لي صديقة شابة تجاوزت الثمانين، لاحظتُ أن أقسى هجاء بارد يمكن أن توجهه إلى أحد في عالم الثقافة هو أن تصفه بـ "البيّاع". "سيلزمان" تقولها بلهجة نيويورك.
ماذا حين يكون الكاتب بيّاعاً؟ أردأ هؤلاء بياعو القضايا. هل نتسامح إذن مع بيّاعي الروحانيات وكتّاب العلاقات العامة؟
يخبرني صديق، تشغله قصص لا طائل من ورائها، بأنه تتبّع ما يسمّيه "نصب باولو كويلو على بعض أثرياء الخليج"، وكيف أن صاحب "الخيميائي" نصب فخّاً لمدير تنفيذي شاب لإحدى الشركات مقترحاً عليه أن يكتبا معاً كتاباً عن إمارة خليجية، وأن الأخير نشر - مزهواً - تفاصيل قصة "علاقته" بالكاتب الشهير على موقعه الإلكتروني.
الصديق يعتقد أن كويلو نصّاب استراتيجي يستطيع إعطاء دروسٍ لأكبر متزلّفي الثقافة والصحافة العرب، ممن يودّون إقناع كل صاحب سلطة أو ثروة أنه أشعر من امرؤ القيس وأكثر موهبة من غارسيا ماركيز.
الأمر أبسط من هذا. نستعيد صوت صديقتنا الحكيمة البارد: إنه مجرّد سيلزمان.