يسعى علماء حيوانات روس لخلق الظروف المواتية لزيادة أعداد النمور السيبيرية من أجل الحفاظ على هذا الحيوان النادر وتكاثره، بعد أن تقلصت أعداده نتيجة لسوء تكيفه مع البيئة الروسية، والصيد غير المشروع، وبات يواجه الانقراض. ولما كان النمر السيبيري مُدرجَاً ضمن "الكتاب الأحمر" للحيوانات المهددة بالانقراض، يقدر عدد النمور من هذا النوع في الحياة البرية حاليّاً بنحو 550 شرق روسيا بالإضافة إلى ما بين 10 و20 في الصين. ويشمل هذا العدد نحو 100 شبل ستنفصل عن الأنثى عند بلوغ عام ونصف العام أو عامين من العمر.
ويعتبر مدير مركز "النمر السيبيري"، سيرغي أراميليف، أن العدد الحالي للنمور السيبيرية لا يزال ضئيلاً جداً، ولكنه تجاوز حافة الانقراض. ويقول أراميليف في حديث لـ"العربي الجديد" من مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي: "عندما كان العدد أقل من 500، كان النمر السيبيري على حافة الانقراض. تم تجاوز هذه المرحلة، ولكنه لا يزال حيواناً نادراً".
أما الأسباب الرئيسية لندرة النمور السيبيرية في روسيا، فيلخصها العالم الروسي قائلاً: "هذا الحيوان هو قط استوائي، وتناسبه الظروف الجوية في بلدان مثل الهند وماليزيا وإندونيسيا. إلا أنه أصبح يعيش في روسيا نتيجة لتحركات الكتل الجليدية، فاضطر للتأقلم مع العيش في ظروف الطقس البارد وقلة ذوات الحوافر التي يتغذى بها. النمور ذكية جداً وتتكاثر حسب الموارد الغذائية المتوفرة، ولذلك لن تكون هناك في روسيا أعداد كبيرة من النمور السيبيرية أبدا ولن يزيد عددها بأي حال من الأحوال عن الألف". ونتيجة لهذه الغريزة، باتت كثافة انتشار النمور في روسيا قليلة جداً، وتبلغ حوالي نمر ذكر واحد و2 - 3 أنثى على كل ألف كيلومتر مربع مقابل نفس العدد بكل 100 - 150 كيلومترا مربعاً في الهند، مثلا.
ويرجع أراميليف هذا التباين إلى اختلاف السلاسل الغذائية حسب المنطقة، قائلا: "يتغذى النمر بذوات الحوافر، وفي مقدمتها الخنازير البرية ومختلف أنواع الأيل، ولكن عددها قليل في روسيا بسبب قلة النباتات لتغذيتها هي".
ومن العوامل التي ساعدت في زيادة أعداد النمور السيبيرية في الآونة الأخيرة، تراجع معدلات الصيد غير المشروع من 50 - 70 نمراً سنوياً قبل خمس سنوات إلى 15 - 20 حالياً. ويربط أراميليف استمرار ظاهرة الصيد غير المشروع بوجود طلب على أعضاء جسم النمر في الصين لاستخدامها في الطب الشعبي التبتي، وإقبال المشترين على جلود النمر داخل روسيا وحتى دوافع المزارعين للانتقام من نمور هاجمت مواشيهم.
مبادرات كثيرة تهدف إلى زيادة أعداد النمور السيبيرية سواء في الحياة البرية أو حدائق الحيوان حتى لا يحدث انقراضها على غرار الفهد الآسيوي المنقرض في روسيا، ونمر آمور الذي يواجه الانقراض بعد تراجع أعداده إلى 70 - 80 فقط. ويوضح أراميليف أن حدائق الحيوان ليست مجرد مقاصد ترفيهية، بل أيضاً وسيلة لحفظ أنواع نادرة من الحيوانات في حال انقرضت في الحياة البرية.
وأتاحت مثل هذه المبادرات تربية ثلاثة فهود آسيوية ثم إطلاقها إلى الحياة البرية في منطقة القوقاز جنوب روسيا، مرتدية أطواقا متصلة بالأقمار الصناعية لمعرفة مكان وجودها، فيما يعتبر أول تجربة في العالم لإعادة حيوان منقرض إلى المناطق التي كان يقطنها.
لا تخلو حياة الحيوانات من مواقف لافتة وطريفة في آن معا، ومنها قصة صداقة بين النمر السيبيري "آمور" والماعز "تيمور" بحديقة سفاري في إقليم بريموريه في الشرق الأقصى الروسي التي نالت شهرة عالمية وأصبحت نموذجا للتعايش السلمي بين كائنات مختلفة.
إلا أن أراميليف يقلل من اللغز حول سر الصداقة بين "آمور" و"تيمور"، مشيرًا إلى أن حدائق السفاري عبارة عن بزنس، ومن أجل إنجاحه يمكن خلق مثل هذه القصص للتعايش من خلال انتقاء نماذج من ذوات حوافر بلا غريزة الضحية، فلا تصدر الروائح التي تستشعرها الحيوانات المفترسة.
اقــرأ أيضاً
ويعتبر مدير مركز "النمر السيبيري"، سيرغي أراميليف، أن العدد الحالي للنمور السيبيرية لا يزال ضئيلاً جداً، ولكنه تجاوز حافة الانقراض. ويقول أراميليف في حديث لـ"العربي الجديد" من مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي: "عندما كان العدد أقل من 500، كان النمر السيبيري على حافة الانقراض. تم تجاوز هذه المرحلة، ولكنه لا يزال حيواناً نادراً".
أما الأسباب الرئيسية لندرة النمور السيبيرية في روسيا، فيلخصها العالم الروسي قائلاً: "هذا الحيوان هو قط استوائي، وتناسبه الظروف الجوية في بلدان مثل الهند وماليزيا وإندونيسيا. إلا أنه أصبح يعيش في روسيا نتيجة لتحركات الكتل الجليدية، فاضطر للتأقلم مع العيش في ظروف الطقس البارد وقلة ذوات الحوافر التي يتغذى بها. النمور ذكية جداً وتتكاثر حسب الموارد الغذائية المتوفرة، ولذلك لن تكون هناك في روسيا أعداد كبيرة من النمور السيبيرية أبدا ولن يزيد عددها بأي حال من الأحوال عن الألف". ونتيجة لهذه الغريزة، باتت كثافة انتشار النمور في روسيا قليلة جداً، وتبلغ حوالي نمر ذكر واحد و2 - 3 أنثى على كل ألف كيلومتر مربع مقابل نفس العدد بكل 100 - 150 كيلومترا مربعاً في الهند، مثلا.
ويرجع أراميليف هذا التباين إلى اختلاف السلاسل الغذائية حسب المنطقة، قائلا: "يتغذى النمر بذوات الحوافر، وفي مقدمتها الخنازير البرية ومختلف أنواع الأيل، ولكن عددها قليل في روسيا بسبب قلة النباتات لتغذيتها هي".
ومن العوامل التي ساعدت في زيادة أعداد النمور السيبيرية في الآونة الأخيرة، تراجع معدلات الصيد غير المشروع من 50 - 70 نمراً سنوياً قبل خمس سنوات إلى 15 - 20 حالياً. ويربط أراميليف استمرار ظاهرة الصيد غير المشروع بوجود طلب على أعضاء جسم النمر في الصين لاستخدامها في الطب الشعبي التبتي، وإقبال المشترين على جلود النمر داخل روسيا وحتى دوافع المزارعين للانتقام من نمور هاجمت مواشيهم.
مبادرات كثيرة تهدف إلى زيادة أعداد النمور السيبيرية سواء في الحياة البرية أو حدائق الحيوان حتى لا يحدث انقراضها على غرار الفهد الآسيوي المنقرض في روسيا، ونمر آمور الذي يواجه الانقراض بعد تراجع أعداده إلى 70 - 80 فقط. ويوضح أراميليف أن حدائق الحيوان ليست مجرد مقاصد ترفيهية، بل أيضاً وسيلة لحفظ أنواع نادرة من الحيوانات في حال انقرضت في الحياة البرية.
وأتاحت مثل هذه المبادرات تربية ثلاثة فهود آسيوية ثم إطلاقها إلى الحياة البرية في منطقة القوقاز جنوب روسيا، مرتدية أطواقا متصلة بالأقمار الصناعية لمعرفة مكان وجودها، فيما يعتبر أول تجربة في العالم لإعادة حيوان منقرض إلى المناطق التي كان يقطنها.
لا تخلو حياة الحيوانات من مواقف لافتة وطريفة في آن معا، ومنها قصة صداقة بين النمر السيبيري "آمور" والماعز "تيمور" بحديقة سفاري في إقليم بريموريه في الشرق الأقصى الروسي التي نالت شهرة عالمية وأصبحت نموذجا للتعايش السلمي بين كائنات مختلفة.
إلا أن أراميليف يقلل من اللغز حول سر الصداقة بين "آمور" و"تيمور"، مشيرًا إلى أن حدائق السفاري عبارة عن بزنس، ومن أجل إنجاحه يمكن خلق مثل هذه القصص للتعايش من خلال انتقاء نماذج من ذوات حوافر بلا غريزة الضحية، فلا تصدر الروائح التي تستشعرها الحيوانات المفترسة.