مجاملات أدبيّة

18 أكتوبر 2015
عبد الكريم ربيع / المغرب
+ الخط -

في معرضٍ ضمّ صوراً لكتّاب جزائريين مع مقتطفات من سيرهم ونصوصهم، أُقيم في الجزائر العاصمة مؤخّراً ضمن تظاهرة أدبية، لفتتني صورتان لكلّ من عز الدين ميهوبي وحميد قرين. إنّهما ليسا كاتبين "عاديين"؛ فالرجلان وزيران في الحكومة الحالية.

يستدعي ذلك أحد احتمالين: إمّا أنّهما "فرضا" نفسيهما، أو أنّ القائمين على المعرض تطوّعوا بذلك، من باب المجاملة والتودّد للكاتبين الوزيرين. (أرجّح الاحتمال الثاني). لكن، في كلتا الحالتين، فإن هذا السلوك غير أخلاقي، ويمسّ بمصداقية الرجلين والمعرض والتظاهرة برمّتها، لأنّه يمثّل تداخلاً سافراً بين صفة الكاتب ومنصب الوزير.

تذكّرتُ الصورتين، وأنا أقرأ خبر لقاء وزير الثقافة بوزيرة التربية لتفعيل اتّفاقية، بين المؤسّستين، تنصُّ على إدراج نصوص جزائرية في المقرّرات المدرسية. أسفر اللقاء عن قرار إنشاء "لجنة تضمّ أدباء وناشرين ومدرّسين يطّلعون على الأدب الجزائري"، لاختيار النصوص، بحيث ستكون نسبة "المُنتج الجزائري" في المقرّرات 80%، بلغة أهل الاقتصاد.

الحقيقة أن ذلك كان مطلباً نادى به كتّابٌ كثيرون، لم ينفكّوا ينتقدون طغيان الأدب المشرقي على الكتاب المدرسي وحالة الاستخفاف والاستسهال في اختيار وصياغة نصوصه، بلغت درجة تذييل بعضها بعبارة "منقول من الإنترنت".

لكن الخوف أن يتكرّر ما حدث في المعرض، فنرى نصوص الوزيرين الكاتبين في كتب أبنائنا – فرضاً أو مجاملةً - أو شلّة الكتّاب المقرّبين منهما. وحينها، سيحقّ لنا أن نترحّم على الكتاب الحالي على تعاسته.


اقرأ أيضاً: هل قلتم اتحاداً للكتّاب؟

دلالات
المساهمون