مجزرة دوما: غضب دولي ودعوات لمحاسبة نظام الأسد بانتظار رد واشنطن

10 ابريل 2018
تصاعد الدعوات لمحاسبة الأسد بعد مجزرة دوما(خليل العبد الله/الأناضول)
+ الخط -
يتصاعد الغضب الدولي إزاء ارتكاب النظام  السوري لمجزرة بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما  التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، مساء السبت الماضي، والتي أسفرت عن وفاة العشرات وإصابة أكثر من ألف مدني. ويبدو أنَّ هناك إجماعاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وغيرها من الدول، على معاقبة نظام الأسد، في ظل الاستخدام المتكرر للسلاح المحظور دولياً.


وبانتظار الترقُّب الدولي الحاصل، ومن ضمنه التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الأميركي مساء اليوم الثلاثاء، من أجل تشكيل لجنة تحقيق دولية حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية، أو التحرك بشكل منفرد ربما على غرار الضربات التي وجهتها واشنطن لمطار الشعيرات العام الماضي، بعد مجزرة للنظام في خان شيخون بريف إدلب في الرابع من نيسان، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألغى زيارة كانت مقررة لأميركا اللاتينية يوم الجمعة المقبل، من أجل متابعة التطورات في سورية، والإشراف على الرد الأميركي على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية في دوما.

وأكد ترامب في عدد من التصريحات والتغريدات في الساعات الماضية على حتمية الرد العسكري الأميركي على مجزرة دوما، وأنه بصدد اتخاذ القرار خلال مهلة 48 ساعة تنتهي يوم غد الأربعاء.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب صباح اليوم، إن الرئيس ألغى زيارة إلى أميركا اللاتينية كانت مقررة يوم الجمعة، موضحة أن ترامب سيبقى في الولايات المتحدة لمتابعة التطورات حول العالم، وخصوصاً الرد الأميركي المتوقع على الهجوم الكيميائي في سورية، مشيرة أن الرئيس كلف نائبه مايك بنس بالمشاركة في القمة الأميركية.

الأمم المتحدة

البداية من الأمم المتحدة، حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم، بإجراء تحقيق شامل محايد ومهني، بشأن التقارير المستمرة عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.

وقال غوتيريس، في بيان أصدره المتحدث باسمه استيفان دوغريك‎، إن الأمين العام "غاضب بشدة إزاء التقارير المستمرة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية".

وأعرب الأمين العام حسب "الأناضول" عن "إدانته القوية لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين"، مؤكداً أن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية من جانب أي طرف في النزاع وتحت أي ظرف من الظروف، هو أمر بغيض وخرق واضح للقانون الدولي".

وأكد في البيان، أن "خطورة الادعاءات الأخيرة تتطلب إجراء تحقيق شامل باستخدام خبرة محايدة ومستقلة ومهنية"، مضيفاً "ولذلك فإنني أؤكد الدعم الكامل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) وبعثتها لتقصي الحقائق في إجراء التحقيق المطلوب في هذه الادعاءات".

وتابع "وينبغي منح بعثة تقصي الحقائق إمكانية الوصول الكامل، دون أي قيود أو عوائق للقيام بأنشطتها"، مناشداً مجلس الأمن الدولي بأن "يفي بمسؤوليته، وأن يحقق الوحدة في هذا الموضوع، وأن يضاعف جهوده للاتفاق على آلية مخصصة للمساءلة".

بريطانيا

بدورها، وصفت لندن الهجوم في سورية بأنه "همجي"، وأنها تعمل مع الحلفاء والشركاء لتقييم ما حدث.

وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إنها ستتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق اليوم بشأن هجوم كيميائي يُعتقد أنه وقع في سورية.

وقالت للصحافيين في كمبردجشير في شرق إنجلترا حسب "رويترز"، "سأستمر في الحديث مع حلفائنا وشركائنا كما فعلت، تحدثت مع الرئيس (الفرنسي إيمانويل) ماكرون هذا الصباح وسأتحدث مع الرئيس ترامب في وقت لاحق اليوم".

ولم ترد ماي بشكل مباشر على سؤال عما إذا كانت بريطانيا ستشترك مع الولايات المتحدة إذا ما قررت واشنطن القيام بعمل عسكري في سورية، لكنها قالت "نعتقد أن المسؤولين عن ذلك يجب أن يحاسبوا".

فرنسا

كما يبرز الموقف الفرنسي، كأحد أقوى المواقف المساندة لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، لاستخدامه المتكرر للأسلحة الكيميائية، والذي أكد مراراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "خط أحمر".

وفي أحدث التصريحات الفرنسية، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب اليوم أن حلفاء النظام السوري يتحملون "مسؤولية خاصة" عن الهجوم الكيميائي.

وقال فيليب متحدثاً في الجمعية الوطنية حسب "فرانس برس"، إن "حلفاء النظام يتحملون مسؤولية خاصة في هذه المجزرة"، كما في "خرق الهدنة" التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، متوعداً بـ "الرد على استخدام مثل هذه الأسلحة".

ألمانيا

في سياق متصل، يبدو الموقف الألماني عازماً على محاسبة النظام السوري على المجزرة الأخيرة، حيث قالت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، اليوم الثلاثاء، "أعتقد أن هناك دليلاً واضحاً تماماً على استخدام أسلحة كيميائية في سورية".

وأضافت ميركل حسب "الأناضول"، أنه "من المحزن جداً تكرار استخدام هذه الأسلحة رغم الإدانات الدولية المتكررة".

وفي ذات السياق، طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بمحاسبة المسؤول عن الهجوم بالغاز السام.

وقال ماس في تصريحات صحافية، "وقوع مثل هذه الهجمات بالغاز السام، وتكرارها دون محاسبة المسؤول عن مثل هذه الجريمة الشنيعة، أمر غير مقبول". 

وتابع "على روسيا أن تمارس نفوذها على النظام السوري حتى تسلم سورية كافة أسلحتها الكيميائية"، مبيناً أن على "سورية نفسها تسليم كافة أسلحتها الكيميائية، وهو الالتزام الذي لم تأخذه في اعتبارها حتى الآن".

ودعا ماس، لإبقاء الضغط على موسكو، متهماً إياها بإعاقة "حتى الآن، التحقق من الأمور (الهجوم بالغاز السام)، وتحديد المسؤوليات".

واستطرد قائلاً: "بالنسبة لنا، هذا أمر غير بنّاء، وغير مرضٍ، ولا يمكن استمراره على هذا النحو".

تركيا

في سياق مواز، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، تنديده بالهجوم الكيميائي على مدينة دوما، مؤكداً أن منفذي الهجوم "سيدفعون الثمن باهظاً كائناً من كانوا".

وقال أردوغان خلال تصريحات صحافية نقلتها "الأناضول": "اللعنة على مرتكبي مجزرة دوما. أياً كان المنفذون سيدفعون الثمن باهظاً".

وأضاف أن تركيا تجري مباحثاتها بهذا الصدد، ومن ذلك اتصال هاتفي أجراه، أمس، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ولفت الرئيس التركي إلى أنه سيواصل مباحثاته حول الأمر اليوم وغداً.

الصين

على الجانب الآخر، يبقى الموقف الصيني قريباً من موقف روسيا وإيران إزاء الدفاع عن النظام السوري.

وحذرت الصين اليوم من عواقب العمل العسكري بعد أن هدد الرئيس الأميركي بالرد "بالقوة" على الهجوم الكيميائي بدوما.

وقال جييغ شوانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية في إيجاز صحافي روتيني الثلاثاء إن بلاده "تعارض الاستخدام المتهور للقوة أو التهديد بالقوة".

وتابع حسب "رويترز" أنه قبل إجراء "تحقيق شامل ومحايد وموضوعي" في الحادث، لا ينبغي على أي طرف "استباق النتائج والتوصل لنتائج بشكل عشوائي". وأكد أن "الوسائل العسكرية لن تقودنا إلى أي شيء".

(العربي الجديد)