متمردو أوكرانيا يهدّدون بإعدام الهاربين من القتال

19 اغسطس 2014
نازحون من شرق أوكرانيا بسبب الاقتتال (ديمتري سيريبرياكوف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تشهد ساحة الاقتتال في شرق أوكرانيا تطوراً خطيراً، إذ حذّرت قيادة المتمردين الموالين لروسيا، من أنّ الإعدام سيكون مصير الهاربين من المعركة، وذلك غداة الضغط المتزايد جراء هجوم القوات الحكومية الأوكرانية؛ بموازاة ذلك لوّحت موسكو بتصعيد إجراءاتها في حال فرضت عليها عقوبات جديدة، بسبب الأزمة الأوكرانية، فيما يرتقب أن تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كييف يوم السبت المقبل.

وأعلن وزير الخارجية الأوكراني، بافلو كليمكين، عن زيارة المستشارة الألمانية في 23 أغسطس/آب كييف، غداة محادثات غير مثمرة في برلين مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بحضور نظيريهما الألماني والفرنسي. وقال بوروشنكو، إن زيارة ميركل "ستكون مهمة جداً"، موضحاً أنها جاءت نتيجة للاتصالات الوثيقة بين الرئيس الأوكراني والمستشارة الألمانية.

وترأس بوروشنكو الاثنين اجتماع ممثلي قوات الأمن من أجل وضع استراتيجية جديدة للعملية العسكرية الجارية في الشرق منذ منتصف أبريل/نيسان وتزداد عنفاً.

وحتى الآن، اتبعت القيادة العسكرية الأوكرانية تكتيك تطويق ومحاصرة المعاقل الرئيسية للمتمردين الموالين لروسيا. لكن الجيش يواجه صعوبات كبيرة في الدخول إلى المدن، حيث تؤدي المعارك من هذا النوع إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

لذلك، دعا الرئيس الأوكراني إلى "إعادة تجميع القوات" لعزل المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون و"منع تزويدهم بالأسلحة والمعدات" عبر الحدود مع روسيا التي لا يزالون يسيطرون على جزء منها.

وفي إطار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف: إن روسيا تعمل على إعداد إجراءات إضافية للردّ في حال فرضت الدول الغربية عقوبات جديدة عليها.

وأضاف "يجري العمل على خيارات عدة. قلنا مراراً إن روسيا لا تؤيد لغة العقوبات ولا تبدأها، ولكن في حال واصل شركاؤنا الممارسات غير البناءة بل والمدمرة فإننا نعد إجراءات إضافية". وقال: إن حجم العقوبات الروسية الإضافية سيعتمد على نوع الإجراءات التي قد تتخذها الدول الغربية في المستقبل.

الإعدام عقوبة الهرب

ميدانيّاً، تشهد ساحة الاقتتال تطوراً خطيراً، إذ حذّرت قيادة المتمردين في شرق البلاد مقاتليها من أن "الإعدام سيكون مصير الهاربين من المعركة والخائنين"، فيما سُمع دوي الانفجارات في شرق دونيتسك ويبدو أنه آت من بلدة موسبيني، وانفجارات أخرى في الأحياء الغربية، حيث يقع مطار المدينة.

ويبدو أن هذا التحذير يشير إلى تزايد قلق قيادات جمهورية دونيتسك الشعبية، التي أعلنها المتمرّدون بسبب انهيار الانضباط في صفوف المقاتلين مع تزايد حدة الهجوم العسكري الذي تشنّه قوات كييف.

ويخشى الانفصاليون تزايد حالات الهرب التي يقول الجيش الأوكراني، إنّها بلغت مستوى كبيراً، كما يخشون انتشار الفوضى. وقال القائم بأعمال النائب العام في جمهورية الانفصاليين، إدوارد ياكوبوفسكي، في مقطع فيديو نشره المتمردون "ليس سرّاً أن لدينا أفراداً في الخدمة العسكرية يرتكبون جرائم. وهذه الجرائم تتمثل في حالات نهب واستخدام العنف".

ويقول شهود في دونيتسك: إنً مسلحين اقتحموا معارض سيارات وسرقوا بعض ما فيها كذلك اضطر بعض أصحاب متاجر السلاح الى تسليم أسلحة لمسلحين تحت تهديد السلاح. ويخشى الانفصاليون أن أفعالاً من هذا النوع تشوه قضيتهم، في الوقت الذي تصعد فيه قيادتهم حملة تجنيد صد القوات الحكومية.

وقال بيان صادر عن جمهورية الانفصاليين، يوم الاثنين: إن محاكم عسكرية ستقام وإن العقوبات قد تشمل الإعدام لعدد من الجرائم الخطيرة من بينها التجسس والتخريب والهروب من الخدمة.

وسمع دوي انفجارات في شرق دونيتسك يبدو أنه آت من بلدة موسبيني وانفجارات أخرى في الأحياء الغربية حيث يقع مطار المدينة التي كانت تضم مليون نسمة قبل الحرب، وتشهد تدهوراً في الوضع الإنساني منذ بدء القتال قبل أربعة أشهر.

إلى ذلك، قال المتحدث العسكري أندريه ليسنكو، إنه تم العثور حتى الآن على 15 جثة في موقع الهجوم الصاروخي أمس الاثنين، على قافلة حافلات وسيارات تقل نازحين في شرق أوكرانيا. وأضاف لوكالة "رويترز"، "بحلول الساعة السابعة مساء الاثنين كنا عثرنا على 15 جثة. البحث استمر طيلة الليل ومستمر اليوم".