وأوضح ضابط بالجيش العراقي أن الطائرات التي قصفت الحي غير معروفة هل هي عراقية أم تابعة للتحالف الدولي، لكن المؤكد أن عشرات المنازل سويت بالأرض داخل الحي، مؤكداً أن التقديرات تتحدث عما لا يقل عن 200 ضحية، وقد تكون هذه التقديرات قليلة مقارنة بالواقع، فما زالت شوارع الجديد والناصي والمدرسة القديمة تتصاعد منها أعمدة الدخان، وقد سوي عدد من منازلها بالأرض.
من جهته، قال عضو مجلس قضاء الموصل، محمد حسان، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران استخدم سياسية الأرض المحروقة مرة أخرى بعد عجز الجيش عن التقدم والتوغل داخل الحي، ما دفعه إلى قصف الحي بشكل هستيري، مبيناً أن الأرقام والشهادات كلها تشير إلى مجزرة جديدة.
وذكر حسان أن الحي بعد تعرضه للقصف الجوي بقليل دخلته قوات الجيش كأرض محروقة، بلا أي رد فعل من أفراد تنظيم "داعش".
وشاهد "العربي الجديد" المئات من الأهالي يخرجون من حي بعد القصف الجوي، من بينهم عشرات الجرحى.
وبحسب ما عاين "العربي الجديد"، فإن السكان خرجوا من ممرات حددتها الشرطة الاتحادية العراقية، إذ أعلنت عنها عبر مكبرات الصوت بعد القصف الذي طاول الحي بعدة ساعات.
وقال أحد الناجين لـ"العربي الجديد" إنه دفن زوجته وخرج، بينما قال آخر إن أهل الزقاق الذي يعيش فيه كلهم ماتوا بسبب القصف، وبدا على السكان الذين خرجوا من الحي أحياء علامات الجوع الشديد والإصابات البالغة بينهم.
ورفض النقيب حسين المكصوصي، المسؤول عن عمليات الجيش العراقي في تلك المنطقة، دخول مراسل "العربي الجديد" وعدد من الصحافيين الآخرين، بينهم أجانب، إلى الحي، مطالبين بالبقاء على حدوده قرب قطعات الجيش، بدعوى خطورة الموقف داخل حي الزنجيلي المستهدف، إلا أن ضابطاً آخر وافق على الدخول، مع اشتراط عدم اصطحاب الكاميرات، أو حتى هواتف ذكية، إلى داخل الحي، ما يشير إلى ارتكاب جرائم كبيرة داخل الحي.