قناة "سكاي نيوز عربية" تحدثت عن الشهداء الفلسطينيين باعتبارهم "قتلى" على يد "الجيش الإسرائيلي"، كأن ما يحصل حرب بين طرفين متوازني القوى، ولا يشفع لها الإشارة إلى أن الفلسطينيين كانوا "عزلاً"، لأنها يفترض أن تعرف أن استخدام كلمات معينة في التغطيات الصحافية بحجة "الحياد" و"الموضوعية" يساوي بين الظالم والمظلوم وبين القاتل والشهيد.
طبعاً، القناة نفسها استشعرت خطراً معيناً من استخدام مصطلح "يوم النكبة الفلسطينية"، فارتأت عند استعماله في تقريرها الإشارة إلى أن "الفلسطينيين هم من يطلقون عليه هذا الاسم".
قناة "العربية" سارت على النهج نفسه، مستخدمة كلمة "قتلى" في الإشارة إلى الشهداء، علماً أن ما يحصل في غزة لم يكن من أولوياتها، إذ ركزت على نقل أخبار البورصة العالمية.
وكالة "فرانس برس بالعربية" وشبكة "سي إن إن بالعربية" و"بي بي سي عربي" انتهجت التغطية نفسها.
في المقابل، فتحت شبكة "الجزيرة" و"التلفزيون العربي" هواءهما، ومنحا الأولوية لتغطية "المجزرة"، من دون التراجع أمام المخاطر التي تهدد المراسلين، علماً أن مراسل "الجزيرة"، وائل الدحدوح، أصيب برصاص الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أن عشرات الفلسطينيين استشهدوا وأصيب المئات، اليوم الإثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمعها "مليونية العودة"، شرق قطاع غزة.
وفي وقت باكر، توافد عشرات آلاف الفلسطينيين على خيام العودة والتظاهر التي زادت عن 20 خيمة ونقطة احتكاك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعمَّ الإضراب الشامل قطاع غزة، وأغلقت المحال التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، التزاماً بقرار اللجنة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ومن المقرر أن يكون الإضراب ليومين، وذلك يتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة وإحياء الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.
(العربي الجديد)