مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط يحذر من أزمة إنسانية كبيرة تواجه غزة

26 مايو 2017
تحدّث ملادينوف عن بؤس الوضع في مستشفيات قطاع غزة(Getty)
+ الخط -
رحّب نيكولاي ملادينوف، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، لاعتماد نهج مشترك لمعالجة أزمة التطرف والإرهاب التي تواجهها المنطقة، وقد أكّد كذلك أن تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني ضرورة لمكافحة هذا التهديد وتحقيق السلام في المنطقة.

وحذّر ملادينوف من أزمة إنسانية كبيرة تواجه غزة.

وجاءت أقوال ملادينوف خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن في نيويورك حول القضية الفلسطينية، والتي قدّمها عبر وصلة الفيديو من القدس المحتلة

 

وحذّر ملادينوف من أزمة جديدة وإضافية في غزة قائلاً "إذا لم تعتمد تدابير طارئة لتخفيف التصعيد، فإن مخاطر الأزمة ستتفاقم خارج نطاق السيطرة، وستكون لها تبعات على الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأشار مبعوث الأمم المتحدة في هذا الصدد إلى أنه "منذ أن شكّلت حماس لجنة إدارية، في شهر آذار/ مارس الماضي، فإن هناك مؤسسات موازية تدير الوضع في غزة، وأدى تصاعد عمليات الجذب والشد بين الأطراف الفلسطينية وتفاقم الأزمة بين فتح وحماس، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، والتي تضعنا على محك نزاع آخر لن يحل إلا من خلال تنفيذ الاتفاقيات بين الأطراف الفلسطينية وإنهاء الإغلاق". 

 

وأشار ملادينوف إلى قرار السلطة الفلسطينية، في شهر نيسان/ أبريل، بخفض الرواتب لنحو ستين ألف فلسطيني موظفين بالقطاع العام في غزة، وانتقد ذلك القرار قائلاً "على الرغم من أن الحكومة تحتاج لضمان استدامة مالية في ظل الظروف الصعبة، ولكن من الضرورة أن تأخذ هذه القرارات، بالحد من النفقات، بعين الاعتبار، الأجواء الصعبة في غزة". 

 

وتحدث ملادينوف مطوّلاً عن تفاقم الوضع الإنساني على مستويات عديدة في غزة، مشيراً إلى أن "محطة الكهرباء، والتي توفر نحو 30 بالمائة من الطاقة في غزة، لم تعد تعمل منذ وسط نيسان/ أبريل، بسبب النزاع بين السلطة الفلسطينية وحماس على جباية الضرائب على الوقود".

وأشار إلى أن خطوط الإمداد بين مصر وغزة لا تعمل في بعض الأحيان لأسباب تقنية، ما يترك فقط خطوط الإمداد الإسرائيلية التي توفر ستين بالمائة من الكهرباء في غزة كمصدر وحيد يمكن التعويل عليه.

وانتقد المبعوث قرار الحكومة الفلسطينية بالحد من شراء الكهرباء من السلطات الإسرائيلية لغزة، وقال إنه إذا تم العمل بهذا القرار، فإن ذلك يعني أن إسرائيل ستمدّ القطاع بثلاثين بالمائة من الكهرباء فقط، ما سيفاقم الوضع المتأزم أصلاً.

 

وأكد ملادينوف أنه منذ نيسان/ أبريل يحصل الفلسطينيون في قطاع غزة بالمعدل على أربع ساعات من الكهرباء في اليوم، وتساءل إلى متى يمكن الاستمرار بذلك، خاصة إذا تم الحد من إمداد الكهرباء الذي سيصبح ساعتين باليوم! وأشار إلى أن الفلسطينيين الفقراء في غزة هم من سيدفع الثمن، وليس أولئك الذين يحظون بامتيازات.

 

وتحدث عن بؤس الوضع في المستشفيات في قطاع غزة، وقال إنها مضطرة لتأجيل العمليات الجراحية، وكانت قد خفضت عمليات التعقيم والتنظيف بنسبة ثمانين بالمائة.

وعن أزمة مياه الشرب قال إنه يتم إمداد أهالي غزة بالمياه الصالحة للشرب لبضعة ساعات كل يومين إلى أربعة أيام.

وأشار كذلك إلى مخاطر كب مياه المجاري وأقذارها في البحر، حيث يوجد الآن 100 ألف متر مكعب من المجاري التي تكب في بحر غزة يومياً، أي ما يعادل حجم 40 بركة سباحة بالحجم الأولمبي، ما يهدد بكارثة بيئية لغزة وإسرائيل ومصر، بحسب ملادينوف. 

 

وتحدث عن ارتفاع أسعار الغذاء، فضلاً عن وجود أزمة في قطاع الصناعة الخاص تهدد بوقفه، مشيراً إلى توقف نحو خمسين بالمائة من العاملين في القطاع الصناعي الخاص عن العمل.

وحذّر من أن خدمات الطوارئ التي تقدمها الأمم المتحدة قد تنفد خلال الأسابيع المقبلة، والتي كانت أصلاً محدودة. 

وانتقد ملادينوف الإعدامات التي تقوم بها حماس، وكان آخرها يوم أمس، إذ أعدمت ثلاثة فلسطينيين، ليصل عدد الذين قامت حماس بإعدامهم منذ بسط سيطرتها على القطاع عام 2007، إلى 28 فلسطينياً. 

 

وأعرب ملادينوف عن قلقه إزاء استمرار إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، والذي دخل يومه الأربعين، احتجاجاً على أوضاعهم داخل السجون الإسرائيلية.

ولفت إلى نقل ستين أسيراً إلى المستشفيات بسبب تدهور أوضاعهم الصحية، كما نقل نحو 600 آخرين إلى مستشفيات داخل السجون، مشيراً إلى تقارير بمنع الأسرى من رؤية ذويهم ومقابلة محاميهم.