مجلس الأمن يصوّت لدعم البرتغالي غوتيريس خلفاً لبان

05 أكتوبر 2016
كان غوتيريس مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين(فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -
صوّت مجلس الأمن الدولي، بشكل أولي، اليوم الأربعاء، على دعم البرتغالي أنطونيو غوتيريس لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، خلفاً لبان كي مون، والذي تنتهي ولايته نهاية العام الجاري. 

وقال سفير روسيا، فيتالي تشوركين، والذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي: "اليوم بعد ست جولات، فإن المرشح المفضل هو أنطونيو غوتيريس، وسنقوم بتصويت رسمي في مجلس الأمن صباح غد على ترشيحه". 

وصوت المجلس، خلال جلسة مغلقة، بطريقة "البطاقات الملونة". وهذه هي المرة السادسة، بعد خمس جولات اقتراع سرية وغير ملزمة خلال الشهرين الماضيين، التي يصوت فيها مجلس الأمن على اختيار خلف للأمين العام من بين عشرة مرشحين بقوا في السباق. 

وبحسب النتيجة الأولية للتصويت، سيقرر المجلس ما إذا كان سيمضي قدماً في جولة اقتراع جديدة مماثلة أو ينتقل إلى التصويت الرسمي، ونقل قراره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعضائها الـ193 دولة، والتي تقوم بدورها بالمصادقة أو رفض القرار، على الأقل من الناحية النظرية. 

وحتى الآن، وخلال الجولات الست الماضية، خمس منها غير ملزمة، كان البرتغالي أنطونيو غوتيريس الأوفر حظاً من بين المرشحين. 


وشغل غوتيريس منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين حتى نهاية عام 2015، ولسنوات عشر. كذلك شغل منصب رئيس وزراء بلاده بين عامي 1995 و2002. 

وتعتمد طريقة الانتخاب في "البطاقات الملونة" على خانات ثلاث إلى جانب كل مرشح مقسمة كالتالي: "تشجيع" و"لا تشجيع" و"لا رأي". وتعطى هذه البطاقات للدول العشر غير دائمة العضوية، في حين تحصل الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وصاحبة حق النقض "الفيتو" على بطاقات حمراء.

ودخلت البلغارية كريستالينا غورغييفا، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إلى سباق الترشح، بعدما سحبت بلادها دعمها للبلغارية إيرينا بكوفا، والتي تشغل منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو.
 

وكانت بلغاريا قد أرسلت إخطارا رسميا تعلن فيه عن أن المرشحة الوحيدة لبلادها، الآن، كريستالينا غورغييفا، من دون الإشارة بشكل رسمي لسحب دعمها لبكوفا، والتي تلقى، على ما يبدو، اعتراضا أميركيا على ترشيحها. ويرجح بعضهم أن يكون ذلك بسبب منح اليونيسكو فلسطين صفة عضو في المنظمة تحت رئاسة بكوفا، وهو ما اعترضت عليه الولايات المتحدة، فضلاً عن كونها مقربة أكثر للتكتل الروسي في ما يخص السياسات الأوروبية. 

أما كريستالينا غورغييفا فتلقى دعما أكبر من دول أوروبا الغربية، وهي معروفة بتقربها أكثر من ذلك الجناح. وتشغل غورغييفا حاليا منصب المفوضة الأوروبية لشؤون الميزانية والموارد البشرية. وشغلت منصب المسؤولة عن المساعدات الإنسانية وإدارة الحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوربية، إضافة إلى مناصب أخرى في البنك الدولي.
 

وقاد الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة مونيس ليكيتوفت، والذي انتهت ولايته في 15 من سبتمبر/أيلول الماضي، حملة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة في محاولة للقيام بإصلاحات على طريقة اختيار منصب الأمين العام للأمم المتحدة. 

ونجحت جهوده، وإن بشكل جزئي، إذ تمكنت الدول الأعضاء في الجمعية العامة، كما الإعلام والرأي العام، من استجواب جميع المرشحين وإجراء مقابلات معهم.
 

وعلى الرغم من تلك التحسينات، يبقى قرار الترشح في نهاية المطاف بيد الدول الخمس دائمة العضوية، والتي يحق لها استخدام الفيتو ضد هذا المرشح أو ذاك. 

كذلك وجه ليكيتوفت انتقادات حادة لمجلس الأمن على طريقة الاقتراع السرية في الجولات الخمس الماضية التي أجريت. 

وجاء في رسائله السابقة: "أدرك أن التصويتات الأولى كانت ذات طابع غير رسمي، وأن أعضاء المجلس قرروا عدم الإعلان عن النتائج، ولكن أن يتضمن الإبلاغ، حتى لرئيس الجمعية العامة، عن حدوث التصويت أو عدمه، من دون الإشارة لأي نتائج، فإن ذلك لا يضيف أي قيمة لتوقعات الجمعية العامة من مجلس الأمن".

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد طالبت مجلس الأمن بأن تتسم مراحل الاختيار بشفافية وانفتاح أكثر مما كانت عليه في الماضي، وما تم العام الحالي. وكانت النتائج تسرب، بشكل فوري، للإعلام بعد كل اقتراع.