مجزرة دوما: النظام السوري يزيد القصف والضحايا

18 أكتوبر 2014
انتشال خمسة قتلى من تحت ركام القصف (العربي الجديد)
+ الخط -

شنّ الطيران الحربي التابع لقوات النظام غارات جوية عدة على الأحياء السكنية في مدينة دوما بريف دمشق، يوم أمس الجمعة، ما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً، بعضهم في حالة حرجة جداً.

وأشار الناشط في الدفاع المدني في المدينة، أكرم أبو علي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "فريق الإخلاء والإنقاذ بالدفاع المدني تمكن من إسعاف 45 مصاباً، وانتشال أكثر من خمسة شهداء من تحت الأنقاض، وفتح الملاجئ أمام المدنيين، تحسباً للمزيد من الغارات".

وكانت مصادر إعلامية تابعة للنظام قد تحدثت عن قصف مواقع تابعة لـ"جيش الإسلام"، أحد أبرز فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، فرد ناشطون من المدينة بعرض صور لضحايا المجزرة من الأطفال، ومشاهد للبيوت السكنية المدمرة، متسائلين "هل هؤلاء مقاتلون في جيش الإسلام".

من جهته، أوضح الطبيب في المجلس الطبي في دوما، ماجد أبو علي، لـ"العربي الجديد"، أن "الفريق الطبي يواجه حالات خطرة جداً، بينهم عدد من الاطفال والنساء". وأضاف "نحن نعمل بكامل طاقتنا، ولن ننتهي حتى الصباح من معالجة المصابين، مع العلم أن وضع المستشفى على شفير الهاوية".

وحذّر أبو علي، قائلاً إنه "منذ أول استخدام للكيماوي قبل أكثر من سنة، ونحن نحذر من نقص المعدات، من دون أن نلقى استجابة من أحد، واليوم نعيد ونحذر من توقف العمل الطبي نتيجة الحصار وقلة الدعم. نحن في حاجة إلى عناية مشددة ولم نعد نشمل حالات بتر الأطراف مع الحالات الصعبة، ومع استمرار القصف سينشأ جيل لديه إعاقات دائمة".

في المقابل، قال شاهد عيان من مدينة دوما، لـ"العربي الجديد"، إن "دوما واجهت يوماً دموياً. الاطراف كانت متناثرة في أماكن القصف. حاولت إنقاذ امرأة كانت تريد الانتحار، لفّت حبلاً حول عنقها، وكانت تصرخ وتنتحب كي نتركها تموت، بالأمس استشهد زوجها، واليوم أطفالها. تمنيت لحظتها أن تدمر الكرة الارضية على رؤوس أهلها، أن تفنى بأشد من طوفان نوح، تمنيت أن تقوم القيامة فوق رؤوس الجميع".

وفي سياق متصل، ارتفع عدد ضحايا مجزرة بلدة جسرين في ريف دمشق، الخميس الماضي، نتيجة غارات الطائرات الحربية، إلى 20 قتيلاً، تم نشر أسماؤهم على صفحات تنسيقيات البلدة، وأضافت الصفحة أن "نحو 30 جريحاً بحالة خطرة، ما زالوا يتلقون العلاج، فيما تسود حالة من الرعب بين الأهالي وخصوصاً النساء والأطفال".

وتستهدف طائرات النظام الحربية الغوطة الشرقية في سلسلة من المجازر المتواصلة، كان نصيب مدينة دوما العدد الأكبر منها، فقتل نحو 310 مدنيين خلال أقل من شهرين، وأصيب المئات بجراح، ويتركز القصف بشكل خاص على الأماكن المكتظة بالسكان، حيث تم استهداف سوق شعبي وسط المدينة مطلع الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل نحو 18 مدنياً وسقوط عشرات الجرحى.

وتحاول قوات النظام الرد على كل تقدم يحرزه مقاتلو المعارضة في الغوطة الشرقية على جبهات القتال، كما في جوبر ووادي عين ترما وعربين وحرستا، بارتكاب المزيد من المجازر وقتل أكبر عدد من المدنيين، لخلق شرخ بين الحاضنة الشعبية وفصائل المعارضة المسلحة.

المساهمون