وأكدت المصادر أن "الوفد الروسي اعترض على مشروع البيان الذي قامت بريطانيا، حاملة القلم، بصياغته والذي أشار إلى قوات خليفة حفتر وسماها بالاسم وطالبها بوقف التصعيد. وفضل الطرف الروسي أن تنص صيغة البيان على توجيه الدعوة لكل الأطراف في ليبيا بالتهدئة دون تسمية أي طرف بعينه". بينما رفض الوفد الأميركي أن "لا ينص مشروع البيان بشكل صريح على ذكر قوات اللواء حفتر، وأن يتضمن فقط صيغة "جميع الأطراف".
ولم يعقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك أي اجتماع طارئ خلال نهاية الأسبوع، بعد اجتماعه ليل الجمعة/السبت، والذي أصدر خلاله عناصر بيان صحافي غير مفصّل. وكان من المفترض أن يصدر بيان صحافي مفصل عن المجلس يدعو لمحاسبة الأطراف التي تعرقل السلم والأمن في ليبيا، كما تسمية قوات حفتر ودعوتها لوقف جميع أعمالها العسكرية، بالإضافة إلى دعوة جميع الأطراف في ليبيا للحد من أنشطتها العسكرية. كما نص مشروع البيان البريطاني المفصل على حث جميع الأطراف على الانخراط والعمل على تهيئة الظروف لعقد مؤتمر الحوار الوطني.
من جهتها، طالبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف باحترام هدنة إنسانية لساعتين، من أجل تأمين إجلاء الجرحى والمدنيين. كما أعلن غسان سلامة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، والموجود حاليا في ليبيا أن "المنظمة الدولية عازمة على عقد مؤتمرها في ليبيا، بين الـ 14 والـ 16 من الشهر الحالي، لبحث إمكانية عقد انتخابات باعتبارها الحل الوحيد للخروج من الأزمة".
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة طارئة مغلقة، ليل الجمعة بتوقيت نيويورك. وكان سلامة قد قدم إحاطته أمام المجلس عبر تقنية "الفيديو"، وعبر فيها عن خيبة أمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعد لقائه بحفتر، بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"العربي الجديد".
وأكدت المصادر أن سلامة تحدث عن عرض الأمين العام على حفتر عقد اجتماع برعاية الأمم المتحدة، في جنيف، يجمعه برئيس الحكومة فائز السراج. وبحسب المصادر ذاتها، إن سلامة الذي كان شديد التشاؤم من التطورات الأخيرة، قال للمجلس إن حفتر رفض، في الوقت الحالي، الاجتماع المقترح من قبل الأمين العام لعقد لقاء في جنيف. وعبّر غسان سلامة عن نيته البقاء في ليبيا ومواصلة المحادثات مع مختلف الأطراف.
ووفقا للمصادر نفسها، إن سلامة تحدث خلال الجلسة المغلقة عن امتعاض حفتر من عدم حصوله على أكثر من خمسة بالمائة من عائدات النفط في البلاد في حين يسيطر على أكثر من ستين بالمائة منها، إضافة إلى عدم تطبيق السراج اتفاقه مع حفتر والحد من نفوذ المليشيات. ورجحت مصادر أخرى أن حفتر يريد حسم الوضع على الأرض عسكريا.