كشف عدد من المحامين العراقيين عن قيام السلطات العراقية بتسميم السجناء بمواد تسبب الموت البطيء عبر حقنهم بإبر سامة أو وضع بعض أنواع السموم في طعامهم، فضلاً عن التعذيب المستمر ما أسفر عن وفاة كثير من السجناء بعد الإفراج عنهم بأيام أو أسابيع لعدم ثبوت التهم ضدهم.
وأوضح المحامي ياسين الدليمي لـ"العربي الجديد" أنه "خلال زياراتنا لموكلينا المعتقلين في سجون السلطات العراقية في سجون التاجي والناصرية والمخابرات والأمن الوطني واستخبارات الجيش ومطار المثنى والأفواج والألوية التابعة لها، تبين لي ولزملائي المحامين أن المعتقلين تعرضوا لتعذيب بشع داخل المعتقلات لكن لاحظنا فضلاً عن ذلك علامات غريبة على المعتقلين، حيث ظهروا لنا غير واعين، وثبت لنا بعد البحث والتدقيق وسؤال المعتقلين أن السلطات العراقية قامت بحقنهم بمواد سامة تسبب الموت البطيء وقامت بتسميم طعامهم" على حد قولهم.
وأضاف الدليمي "لم نكتفِ بمعاينة المعتقلين والمعلومات التي أدلوا بها لنا خلال لقائاتنا بهم حول تسميمهم، بل بحثنا عن المعتقلين الذين توفوا بعد فترة من خروجهم من السجون لعدم ثبوت التهم ضدهم، وتبين أنهم حقنوا بمواد سامة تسبب الموت البطيء وأن عشرات السجناء الذين توفوا بعد خروجهم من المعتقلات كان سبب وفاتهم حقنهم بمواد سامة، ولكن المشكلة أن المستشفيات العراقية لا تستطيع إصدار تقارير طبية بهذه الحقائق ولكننا حصلنا على هذه المعلومات الخطيرة من مصادرنا الخاصة" وفق قوله.
وينظم عدد من المحامين والناشطين الحقوقيين العراقيين حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي لإيقاف ما أسموه بـ"الـقتل البطيء" للمعتقلين والسجناء عبر حقنهم بمواد سامة، ما اعتبره الخبراء القانونيون قتلاً متعمداً مع سبق الإصرار والترصد.
اقرأ أيضاً: التعذيب الوحشي في سجون العراق لم يتوقف بعد العبادي
وقال الخبير القانوني مرتضى الهاشمي إنَّ "عدداً من المحامين العراقيين اكتشفوا خلال لقاءاتهم بموكليهم أنَّ السلطات العراقية تقوم بوضع مواد سامة في طعام السجناء وتحقنهم بسموم تسبب الموت البطيء، وما أثبت ذلك بحث المحامين عن هذه الحقائق وإدلاء السجناء أنفسهم بهذه التفاصيل فضلاً عن وفاة العديد من المعتقلين بعد فترة وجيزة من خروجهم من السجن ممن لم تثبت ضدهم التهم، وهذا يعتبر من الناحية القانونية قتلاً متعمداً مع سبق الإصرار والترصد وسنقوم برفع هذه القضية إلى المحاكم الدولية للتحقيق بهذه السابقة الخطيرة على حياة السجناء العراقيين".
Posted by Hillal Aldulaimy on Monday, 22 June 2015 |
وبين الهاشمي لـ"العربي الجديد" أنَّ "الدوافع الحقيقية وراء عمليات حقن السجناء بمواد قاتلة هي دوافع طائفية، حيث تبين أنَّ جميع المعتقلين الذي حقنوا بمواد قاتلة من المكون السني والذين تتعامل معهم الحكومة بمنتهى التعسف، وأنَّ 95 في المائة منهم أبرياء اعتقلوا بدوافع طائفية فقط ولم توجه لهم تهم أو يعرضوا على المحاكم منذ سنوات، ومن خرج منهم توفي بعد فترة من الإفراج عنهم بطريقة بطيئة".
وناشد ناشطون وحقوقيون منظمة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية الإنسانية ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من السجناء في معتقلات وسجون الحكومة العراقية، متهمين الحكومة بنيتها قتل هؤلاء المعتقلين بطريقة الموت البطيء، بحسب قولهم.
وقال الناشط الحقوقي ماضي صابر لـ"العربي الجديد" إنّ "َعشرات السجون في التاجي والكاظمية ومطار المثنى والناصرية وبغداد، والتي تضم عشرات الآلاف من المعتقلين الأبرياء توفي الكثير منهم داخل السجون أو بعد خروجهم منها بفترة وجيزة، وكانت الشكوك تدور حول تسميمهم، وقمنا بفحص العديد من السجناء المتوفين وتبين حقنهم بمواد قاتلة تسبب موتاً بطيئاً، لكن الجهات الصحية تمتنع عن إصدار تقارير طبية بهذا الخصوص خشية الاغتيال من قبل المليشيات الحكومية".
وكان تقرير سابق نشره مركز صقر للدراسات الاستراتيجية عام 2010 كشف أرقاماً مخيفة للمعتقلين في السجون العراقية، مبيناً أنَّ "السجون العراقية تضم 400 ألف معتقل بينهم 6500 حدث، و8 آلاف امرأة، وأن 10 في المائة منهم فقط مثلوا أمام المحاكم بينما 59 في المائة منهم اعتقلوا لخلافات شخصية ودعاوى كيدية، و87 في المائة منهم لا يعرفون سبب اعتقالهم، وتصل نسبة التعذيب في السجون العراقية إلى 81 في المائة، لكن هذه الأرقام تضاعفت بحسب مختصين.
Posted by Jasim Arraseef on Monday, 22 June 2015 |
اقرأ أيضاً: السجون العراقية... مملكة الفساد حيث الأحياء أموات