ما سنفكّر فيه

12 يناير 2018
عمل لـ أنيت ميساجيه/ فرنسا
+ الخط -

مع كل سنة تمّر، تتضخّم خرائط المعرفة. تلهث البشرية اليوم وراء ما تنتجه من أفكار وذلك قدرها، ولكنها تفعل ذلك بسرعات مختلفة تحدّدها عوامل الجيوسياسة والمعتقدات وغيرها. وكل طرف من موقعه قد يحتاج من حين إلى آخر أن يحدّد أين هو من هذه الخريطة، بما فيهم نحن ككتلة ثقافية عربية.

الإشكالية أنه من السهل أن نرى جديد الأفكار والتقنيات بفضل التكنولوجيا، ولكن ذلك مشروط بأن نكون على علم بها.

سنضرب مثلاً: في السنوات الأخيرة، يغزو مفهوم الـ Anthropocene عالم الفكر والعلوم والتقنية، ويقدّم طرحاً مفاده أن قرنين مرّا دون أن يضع العقل البشري في اعتباره أن التاريخ البشري والتاريخ الطبيعي قد توحّدا، وأن أخذ ذلك في الاعتبار يغيّر في إحداثيات مختلف العلوم؛ والتي تبلورت معظمها في نفس الفترة، بالإضافة إلى أنه يفتح على التفكّر في المستقبل.

ظهر المفهوم منذ نهاية القرن الماضي، ولم يُعترف به إلا في العقد الحالي من القرن الذي نعيشه، وخصّصت له "يونسكو" في 2013 مؤتمراً بعنوان "التفكير في الأنثروبوسين" ليبدأ في التحوّل إلى واقع جديد يفرض نفسه.

بتجربة بسيطة، سنحاول قياس موقعنا منه؛ ففي موقع ويكيبيديا (مصدر المعلومة الأكثر شعبية في العالم) ثمة 38 لغة تقدّم تعريفاً للمفهوم، لن نجد العربية بينها. أليست مفارقة بالنسبة للغة تصنّف كرابع لغات العالم استعمالاً؟

بعد سنوات سيصلنا المفهوم حتماً، ولكن بعد أن يقطع الآخرون معه أشواطاً طويلة بحيث استقر على معنى جاهز وراكم حمولات شتى، ووقتها ربما نعيد معه ما حدث مع مفاهيم كثيرة وما حفّ بها من سجالات.

المساهمون