مجلس عزاء بمحافظة عراقية يتحول إلى معركة عشائرية... وسقوط قتلى وجرحى

19 سبتمبر 2019
المعارك العشائرية تهدد استقرار العراق (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تحوّل مجلس عزاء بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، اليوم الخميس، إلى معركة عشائرية استُخدمت فيها أنواع من الأسلحة، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

الاشتباك العشائري وقع خلال المجلس الذي حضرته مجموعة كانت لها مشكلة عشائرية قديمة مع مجموعة من الحاضرين في المجلس ذاته، من دون علم مسبق لمقيميه. وبحسب مسؤول أمني في المحافظة تحدّث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "الطرفين فوجئا برؤية بعضهما ما دفعهما إلى التراشق بطلقات نارية من مسدسات شخصية".

وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "الاشتباك تطور بعدما أخرجت مجموعة من تلك العشائر أسلحة رشاشة من سياراتها، ورشق أفرادها خصومهم من العشيرة المقابلة، ما تسبب بمقتل 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين، بينهم أشخاص من عشائر أخرى"، مضيفاً أنّ "إحدى تلك العشائر انسحبت من المجلس وسط إطلاقات نار وأهازيج عشائرية".

وأشار إلى أنّ "قوات الشرطة وصلت متأخرة إلى موقع الحادث وفتحت تحقيقاً في تفاصيله"، مبيّناً أنّ "تعزيزات أمنية وصلت إلى المنطقة لتأمينها، خوفاً من اندلاع معارك أخرى بين تلك العشائر".

من جهته، أكد الشيخ جابر الشرَيفي، وهو أحد شيوخ المحافظة، أنّ "مجلس العزاء كان في منطقة الكرماشية جنوبي المحافظة، وأنّ الوضع الحالي متأزم خاصة مع وجود قتلى من عشائر أخرى"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "العشائر التي قتل وجرح عدد من أبنائها في المجلس، تستعد لأخذ الثأر والهجوم على العشائر المتسببة بالحادث".

وأكد أنّ "شيوخ المحافظة يحاولون تهدئة الموقف، من خلال وساطات عشائرية ولقاءات مع كافة الأطراف، إلا أنّ الوضع غير مطمئن في ظل استعداد تلك العشائر لمعاركة مقبلة وتوزيعها الأسلحة على شبابها"، محذراً من أنّه "في حال حدث هجوم لأي عشيرة فإنّ الموقف سيتعقد جداً، وقد يخرج عن السيطرة".

وانتقد الشريفي موقف الجهات الأمنية الذي وصفه بـ"موقف المتفرج عن بعد"، قائلاً إنّ "القوات الأمنية تراقب وتنتظر أن يهدأ الموقف ومن ثم تتدخل"، داعياً القوات الأمنية إلى "إلقاء القبض على أبناء تلك العشائر ممن يحملون السلاح واحتجازهم، قبل أي هجوم قد يقدمون عليه".


وتُعد محافظات جنوب العراق، من أكثر مناطق البلاد تسجيلاً للمعارك العشائرية، وهي شبه يومية، وتستخدم فيها العشائر العديد من أنواع الأسلحة وحتى الثقيلة منها. وقد عجزت أجهزة الأمن عن ضبط تلك العشائر، كما عجزت عن السيطرة على السلاح المنفلت بيدها.

وأصبحت المعارك العشائرية في العراق، التي نشطت بعد العام 2003، تهدد أمن البلاد واستقرارها، حيث يمتد بعضها لعدة أيام تستخدم فيها قذائف "الهاون" وقاذفات "آر بي جي"، وتتسبب بسقوط قتلى وجرحى.