مثقفون سوريون على ضفاف النيل

02 مايو 2014
من فعاليات "صبا بردى"
+ الخط -

لم تعد مصر تجتذب المثقفين السوريين هذه الأيام، بل إنّ العديد منهم يفضلون مغادرتها نتيجة الظروف السياسية المتغيرة، وعدم قدرتهم على العودة إليها بسبب فرض النظام الحالي عليهم تأشيرة دخول، بات الحصول عليها بحكم المستحيل.

لكن ذلك لم يثن مجموعة من المثقفين السوريين، الذين اختاروا الإقامة شبه الجبرية في مصر، عن إطلاق "صالون صبا بردى"، وهو أول منتدى سياسي ـ ثقافي سوري، مستقل، في القاهرة منذ بداية الثورة.

مُهر بيان تأسيس الصالون السوري بأسماء عدد من الكُتّاب والمعارضين السوريين في العاصمة المصرية (فيها اليوم ما يزيد عن مئتي ألف سوري)، مثل: جبر الشوفي وكمال الطويل (عضوا "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي")، والمفكر الفلسطيني سلامة كيلة، ورياض درار (عضو "هيئة التنسيق")، والروائي مصطفى سعيد، والممثل محمد الأحمدية.

يقول الشوفي، المشرف على هذا الصالون، إنّ الفكرة جاءت تلبية لضرورة جمع السوريين من مختلف المشارب والأطياف السياسية والثقافية، لتشكيل "بنيّة موحدة لسوريا المستقبل، ضمن دولة المواطنة التي يطمح إليها الجميع، والوقوف في وجه جميع أشكال التطرف التي تجتاح البلاد، وتسير بها نحو التقسيم".

ويعوّل كثيرون على "صبا بردى" من منطلق الإيمان بقوة الكلمة في مواجهة السلاح الخارج عن السيطرة، والعمل على مد جسور التواصل مع الجميع، بغض النظر عن الخلفية الفكرية أو المعتقد. وذلك بعد سنين طويلة حرم فيها النظام السوريين من حرية التفكير والتعبير، الأمر الذي ترك أثره على المنظومة الثقافية ككل في البلاد.

على أنّ مشروع الصالون هذا ليس جديداً تماماً. فقد حاولت إحدى منظمات المجتمع المدني، وتدعى "زيتون"، مقاربة هذه الفكرة في القاهرة (قبل عام ونصف)، لكن التغييرات السياسية التي طرأت، وأثرت على حياة كثير من السوريين في مصر؛ أدت بتلك المنظمة إلى الانسحاب من الفضاء العام، ليغيب معها ذلك المشروع.

ما يميز صالون "صبا بردى"، برأي متابعين، هو استقلاله السياسي والفكري. إذ أنّه لا يتبع لأي جهة سياسية تشكلت بعد قيام الثورة في الخارج. كما أنّه بعيد عن تبني توجهات أيديولوجية بعينها. وهذا ما تعكسه نشاطاته، مثل ندوة الاثنين الأسبوعية التي يشكل الحدث السوري مادة حية لنقاشاتها، إضافة إلى تشكيل فرق عمل شبابية تطوعية من الجنسين في شتى المجالات.

كما يعمل المنتدى السوري، من خلال إقامة فعاليات أدبية وفنية على نسج شبكة تواصل مع جهات سوريّة (داخل البلاد وخارجها)، علاوة على العربية والدولية منها، بغرض تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.

المساهمون