تستمرّ مبادرات الخير في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان وهدفها التخفيف من وقع الضيق الاقتصادي الذي يعيشه أبناء المخيّم من جرّاء التعبئة العامة التي أعلنتها السلطات اللبنانية المعنية على خلفية أزمة كورونا. الحاجة آمنة أبو النجا لاجئة فلسطينية في عين الحلوة، تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الأوضاع المادية التي نمرّ بها صعبة جداً، فالشباب عاطلون من العمل. بالتالي فإنّ كثيرين في حاجة إلى كلّ مبادرة متوفّرة". تضيف الحاجة آمنة: "أنا أرملة، توفي زوجي قبل عام ونصف العام، وبعد وفاته صرت أجمع الزعتر في موسمه في الحقول ثمّ أبيعه. أنا أعتاش من هذا العمل، ومن الناس الذين يساعدون بالقدر الذي يستطيعونه. ففي مثل سني (57 عاماً) ومع مرض القلب الذي أعانيه، من الصعب عليّ العثور على عمل يساعدني على العيش". وتشير الحاجة آمنة إلى أنّه "عندما علمت بأنّ ثمّة من يوزّع الخضراوات على المحتاجين، رأيت إمكانية للاستفادة من ذلك. وهكذا صرت قادرة على تأمين وجبة طعام لي ولابني المريض".
اقــرأ أيضاً
أمّا الحاجة مريم جمعة، وهي في السبعين من عمرها، فهي ولدت في مخيّم عين الحلوة بعد اللجوء وما زالت تعيش فيه حتى اليوم. تقول لـ"العربي الجديد": "توفي زوجي قبل 35 عاماً، وليس لديّ حالياً أيّ معين، فأولادي تركوا لبنان وهاجروا عبر البحر مع موجات الهجرة بحثاً عن الأمن والأمان. أحدهم سافر إلى السويد والآخر إلى بلجيكا، فيما واحدة من أخواتهما لحقت بالثاني إلى بلجيكا. اليوم لم يعد بمقدورهم العودة، لأنّهم سافروا بطريقة غير شرعية. هكذا، لم يبقَ في لبنان سوى ابنتَين تعانيان كذلك البؤس. إحداهما أمّ لستّة أولاد وزوجها مطلوب من قبل الدولة اللبنانية، وأنا غير قادرة على مساعدتها لأنّني أحتاج بنفسي إلى المساعدة، لكنّني أتشارك معها الطعام كحدّ أدنى". تضيف الحاجة مريم: "أستفيد من مرتّب زوجي الذي أتقاضاه من منظمة التحرير الفلسطينية، وقيمته 400 ألف ليرة لبنانية (نحو 270 دولاراً أميركياً بحسب سعر الصرف الرسمي). وكنت في موسم الزعتر، أجمعه وأبيعه، لكنّني أصبت بمرض قلبي ولم أعد قادرة على الذهاب إلى الحقول". وحول المبادرة الأخيرة، تعلق الحاجة مريم قائلة "مهما كان حجم المساعدة التي يقدّمونها فهي تسدّ جزءاً من احتياجاتنا اليومية. فالناس بمعظمهم واقعون تحت أزمة اقتصادية صعبة".
في السياق، يخبر حسام ميعاري وهو ناشط اجتماعي في مخيم عين الحلوة، "العربي الجديد"، أنّ "هذه المبادرة أطلقها رجلا أعمال فلسطينيان يعملان في حسبة (سوق خضار) صيدا. هما وجدا أنّه من المفيد مساعدة الناس بعد حرمان معظم الشباب والعمال الفلسطينيين من أشغالهم على خلفية القرار الذي اتخذته وزار العمل في لبنان في ما يخص تراخيص عمل اللاجئين الفلسطينيين قبل مدّة. وفي خلال شهر رمضان المنصرم، قمنا في إطار المبادرة نفسها بتوزيع الخضراوات على المؤسسات والجمعيات التي كانت تقدّم وجبات يومية للأسر الفقيرة. كذلك وزّعنا حصصاً من الخضراوات في مناطق معيّنة من المخيّم عن طريق لجنة اختارها الأهالي".
لماذا توزيع الخضراوات بالتحديد؟ يوضح حسام أنّ "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني أخيراً، خصوصاً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء في لبنان. كذلك فإن من عمد إلى توزيع مواد غذائية في إطار مساعدات، إنّما وقع اختياره على مواد استهلاكية من قبيل السكر والعدس والزيت وما إليها. وبحكم عملي في المجال الاجتماعي وأعرف كلّ أحياء المخيّم، فقد استطلعت آراء الناس الذي عبّروا عن حاجتهم الكبيرة إلى الخضراوات. بالتالي وجد فاعلا الخير نفسَيهما أمام هذا الخيار الذي يعود بالنفع على الناس، إذ يسمح لهم بتأمين وجبات طعام أساسية".
اقــرأ أيضاً
ويتابع حسام أنّ البداية من خلال "توزيع الخضراوات التي تحتاجها ربّات الأسر لإعداد الفتوش في رمضان، ثمّ وجبات طبخ. وبعد انتهاء شهر رمضان، قرّر المتبرعان المضي في تقديم الخضراوات إلى محتاجيها. لكنّنا توقفنا عن توزيعها على المؤسسات والجمعيات لأنّ مبادرات الطبخ عندهم كانت محصورة في شهر رمضان، وصرنا نتوجّه إلى الأفراد من خلال روابط كلّ عائلة". ويلفت حسام إلى أنّ "توزيع الخضروات يجري في خلال أربعة أيام في الأسبوع، ونعمل على أن تصل تلك الخضراوات إلى العائلات التي تحتاجها بمعظمها"، مؤكداً أنّ "هذه المبادرة مستمرة لأنّ الهدف منها الوصول إلى كلّ من هو في حاجة".
أمّا الحاجة مريم جمعة، وهي في السبعين من عمرها، فهي ولدت في مخيّم عين الحلوة بعد اللجوء وما زالت تعيش فيه حتى اليوم. تقول لـ"العربي الجديد": "توفي زوجي قبل 35 عاماً، وليس لديّ حالياً أيّ معين، فأولادي تركوا لبنان وهاجروا عبر البحر مع موجات الهجرة بحثاً عن الأمن والأمان. أحدهم سافر إلى السويد والآخر إلى بلجيكا، فيما واحدة من أخواتهما لحقت بالثاني إلى بلجيكا. اليوم لم يعد بمقدورهم العودة، لأنّهم سافروا بطريقة غير شرعية. هكذا، لم يبقَ في لبنان سوى ابنتَين تعانيان كذلك البؤس. إحداهما أمّ لستّة أولاد وزوجها مطلوب من قبل الدولة اللبنانية، وأنا غير قادرة على مساعدتها لأنّني أحتاج بنفسي إلى المساعدة، لكنّني أتشارك معها الطعام كحدّ أدنى". تضيف الحاجة مريم: "أستفيد من مرتّب زوجي الذي أتقاضاه من منظمة التحرير الفلسطينية، وقيمته 400 ألف ليرة لبنانية (نحو 270 دولاراً أميركياً بحسب سعر الصرف الرسمي). وكنت في موسم الزعتر، أجمعه وأبيعه، لكنّني أصبت بمرض قلبي ولم أعد قادرة على الذهاب إلى الحقول". وحول المبادرة الأخيرة، تعلق الحاجة مريم قائلة "مهما كان حجم المساعدة التي يقدّمونها فهي تسدّ جزءاً من احتياجاتنا اليومية. فالناس بمعظمهم واقعون تحت أزمة اقتصادية صعبة".
في السياق، يخبر حسام ميعاري وهو ناشط اجتماعي في مخيم عين الحلوة، "العربي الجديد"، أنّ "هذه المبادرة أطلقها رجلا أعمال فلسطينيان يعملان في حسبة (سوق خضار) صيدا. هما وجدا أنّه من المفيد مساعدة الناس بعد حرمان معظم الشباب والعمال الفلسطينيين من أشغالهم على خلفية القرار الذي اتخذته وزار العمل في لبنان في ما يخص تراخيص عمل اللاجئين الفلسطينيين قبل مدّة. وفي خلال شهر رمضان المنصرم، قمنا في إطار المبادرة نفسها بتوزيع الخضراوات على المؤسسات والجمعيات التي كانت تقدّم وجبات يومية للأسر الفقيرة. كذلك وزّعنا حصصاً من الخضراوات في مناطق معيّنة من المخيّم عن طريق لجنة اختارها الأهالي".
لماذا توزيع الخضراوات بالتحديد؟ يوضح حسام أنّ "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني أخيراً، خصوصاً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء في لبنان. كذلك فإن من عمد إلى توزيع مواد غذائية في إطار مساعدات، إنّما وقع اختياره على مواد استهلاكية من قبيل السكر والعدس والزيت وما إليها. وبحكم عملي في المجال الاجتماعي وأعرف كلّ أحياء المخيّم، فقد استطلعت آراء الناس الذي عبّروا عن حاجتهم الكبيرة إلى الخضراوات. بالتالي وجد فاعلا الخير نفسَيهما أمام هذا الخيار الذي يعود بالنفع على الناس، إذ يسمح لهم بتأمين وجبات طعام أساسية".
ويتابع حسام أنّ البداية من خلال "توزيع الخضراوات التي تحتاجها ربّات الأسر لإعداد الفتوش في رمضان، ثمّ وجبات طبخ. وبعد انتهاء شهر رمضان، قرّر المتبرعان المضي في تقديم الخضراوات إلى محتاجيها. لكنّنا توقفنا عن توزيعها على المؤسسات والجمعيات لأنّ مبادرات الطبخ عندهم كانت محصورة في شهر رمضان، وصرنا نتوجّه إلى الأفراد من خلال روابط كلّ عائلة". ويلفت حسام إلى أنّ "توزيع الخضروات يجري في خلال أربعة أيام في الأسبوع، ونعمل على أن تصل تلك الخضراوات إلى العائلات التي تحتاجها بمعظمها"، مؤكداً أنّ "هذه المبادرة مستمرة لأنّ الهدف منها الوصول إلى كلّ من هو في حاجة".