مثلث هجوم آرسنال.. خطة 3-4-2-1 تؤكد حضورها من جديد

22 يوليو 2017
لاكازيت وأوزيل وسانشيز قد يشكلون مصدر خطورة أرسنال (Getty)
+ الخط -

أطلقت الصحافة البريطانية على البريميرليغ لقب دوري المهاجمين في الموسم المقبل، بعد انتقال لوكاكو إلى اليونايتد، وتوقيع تشلسي مع موراتا، بالإضافة لدخول أرسنال السوق بقوة بإبرامه الصفقة الأغلى في تاريخه، لاكازيت محور اهتمام الجميع في عاصمة الضباب، مع إمكانية تكوين مثلث رعب جديد بالهجوم، في حالة واحدة فقط، بقاء سانشيز وأوزيل لسنوات أخرى تحت قيادة فينغر. المدرب الفرنسي الذي يريد العودة إلى دوري أبطال أوروبا، من خلال التتويج بالبطولة المحلية، أو استعادة أحد مراكز المربع الذهبي بعد فقدانه مؤخراً.

يستحق الدولي الفرنسي اللعب أساسياً في دوري كبير، ويملك اللاعب مقومات عديدة تجعله قادراً على التمركز بمفرده أو بجوار لاعب آخر داخل منطقة الجزاء، ليبقى السؤال الأهم، هل تستطيع إدارة أرسنال إقناع نجمي الفريق بالمشروع الجديد؟ والتصريحات وقتها لن تكون كافية للإجابة، لكن ما سيقدمه لاكازيت كفيل بإعادة المحاولة، والسعي نحو خلق التوليفة المثالية داخل ملعب الإمارات.

لاكازيت
تعاقد آرسنال مع هداف ليون ألكسندر لاكازيت مطلع الصيف الحالي، في صفقة ضخمة كلفت النادي الإنكليزي رقماً وصل إلى 53 مليون يورو، ليلتحق الهداف الفرنسي بمواطنه أوليفييه جيرو ضمن كتيبة المهاجمين في ملعب الإمارات. ويعتبر لاكازيت قماشة مختلفة نوعا ما عن جيرو كما يقول ديديه ديشامب مدرب الثنائي في منتخب فرنسا، فألكسندر مهاجم متحرك غير ثابت، يفضل البناء مع لاعبي الوسط، ويعود كثيراً إلى الأطراف، بينما الثاني نسخة كلاسيكية إلى حد كبير، يتمركز أكثر داخل منطقة الجزاء، ويلعب برأسه أمام المرمى، مع مزاحمة المدافعين في الهواء.

وفق تقرير "الغارديان" عن اللاعب، تحسن عمل لاكازيت في الموسم الماضي محلياً وقارياً، كما أن أرسنال حصل على مهاجم يمكنه فعل كل شيء. وبصرف النظر عن الهيمنة في الهواء، يمكن أن يلعب خارج وداخل الصندوق كرقم 9 غير تقليدي، مع معدلات مرتفعة على مستوى العمل الجماعي والحركة ومساندة زملائه في بناء اللعب. ويتشابه الوافد الجديد مع مهاجم آرسنال السابق إيان رايت، في ميله إلى التمرير وتبادل المراكز مع لاعبي الثلث الأخير، وبالتالي سيجلب بعداً مختلفاً لتشكيل فينغر، سواء كان ذلك 4-2-3-1، 4-3-3 أو 3-4-2-1.

ونتيجة للصفات التي يجيدها، عاد لاكازيت مع ليون للخلف خطوات، ليصبح جناحاً حراً وصانع لعب إضافياً في وبين الخطوط، مع ميله إلى التسديدات من مسافات بعيدة. ومع هذه المزايا السابقة، فإن المهاجم الدولي ضعيف بعض الشيء في الركض من دون الكرة خلف المدافعين، واستغلال الكرات البينية أثناء المرتدات، أي أنه مناسب جدا لكرة الحيازة والسيطرة، وغير ملائم بعض الشيء لأسلوب التحولات، وربما كان هذا السبب وراء عدم تفضيل مورينيو جلبه لمانشستر يونايتد، كما أشيع في الصحف البريطانية مؤخراً.

ولا يقل لاكازيت بأي حال من الأحوال عن مهاجمي البريميرليغ، أغويرو وموراتا ولوكاكو والبقية، لذلك يطمح أرسين فينغر في الاستفادة القصوى من وفرة المهاجمين بالتشكيلة، فلاكازيت خيار مناسب أمام الفرق المتكتلة، بمهارته وهدوئه ومشاركته في تنفيذ الهجمة، بينما تواجد جيرو لاستغلال ألعاب الهواء والكرات الثابتة، مع بقاء ويلباك كحل غير تقليدي في حالة الاعتماد على المرتدات والفوضى الحركية بالثلث الأخير.

رغبة سانشيز
ربط بعضهم بين قدوم ألكسندر لاكازيت ورحيل أليكسيس سانشيز المحتمل، خصوصا بعد تصريحات اللاعب اللاتيني أثناء وجوده في شيلي، بأنه يريد اللعب في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم المقبل، مع الإشارة إلى أن القرار النهائي سيكون في يد آرسنال ومدربه. المتابع لتاريخ سانشيز يعرف جيداً مدى صراحته وجديته، لذلك وضع رغبته أمام الجميع بدون رتوش، مع الحديث عن نهاية عقده في صيف 2018، أي يتبقى فقط عام واحد أمام المدفعجية. وفي حالة عدم الوصول لاتفاق حول التجديد، يستطيع المهاجم التوقيع مع أي فريق بالمجان خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.

يريد أكثر من نادٍ الحصول على خدمات نجم منتخب شيلي، باريس سان جيرمان يراقب الجميع دون استثناء، ومدربه أوناي إيمري قالها منذ أيام، بأن فريقه يريد نجماً كبيراً في الخط الأمامي، ولاعب مثل سانشيز سيوفر له ثنائية رائعة رفقة كافاني، مع قدرته على العودة إلى المنتصف والربط مع دي ماريا ودراكسلر، أي سيتمركز بين الوسط والهجوم، كصانع لعب مباشر في خطة 4-2-3-1، ومهاجم آخر عند التحول إلى 4-4-2 كما يطمح المدرب الإسباني منذ فترة ليست بالقصيرة.

مانشستر يونايتد أيضاً يفكر في سانشيز بعد تعثر انتقال غريزمان. لوكاكو وحده في الهجوم ليس خياراً مثالياً، بالإضافة إلى صغر سن راشفورد وعدم اقتناع مورينيو بقدرات مارسيال. واللاتيني أفضل نموذج لما يعرف تكتيكياً بالمهاجم "ديب لاينغ"، أي اللاعب الذي يتمركز خلف المهاجم الصريح ويقوم بدور الوسط المهاجم عند الحاجة، على خطى واين روني أيام تألقه بالسنوات الفائتة. وبعد رحيل النجم القدير إلى إيفرتون، يفكر الشياطين الحمر بلاعب كبير من أجل تعويضه.

غوارديولا هو الآخر يفكر جدياً في الصفقة، اعترف الفيلسوف مؤخراً أن فريقه سيعقد صفقات إضافية خلال المواعيد المقبلة، ويعاني السيتي بوضوح من الفشل غير المبرر داخل الصناديق دفاعاً وهجوماً، فالفريق يستقبل بسهولة ويتفنن لاعبوه في إضاعة الفرص السهلة، لتتضاعف الرغبة في جلب مهاجمين جدد، حتى في ظل تواجد الكون والبرازيلي جيسوس. ويعرف بيب وأليكسيس بعضهما جيداً بعد فترة من التعاون في برشلونة، ويمكن استخدام الوافد الجديد كرأس حربة وهمي، في سبيل صعود لاعبي الوسط إلى داخل الصندوق للصناعة والتسجيل.

طريقة اللعب
حافظ فينغر على طريقة لعب 4-2-3-1 لسنوات طويلة، لكنه تحول هو الآخر إلى 3-4-2-1 في النصف الثاني من الموسم، وكانت النتائج مثالية بعد الفوز على كل من مانشستر سيتي وتشيلسي، وتحقيق بطولة كأس إنكلترا بجدارة واستحقاق. ثلاثي دفاعي صريح أمامه تشاكا ورامسي في عمق المحور، مع فتح الأطراف بالثنائي تشامبرلين وبيليرين، وتمركز سانشيز وأوزيل خلف المهاجم المتحرك ويلباك.

استفاد المدفعجية كثيراً من تحركات ويلباك المستمرة، وضغطه على دفاع الخصوم بالتبادل مع رامسي، الويلزي يصعد إلى الأمام ويعود المهاجم للخلف بالتبادل مع الظهير الجناح، حتى تقل الفراغات في المنتصف أمام غرانيت تشاكا. ومع قدوم لاكازيت ولعبه أساسياً، من الصعب على رامسي الصعود باستمرار حتى لا يبقى زميله السويسري بمفرده في الوسط، لذلك ربما يعود أرسين من جديد إلى 4-2-3-1، بوضع ثنائي محوري أمامه أوزيل، للربط مع لاكازيت وسانشيز وجناح إضافي على الخط الجانبي.

في المقابل، يستطيع المهاجم الفرنسي التعاون بسهولة ويسر مع سانشيز، ثنائي مهاري بالكرة أمام صانع لعب برؤية مسعود، أي الحفاظ على الرسم الذي فاز به في الكأس، لكن بشرط عودة رامسي إلى الوسط بجوار تشاكا، واللعب كوحدة واحدة من دون الكرة على مشارف دائرة المنتصف، كمزيج بين 3-5-2 و 3-4-3، للاستفادة القصوى من مهارات خط الهجوم، وقدرته على التصرف بالكرة في أضيق الفراغات، مع حمايته التامة بلاعبي الوسط كما فعل تشيلسي الموسم الماضي، عندما أعطى الحرية الكاملة لهازارد وكوستا وبيدرو هجومياً.

كل شيء وارد في ما تبقى من فترة الانتقالات الصيفية، لكن من الواضح عدم رغبة أرسنال هذه المرة في بيع أحد نجومه، فأرسين فينغر صرح منذ أيام بأنه واثق تماما من بقاء مهاجمه حتى نهاية عقده، ليضع كل المنافسين أمام طريق باتجاه واحد، بانتظار أليكسيس حتى شهر يناير، ومن ثم التعاقد معه من دون إذن ناديه، إلا إذا حدثت المفاجأة ووافق اللاعب على التجديد لفترة أخرى، وتحقيق شيء مغاير رفقة لاكازيت وأوزيل والبقية.

المساهمون