محافظة السويداء جنوب سورية بلا مياه شرب.. والحلول عاجزة

17 ابريل 2019
تزيد قلة المياه معاناة الأهالي (Getty)
+ الخط -
تعود معاناة أهالي محافظة السويداء جنوب سورية، من نقص مياه الشرب مجددا إلى الواجهة، في حين تقف مؤسسة المياه عاجزة عن معالجة المشكلة مُكررة الأسباب نفسها لسنوات خلت.

أمّ مجد اضطرت إلى اصطحاب أطفالها من بلدتهم في الريف الجنوبي لمدينة السويداء، إلى منزل شقيقها في المدينة، ليستحموا ويغسلوا ثيابهم، فالمياه لم تصل إلى منازلهم منذ أكثر من شهر، وليس لديهم القدرة على شراء الماء، بحسب ما تحدثت به لـ"العربي الجديد".

وأضافت "أصبحت حياتنا كلها أزمات، منذ بداية العام نعاني من عدم توفر المازوت، وقد أشعلنا كل ما يقبل للاشتعال لنحصل على الدفء، وقضينا أياما كاملة تحت الأغطية، ومع بداية الربيع كثير من العائلات تعتمد على ما تنبته الأراضي من حشائش لتقتات عليه، حتى نكاد نشبه الخراف، لكن كل شيء في كفة والماء في كفة ثانية، فكيف يمكن أن نعيش بلا ماء"؟

من جانبه، قال أبو فريد مهنا، لـ "العربي الجديد"، "نقتصد في الماء لدرجة كبيرة، حتى نكاد لا نستخدم الماء إلا للشرب والطهي، حتى أننا توقفنا عن سقي النباتات في المنزل".

وأضاف "أنا موظف في الدولة راتبي 40 ألف ليرة سورية، وثمن صهريج الماء 20 برميلا بـ 6 آلاف ليرة، وعائلتي كبيرة، أحتاج في الشهر نحو 3 أو أربع صهاريج من الماء، قد يكون واحد منها من البلدية بسعر ألفي ليرة، ما يعني على أقل تقدير، أنه عليَّ دفع أكثر من ربع راتبي ثمن الماء فقط، وهو في الأصل لا يكفي ثمن طعام، وذلك باعتراف النظام فقد صدر قبل أيام أن الأسرة السورية بحاجة إلى 115 ألف ليرة لتؤمن الحد الأدنى من المواد الغذائية فقط، فكيف يحملوننا أيضا شراء الماء".

من جانبه، قال مصدر مطلع على أزمة مياه السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ "العربي الجديد"، "السويداء بحياتها لم تكن إلا عطشى، فالمحافظة ذات طبيعة جبلية بركانية لا تتوفر بها ينابيع أو أنهر، ما يجعلها تعتمد على مياه الثلوج والأمطار التي يتم تجميعها في نحو 18 سدا سطحيا، شرب منها الأهالي لعقود طويلة، إذ كان النظام يمنع الأهالي من حفر الآبار حتى نهاية التسعينيات".

وأضاف "بعد حفر الآبار الارتوازية وربطها بشبكات الماء، ما زالت لا تستطيع أن تغطي احتياجات أهالي المحافظة، وما زاد الطين بلة خروج العديد من الآبار الرئيسية عن الخدمة منذ عام 2014-2015، بسبب الأعمال العسكرية التي شهدتها أطراف المحافظة، إضافة إلى آبار أخرى تعطلت غطاسات المياه بها جراء سوء تيار الكهرباء وانخفاض جهده، في حين هناك آبار لا يتوفر لمضخاتها مادة المازوت لتشغيلها، إذ تعاني سورية من أزمة حادة بسبب نقص المحروقات، إضافة إلى أنه لا يوجد في المحافظة ورشة لإصلاح الغطاسات، فيتم إرسالهم إلى دمشق أو حلب، الأمر الذي يستغرق عدة أسابيع لعودتها دون وجود بديل".

ولفت إلى أن "مؤسستي المياه والكهرباء بدعم من عدد من المنظمات الإنسانية، مدت خطوط كهرباء لبعض الآبار، لتكون خارج نظام تقنين الكهرباء، إضافة إلى توزيع خزانات خاصة بمياه الشرب، لتصبح مناهل عامة لبعض القرى التي تعاني من عدم توفر المياه، إلا أن كل تلك المحاولات لم تنتج حلاً لعوز الماء".


وبيّن أن "مياه السدود التي ما تزال تعتمد لتأمين الشرب لكثير من المناطق في السويداء، هي مياه عكرة وملوثة بنسب مرتفعة بسبب تربية السمك بها وإلقاء بقايا الطعام بها، كما أن هناك تقارير تشير إلى وجود نسبة تلوث مرتفعة في المياه بسبب المبيدات الحشرية التي تستخدم بكميات كبيرة للمحاصيل الزراعية، ما يعتبر السبب الرئيسي للإصابة بمرض السرطان بين أهالي المحافظة".