ما حقيقة إعلانات استهداف أرتال الدعم اللوجستي الأميركي في العراق؟

17 يوليو 2020
مليشيات "أصحاب الكهف" تؤكد استهداف رتل أميركي(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، تعلن مليشيات عراقية مرتبطة بإيران عن استهداف شاحنات تقول إنها تحمل مواد ومعدات لوجستية للجيش الأميركي في العراق، وتنقل صوراً تظهر عملية استهداف تلك الشاحنات واحتراق محتوياتها، من دون أن يكون هناك أي تعليق من وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين على تلك الحوادث، في وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" عدم علمها باستهداف أي مصالح لها، تعليقاً على الإعلان عن هجوم استهدف رتل شاحنات قرب بلدة الديوانية جنوبي العراق.
 وأول من أمس الأربعاء، زعم بيان لمليشيات "أصحاب الكهف"، التي يقول مراقبون بأنها جناح صغير تابع لكتائب "حزب الله" وتم تكوينه لأغراض المناورة مع الحكومة العراقية التي تسعى لوقف العمليات التصعيدية ضد القوات الأميركية خاصة والتحالف الدولي عموماً في العراق؛ أنه تم تدمير رتل قالت إنه يحمل مواد تابعة للجيش الأميركي، في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد.

وقالت الجماعة في بيان أصدرته، ونقلته عنها وكالات أنباء عراقية محلية، إنها "تؤكد تدمير رتل دعم لوجستي كبير، مع توابعه من حمايات أمنية أجنبية الجنسية في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
 


 


 والسبت الماضي، أعلنت الجماعة نفسها عن استهداف شاحنات، قالت إنها كانت محملة بعجلات وبضائع ودعم للجيش الأميركي، بين البصرة والديوانية جنوبي العراق، بعد اعتراض طريقها وإنزال سائقيها ومن ثم اضرام النيران فيها.
 


 


 لكن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قال في تصريح، نقلته قناة "الحرّة"، إن الوزارة ليست على علم بأي هجوم استهدف مصالح أميركية في العراق، وتحديداً في منطقة الديوانية ومحيطها، كما ورد في بعض التقارير الإعلامية.
 في الشأن، أوضح مسؤول عراقي بارز في وزارة الداخلية، لـ"العربي الجديد"، أن أي عمليات نقل معدات أو مواد تابعة للتحالف الدولي تتم بمرافقة الجيش العراقي في حال كانت عملية النقل برية، وفقاً لنظام معمول به منذ سنوات، إذ تتولى وحدة حمايات خاصة الإشراف على تحرك القوات الأجنبية خارج معسكراتها، بما في ذلك الشركات الأمنية التي لا تتحرك إلا بعلم الجانب العراقي.
وأكّد أن "جميع قوات التحالف بمختلف جنسياتها العاملة في العراق لا تعتمد النقل البري، وهناك ترخيص لها بعمليات نقل المعدات والمؤن ومختلف احتياجاتها جوا، سواء كانت قادمة من الخليج العربي أو تركيا أو الأردن، لذا الحديث عن استهدف معدات لوجستية أميركية مجرد ادعاء لا صحة له".
ولفت إلى أن "التحقيقات ما زالت متواصلة بشأن هجوم بلدة مكيشيفة الأربعاء، في محافظة صلاح الدين، وهجوم الديوانية السبت الماضي"، كاشفاً أن "هجوم الديوانية تبين أنه كان عبارة عن شاحنات لصالح شركة عراقية، ونخشى أن يكون هجوم مكيشيفة قد دمر مساعدات لمنظمة إنسانية موجهة للسكان في المناطق المنكوبة التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش".

كما كشف في الوقت نفسه عن قرب صدور تقرير شامل من وزارة الداخلية بالهجومين.
من جهته، أكد العميد الركن المتقاعد والخبير بالشأن الأمني العراقي فاضل عبد الكريم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجمات حقيقية لكن هوية المستهدف غير صحيحة أو مبالغ بها.
وأضاف أنّ الشاحنات، ووفقاً لتتبع المعلومات الأخيرة، بين أمرين، إما أنها تتبع لشركات تعهد إيصال طلبات غير عسكرية، مثل المياه والأغذية ومستلزمات عادية تحتاجها قواعد ومعسكرات التحالف ويتم استيرادها عبر موانئ البصرة لصالح متعهدي تجهيز، أو أنها لمنظمات إنسانية، معتبراً أن "الأمر في كلا الحالتين خطير فالمليشيات تتعمد الكذب وصناعة انتصارات ضمن حملتها الإعلامية".
ورأى أن الـ"بنتاغون" سيعلن أو يعترف بأي هجوم تتعرض له مصالح أميركية، فهو يخدمه ضمن سعيه إلى تضخيم خطر المليشيات التابعة لإيران في العراق.
وترفض المليشيات العراقية، المرتبطة بإيران، استمرار وجود الجيش الأميركي في العراق، وتسعى لاستهداف مقاره في البلاد.
وقال المتحدث باسم كتلة "الصادقون" في البرلمان العراقي، وهي الجناح السياسي لمليشيات "العصائب"، نعيم العبودي، في تصريح صحافي، إنهم لن يقبلوا بأي تبرير حكومي لبقاء القوات الأميركية في البلاد، مؤكداً أنه "لا يوجد أي داع لبقاء القوات الأميركية، ونفضل الموت على بقاء جندي أميركي واحد".
وحذّر الحكومة في وقت سابق من "مغبة التسويف بملف الوجود الأميركي غير الشرعي في العراق". ويبذل الأمن العراقي جهوداً لمنع استهداف المقار الأميركية، من خلال تكثيف جهده الميداني والاستخباري في بغداد، ما دفع المليشيات إلى تغيير استراتيجيتها عبر استهدف تحركات الدعم اللوجستي.
وكانت القوات الأميركية في بغداد قد أجرت، الأسبوع الفائت، تدريبات لمنظومة الدفاع الجوي باتريوت داخل مبنى سفارتها، كتمرين لصد أي هجمات قد تتعرض لها السفارة.

المساهمون