلال تلك السنوات، وعكس قسم كبير من زملائها، لم تصطبغ قاسم بالصبغة الحريرية، فعرفت كيف تبقي مسافة بين عملها وبين مالك المحطة التي تعمل فيها، أي رفيق الحريري. عام 2003 وقبل عامين من اغتيال الحريري انتقلت إلى قناة "العربية"، وهناك صنعت لنفسها اسماً عربياً بعيداً عن الشهرة المحلية.
إلى جانب تقديم الأخبار، غطّت حروباً وأحداثاً كثيرة، أبرزها الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، وقبلها الحرب على أفغانستان، وهو ما جعلها تتميّز عن باقي زميلاتها مقدمات الأخبار في القناة.
الاستقلالية التي بنتها لنفسها أثناء عملها في "المستقبل" حملتها معها إلى "العربية" ثمّ قناة "العربية ـ الحدث". فلم تنجرّ إلى المواقف المتطرفة، وعبّرت بشكل متكرّر عن مواقفها السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، والثورات العربية. كما دعمت بشكل متكرّر الانتفاضة اللبنانية التي قامت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إلى جانب عملها ومهنيّتها، اشتهرت نجوى قاسم أيضاً بمواقفها الداعمة لحقوق النساء، في لبنان وباقي الدول العربية، فألقت الضوء عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي على القضايا النسوية.