مجموعات "فيسبوك" المغلقة استهدفت الانتخابات الأوروبية

02 يونيو 2019
أُعلنت نتائج الانتخابات الأوروبية ليل الأحد الماضي (ريتشارد بايكر/Getty)
+ الخط -


كشفت دراسة أجراها برنامج "نيوزنايت" Newsnight الذي يعرض على شاشة "بي بي سي 2" البريطانية أن مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي التي شجعت الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة، قبل الانتخابات الأوروبية، استُهدفت بالأخبار الزائفة والمحتوى المتطرف والانقسامي.

وأشارت دراسة "نيوزنايت" إلى أن مجموعات مغلقة على "فيسبوك"، أي تلك التي لا يستطيع إلا أعضاؤها الاطلاع على محتواها، شارك فيها مستخدمون عبر محتوى إلكتروني متعلق باليمين المتطرف وروابط زائفة بعضها موجّه من حسابات أميركية وروسية.

وأوضحت أن المعلومات المضللة كانت أكثر انتشاراً في المجموعات المؤيدة لانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مقارنة بتلك المنتشرة على الصفحات المعارضة لـ "بريكست". وضمت المنشورات في المجموعات محتوى مسيئا للنواب البريطانيين. ولم تربط المجموعات المذكورة بأي من الأحزاب السياسية رسمياً.

وقال حزب "بريكست" الجديد لـ "نيوزنايت": "لا علم لنا بهذا السلوك. ولا يمكننا إمضاء وقتنا في (فيسبوك)". وأضاف "نتحرك فقط في حال أي من مجموعات (فيسبوك) استخدمت شعارنا، أو انتهكت حقوقنا الفكرية، بطريقة مشبوهة، ومن دون الحصول على إذننا".

كيف تعقب "نيوزنايت" مجموعات "فيسبوك"؟
عمل البرنامج مع الخبير في اللغويات والأخبار الزائفة في "جامعة لانكستر"، ويليام دانس، لتعقب الحملات المضللة. وحلّل المحتوى والتاريخ وخلفية المسؤولين عن ثلاثين من أكبر المجموعات في "فيسبوك"، المؤيدة والمعارضة لـ "بريكست".

ويُشار إلى أن مديري المجموعات المغلقة عادة يفحصون الأعضاء الجدد عبر توجيه أسئلة معينة، للتأكد من أن وجهات نظرهم متوافقة مع بقية المجموعة. وكانت شركة "فيسبوك" فرضت قواعد صارمة جديدة حول شفافية المجموعات والإعلانات، عقب الاتهامات التي لاحقتها حول العالم، على خلفية استخدامها في التدخل بالعمليات الانتخابية. لكن هذه المجموعات تتملص من سياسات "فيسبوك"، كونها خاصة ومغلقة. 

ووجد التحقيق أن المجموعة الأكبر اسمها "حزب بريكست ــ المؤيدون" Brexit Party – supporters (لا روابط رسمية مع الحزب). وكان اسمها "ليبراليون وجارتيون من أجل ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب)" Libertarians and Chartists for Trump، قبل يناير/كانون الثاني عام 2017. وقد تغير اسمها مرات عدّة. وتم تعقب إدارة الصفحة إلى حساب Red Pill Factory، ومركزه كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، وأفاد نقاد بأنه ينشر أخباراً زائفة حول "بريكست" وحراك "السترات الصفراء" في فرنسا وقضية الهجرة. وأُغلقت المجموعة المذكورة قبل الانتخابات الأوروبية، بعد تحقيق أجرته صحيفة "صنداي تايمز".

في الأثناء، واصلت مجموعات مغلقة أخرى نشر روابط معلومات مضللة، وبينها "ندعم بريكست" We Support Brexit التي تضم 3900 عضو، بينهم روسي واظب على مشاركة روابط من موقع "نيوز فرونت" News Front الذي يركز على الأخبار الزائفة المؤيدة للكرملين.

المجموعات المناهضة لـ"بريكست"
الأخبار المضللة كانت أقل ظهوراً في المجموعات المغلقة المناهضة لانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، وأبرزها "قل لا لبريكست" "Say NO to "Brexit و"العمال ضد بريكست" Labour Against Brexit، وفقاً لتحقيق "نيوزنايت".

اللغة المسيئة
وجد "نيوزنايت" أيضاً أن اللغة المسيئة والتهديدات كانت سائدة واستهدفت السياسيين من الأحزاب كلها. إذ دعا بعض أعضاء المجموعات، مثل "مجموعة مؤيدي حزب بريكست" Brexit Party Supporters group، إلى تعليق المشانق لبعض المرشحين. 
وطاول الخطاب العنيف خاصة رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون ووزيرة داخلية حكومة الظل ديان أبوت.

ردّ "فيسبوك"
علقت الشركة العملاقة على التحقيق في بيان أكدت فيه أنها "قامت باستثمارات كبيرة قبل الانتخابات الأوروبية، لحماية النزاهة ومنع إساءة استخدام منصاتها"، وأردفت "في دول الاتحاد الأوروبي كافة، حذفنا عدداً من الحسابات الزائفة والمكررة، لانتهاكها سياساتنا".

تحقيق مولر
تجدر الإشارة إلى أن المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، أشار في تقريره الصادر في إبريل/نيسان الماضي، حول التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، إلى أن مجموعات "فيسبوك" شكلت أرضاً خصبة للتدخل الأجنبي. إذ بدأ المستخدمون الروس، منذ عام 2014، بتشكيل مجموعات عبر الموقع المذكور، للتأثير على الناخبين الأميركيين وتأجيج الخلافات بينهم.