ما رأيناه في بيت فيروز

04 سبتمبر 2020
ماكرون في حضرة السيدة (تويتر)
+ الخط -

كرّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيروز في منزلها الكائن في منطقة الرابية (شمال شرق بيروت). اللقاء تحوّل إلى حدث تناقلته وكالات الأنباء العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، كنوع من التعبير عن محبة الناس للسيدة فيروز، بغض النظر عن مساعي الرئاسة الفرنسية في مساعدة لبنان وانتشاله من الخطر الذي يهدد مصيره، بحسب مزاعم الرئيس ماكرون نفسه. تكريم ابتعد عن البروتوكولات التي تحيط مثل هذه المناسبات لفنان من قبل السلطة السياسية. توجه الرئيس الفرنسي مساء الإثنين الماضي من مطار رفيق الحريري الدولي إلى منزل السيدة فيروز، بعدما تأخر قرابة الساعة.

المتابعون انقسموا، بين من رأى أن مبادرة أو لفتة ماكرون في تكريم الفنانة اللبنانية خطوة تستحقها، ومن رأى أن استقبال فيروز بعد غياب عن الإعلام والحفلات والظهور هو "مكرمة" للرئيس الفرنسي الذي حمل على عاتقه ملف لبنان الشائك، منذ انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، ثم عاد إلى زيارة لبنان مجدداً، مضمناً إياها مفاجأة زيارة فيروز، كنوع من استعطاف اللبنانيين، كونهم بمعظمهم يحبون السيدة، وما تمثله في ذاكرتهم التي تحضر فيها منذ أكثر من نصف قرن.

ظهور فيروز البسيط حمل كثيراً من التعليقات حول منزلها والزي الذي ارتدته، والصور المعلقة على جدران غرفة الجلوس، والتي لا تبتعد بالضرورة عن رؤية وذوق السيدة الكلاسيكي الذي نتلمّسه في مكانين؛ الرابية، ومنزلها في منطقة الروشة اللبنانية، وكان ضمن بناء مطل على البحر، وحفل بمجموعة مشابهة لكلاسيكيات تحيط بما شاهدناه في الصور.

والمعروف أن فيروز تقتني مجموعة من اللوحات وفن الرسم الكلاسيكي، وهذا ما ظهر واضحاً في المقابلة التي صورت في التسعينيات معها في منزلها في الروشة، وتحدثت فيها عن نشأتها وزواجها ومسارها الفني.

الصور المحيطة بما نشر اليوم تكاد تُظهر تعديلاً بسيطاً، أو جزئياً، طرأ على بعض التفاصيل الخاصة برؤية فيروز وذوقها في اقتناء اللوحات والإكسسوار المنزلي. وبالتالي، جاءت كل هذه التفاصيل متوافقة مع تعليقات الناس التي ترى فيروز البسيطة القريبة رغم غيابها، فضلاً عن شكلها ووجهها الذي لم يخضع (على الأرجح) لمبضع طبيب تجميل حتى الآن، إلى جانب فستانها الذي صمّمه اللبناني إيلي صعب، كالعادة في إطلالات فيروز منذ التسعينيات وحتى اليوم.

لم تفاجئ فيروز المتابعين بثلاث صور التقطتها ابنتها ريما، وسرعان ما تحولت إلى وثائق، دفعت البعض إلى التحقيق، والوقوف على أدق التفاصيل ضمنها، وتهميش واضح للرئيس الفرنسي، والسؤال عن اللوحة التي تصدرت وسط الجدار، تُصور ثلاثة وجوه فيروزية للفنانة الراحلة سيسي سرسق رسمتها عام 1980، وأهدتها لفيروز في عز سنوات الحرب الأهلية، ونقلت من منزل الروشة بعد بيعه بداية الألفية الجديدة إلى منزل فيروز الحالي في الرابية.

لم يطرأ تغيير على حضور فيروز، رغم الانتقادات اللاذعة التي واجهت آخر إصداراتها الغنائية التي تتحمل مسؤوليتها ابنتها ريما، "بيالي" (2017)، ولم يحقق نسبة استماع جيدة.

موقف
التحديثات الحية

ورغم رفضها مشاركتها في مهرجانات أو إقامة حفلات، تبقى آخر صورها مع الرئيس الفرنسي ماكرون أملاً للجمهور، خصوصاً أنّها أطلّت في هذه الصور مبتسمةً، وإن كانت من تحت "قناع" الحماية الذي وضعته على وجهها حرصاً على اتباعها إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.

المساهمون