ما بعد سقوط الكومبين (21)

30 ابريل 2020
+ الخط -
قطع صوت حسن استسلامي لأفكاري المتعاطفة مع أمه، التي انكتم صوت بكائها فور أن سمعته ينادي عليّ مستعجلاً عودتي من الحمام. راودني خاطر شيطاني موسوساً بأن بكاء الأم كان جزءاً من تمثيلية لم يتضح كامل أبعادها، بدليل أنني لم أسمعه قبل أن أدخل إلى الحمام، ولذلك ربما كان ارتجالاً على الهواء من الأم لتعلية التأثير الدرامي لحكايات ابنها.
لم أستعذ بالله من الشيطان الراغب في التسفيه من مأساة إنسانية تكررت في مئات الأفلام والمسلسلات، فقد كنت لا أزال مستقراً فوق القعدة، قمت بشدّ السيفون من جديد لأؤكد انتهائي من الحمام، وعدت إلى حيث سيواصل حسن الشخّ في دماغي، ليبادرني فور دخولي الغرفة بخبر سعيد كان قد شاله لي مفاجأة، وهو أنه انتهى من الاتفاق مع صاحب الشقة على تركيب تليفون خاص بها في أسرع وقت ممكن، ليتمكن حسن من الاتصال بأمه من غربته، ويتمكن أخوه من الاتصال بها كل يوم، وتتمكن هي من الاستنجاد به حين تحتاج شيئاً، فلا تضطر إلى إزعاجي، وأنه وعد "المعلم عبد الواحد" بأن يدفع قبل سفره تكاليف التركيب كافة، حتى لو تضمنت رشوة ما لأحد ما في سنترال الجيزة.

استغربت وصفه لعبد الواحد صاحب الشقة بـ"المعلّم"، فتساءلت عن سر تغيير وصفه له بـ"الأستاذ"، لعل متغيرات تكون قد جدّت ولا بد لي من أن أحيط بها علماً، فضحك حسن ضحكة غير مبررة العلوّ، وزعق على أمه طالباً "دور شاي تاني"، معتذراً عن جرعة النكد الزائدة التي صاحبت حكاياته عن أسرته، وواعداً بأن ما سيحكيه لي عن صاحب الشقة، لن يكون مسلياً فحسب، بل سيكون مهماً لي في الفترة القادمة، لكي لا أرتكب أخطاء لا تُحمد عقباها، بادئاً بالإجابة على سؤالي عن سر تغيير توصيف عبد الواحد صاحب الشقة، الذي اتضح أن له توصيفاً ثالثاً هو "الحاج"، وأن تفضيل عبد الواحد لكل توصيف من الثلاثة يتغير لأسباب غير مفهومة، فربما تفاجأ به وأنت تلقي عليه الـ "صباح الخير يا أستاذ عبد الواحد"، وهو يقول لك بجفاء إن اسمه "المعلم عبد الواحد"، أو "الحاج عبد الواحد" مضيفاً: "أهوه صباح وخلاص" أو "وهييجي منين الخير"، في الوقت نفسه ستفهم أن مزاجه رائق، حين يلفُق معه التوصيف الذي تختاره عشوائياً، فيرد عليك الصباح أو المساء بمودة ولطف، ويسألك عن الصحة والأحوال، أما حين يرد عليك بجلافة وغشومية، فعليك أن تعرف أن مزاجه متعكّر، وأن عليك أن "تِخفَى" من وجهه سريعاً قبل أن يفشّ غِلّه فيك.

حاول حسن إضفاء طابع فلسفي على هذه التفصيلة العجيبة، بالقول إنها تعبر عن أزمة الهوية التي تسيطر على عبد الواحد منذ سنين طويلة. قالها حسن وهو ينظر نظرة ذات مغزى إلى الكتب المتراصة في ركن الغرفة، ليؤكد قدرته على ترديد مصطلحات ثقافية عند اللزوم، ثم عاد بنا إلى بدايات معرفته بعبد الواحد قبل أن يكون له توصيف أصلاً، حين عملا سوياً في المدرسة القومية الابتدائية بميدان الجيزة، التي كانت قريبة جداً من مباني الشركة الشرقية للدخان، والتي كانت رائحة مصانعها تعبق أجواء المدرسة بقوة، فتسبب تهيجاً في صدر عبد الواحد الذي ولد بحساسية لا تناسب شخصاً نشأ وترعرع في قلب الجيزة، ولذلك طلب نقله إلى مدرسة أخرى أقل تلوثاً، لكنه احتفظ بصداقته مع حسن الذي لم يكن يمتلك أي نوع من أنواع الحساسية البدنية أو النفسية، وحين عرف عبد الواحد بما جرى لمنزل حسن في الزلزال، قام بطرد العزاب الذين كانوا يسكنون في الشقة، لينتقل حسن وأمه إليها فوراً، وهو ما رآه حسن حلاً مناسباً للخروج من أزمته دون أن يحني رأسه لأخويه، ولذلك تغاضى عن حالة الشقة المزرية وتعايش معها شاكراً أفضال زميله القديم.


كان عبد الواحد قد عاش منذ ولد في الدور الأرضي من البيت، الذي ورثه عن أبيه هو ومحل لبيع الأدوات المكتبية يلاصق سينما الفانتازيو الشتوي القريبة من ميدان الجيزة، ومحل بقالة يقع في أحد زخانيق شارع الصناديلي، ولأنه لم يتأقلم مع مهنة التدريس وأدرك أنها مهلكة للصحة والعمر، فقد سارع إلى تسوية معاشه فور وفاة أبيه، وقرر التفرغ لمباشرة تجارة أبيه المتناقضة، خاصة أنه كان "دَكَر" أسرته المكونة من خمس بنات تفرقن في أنحاء متفرقة من البلاد مع أزواجهن، لكنه اكتشف بعد اصطدامه بالواقع أن التجارة لا تقل إهلاكاً للصحة والعمر عن التدريس، خصوصاً أنه كان يتعرض بين الفينة والفينة لغارات مفاجئة من أزواج شقيقاته اللواتي كن يظن أنه يا ما هنا يا ما هناك، وحين كان كل منهم يعود إلى زوجته محبطاً من الحصيلة الهزيلة لتجارة عبد الواحد، كان يقوم بتحريض زوجته على المطالبة ببيع المكتبة والمحل والبيت، وتقسيم الغنائم الناتجة من ذلك بالعدل، وهو ما تسبب لعبد الواحد في ضغوط نفسية أدت إلى إصابته بارتفاع ضغط الدم، وجعلته ضيق الخُلق مفاجئ الانفجار.

كان عبد الواحد يفضل ارتداء ملابس كاجوال حين يذهب للإشراف على البنات العاملات في المكتبة، ويفضل ارتداء جلابية حين يذهب لمباشرة شؤون البقالة، ومع ذلك لم تكن رؤيته بالجلابية كافية لجعلك تناديه بالحاج، ولا رؤيته بالقميص والبنطلون والبلوفر موجبة لمناداته بالأستاذ، فقد يفاجئك برفض ذلك ويطلب منك ساخطاً أن تناديه بالمعلم عبد الواحد، وهي حالة يرى حسن أنها لم تعد مرتبطة فقط بأزمة الهوية التي ورثها عن والده، بل تفاقمت بعد زواجه من فتاة جميلة تعرف عليها خلال زيارته لأخته المقيمة في بور سعيد والتي كانت الأقرب إلى قلبه، فوقع في غرام فاتنة (حي المناخ) وجعله جمالها يغض النظر عن تصرفات أهلها "الشَلَق"، ليتضح له بعد نهاية مرحلة "الهيئ والميئ والدربيئ" المعروفة بفترة الخطوبة، أنها كانت النموذج الأمثل لـ "خضراء الدِمَن"، التي قال عنها سيدنا النبي إنها "المرأة الحسناء في منبت السوء"، وهو ما أدخل عليه حسن تعديلاً طفيفاً حين وصفها بأنها "المرأة السوّ في منبت السوء".

كان حسن قد خفض صوته منذ جاءت سيرة زوجة عبد الواحد التي أكد لنا أنها "ولية قوية ومفترية"، تظن أن الله حباها بجمال نادر حرم منه نساء الجيزة والقاهرة الكبرى، وأنه يعتقد أن عبد الواحد لم يقم بطرد العزاب الذين كانوا يسكنون الشقة قبله، إكراماً لصداقتهما الوثيقة، بل رغبة في التخلص من العزاب الذين يمكن أن تزوغ أعينهم على زوجته، وأن ذلك هو ما جعله يقوم ببناء البلكونة بذلك الشكل العجيب، الذي يضمن ألا يتمكن أحد من الوقوف فيها ليطل منها على زوجة عبد الواحد، حين تنشر الغسيل أو تجلس في البلكونة، وأن غيرة عبد الواحد على زوجته، تحولت إلى هوس مزعج بسببها، فهي لم تترك أحداً من الجيران الذكور إلا واتهمته أنه بصبص لها أو أطال النظر إلى مفاتنها، وهو ما أدخل زوجها في مشكلات لا حصر لها مع عدد من جيرانه، الذين أطلقوا عليه اسم (عبد الواحد عدو الله)، وهو اسم أخذوه من فيلم (فوزية البرجوازية) الذي كنت أحفظه تقريباً، ولذلك أضحكني ما قاله حسن، لكنه أقلقني في نفس الوقت لأنني خشيت أن يطرطش علي شيء من "سوّ" زوجة عبد الواحد ومشاعرها العدوانية، فعزمت على رفع درجة احترازي منها إلى أقصى حد، خاصة أنني لم أر زوجها إلا مكشّراً أو نافخاً ومتأففاً ومستعداً للاشتباك مع كل من يدوس له على طرف.

لم يفوت حسن الفرصة لتذكيري بأن وجود أمه معي في الشقة بعد سفره، هو الضمان الوحيد لبقائي فيها، خاصة أنه أكد لعبد الواحد أنني قريب له من بعيد، وأنه لو لم يكن يضمنني برقبته، لما سمح لي بأن أقيم مع أمه التي يضطر لتركها بالساعات خلال ترحاله من بيت إلى مركز تقوية إلى بيت آخر، وحين تأكد حسن أن المغزى من حكايته وصل إلي، قام بتغيير الموضوع، ودخل بنا مع قدوم دور الشاي الجديد إلى منعطف جديد، حين أطلعنا على مصدر معرفته بتلك التفاصيل التي لم يكن عبد الواحد سيحكيها له، مهما كان بينهما من استلطاف، والذي لم يكن سوى الست عظيمة صاحبة عربية الكبدة التي حدثنا حسن عنها بشكل مقتضب فور وصولنا إلى الحارة، وقبل أن يفي بوعده السابق بأن يحكي لنا عنها بالتفصيل، قال لي مشوِّقاً إنه ينصحني بأن تكون علاقتي بها طيبة وقوية، لأنها ستكون من أهم عوامل بقائي سليماً معافى في المنطقة، وحين قلت له إنني جربت كبدتها أنا ومحمود قبل أيام، لفت انتباهنا أنها ترمقنا بنظرات متشككة، لا تليق براغبة في تربية زبائن يوحي امتلاؤهما بأنهما مستعدان للارتباط بعلاقة قوية مع العربية ومنتجاتها، انطلقت من حسن ضحكة مجلجلة جديدة، فسّر لنا بعدها أن الست عظيمة توجست منا خيفة، لأن هذا ما تفعله مع كل الزبائن الجدد على العربية، والذين تشتبه في كونهم مخبرين مزقوقين عليها من ضباط المباحث، وقد كانت محقة في توجسها، لأن عربيتها التي كانت تتميز بتخصصها في الكبدة بالردّة، التي لم يكن قد شاع وصفها بالكبدة البانيه، كانت في الحقيقة غطاءً لتجارتها في المخدرات، هي وزوجها المرمي في السجن منذ سنين، وأنه كان ينوي أن يعرفها علينا، لكن المشاغل ألهته عن ذلك، كما ألهته عن إحضار النجار لحل مشكلة الباب المحشو بالأبراص.


فهمنا على الفور سر الطعم الرديء للكبدة التي كانت مجلّدة ومِحروّقة بالمعنى السيئ للكلمة، ولا يبدو أنها قضت وقتاً طويلاً منقوعة في خليط معمول بعناية بحيث ينتج عنها ذلك الطعم الفريد للكبدة بالردّة، وما يزيد تجربة الأكل لدى الست عظيمة سوءاً، أنها لم تكن تقدم مع سندوتشاتها سلطة خضراء أو سلطة كبدة كالتي تتميز بها محلات الكبدة بالردة، والتي كانت تقدم المخ والجمبري أيضاً، بل كانت تكتفي بلطع معلقتين من الطحينة في كل شقّة عيش، قبل أن تضع فيها قطع الكبدة الخارجة من قلب زيت يشكو إلى الله قلة تغييره وتحوله من زيت مخصص لتشغيل العربيات إلى زيت مخصص لقلي الكبدة، وحين عرفنا أن العربية لم تكن سوى واجهة لتجارة أهم وأنجح، حمدنا الله على وعينا الذي جعلنا نلتقط في نظراتها عدوانية، جعلتنا نأكل من سُكات ونستعجل انتهاء السندوتشات، مؤجلين تعليقاتنا النقدية الساخطة إلى قعدة القهوة، مختارين أبعد قهوة عن المكان، بعد أن لاحظنا أن للست عظيمة سطوة معنوية تمتد إلى القهوة المجاورة لها، والتي أتى صبيانها أكثر من مرة لجلب طلبات لم نعد متأكدين من كنهها، بعد أن اتضح أن وراء الكبدة ما وراءها.

اتفق حسن مع رأينا في كبدة الست عظيمة، وقال إنه لم يأكل في حياته كبدة "أخرى" منها، لدرجة أن بعض المشنّعين يقولون إن زوج عظيمة سلم نفسه للبوليس لكي يرتاح من طعم كبدتها، ومع ذلك يحرص حسن مرة على الأقل في الأسبوع على زيارة العربية والأكل فيها والمحلسة لصاحبتها التي كنت قد أسميتها ساخراً "الست عظيمة ذات العظيمة"، نسبة لمؤخرتها التي لا نكون دقيقين لو وصفناها بالعارمة، بل ربما احتجنا إلى وصفها بـ "العرمرم"، والتي حمدت الله أنني لم أُضبط أنا ومحمود متلبسين بالنظر إليها، وهي تترجرج خلال تجوالها الذي لا ينقطع في المكان، لكن حسن اختلف معي قائلاً بعد أن حلّفنا على المصحف أن نكتم ما سيقوله لكي لا يصل إلى خطيبته ولو بهزار، إن مفتاح صداقته السريعة مع الست عظيمة جاء بعد أن ضبطت عينيه مستقرتين على مؤخرتها، فكافأته بابتسامة عريضة وألانت له في الكلام، ومع أنه لم يكن يمنّي نفسه بشيء سوى النظر الذي يساعده على أن يستمني عند اللزوم، فقد أدرك في اليوم التالي مباشرة أن أقصى ما يمكن أن تتسامح معه الست عظيمة هو نظرة متمعنة إلى انعطافاتها وتثنياتها، وأن أي تطوير لتلك النظرة إلى لمسة يد أو كلمة غزل، ستودي بصاحبها إلى الإهانة والتلطيش، كما حدث لزبونين غرّين غرتهما مشيتها المتهتكة، رآهما يبكيان وعظيمة تسن سكاكين تقطيع الكبدة بالقرب من أذنيهما، في حين كان صبيان القهوة يحاولون بإخلاص تعليقهما في عمود النور المجاور للعربية.

حين رأى حسن تلهفنا إلى سماع كل ما بجعبته عن الست عظيمة، قطم حكايته المثيرة للشهية وقال إن لها وقتاً آخر تُحكى فيه على رواق، وعاد إلى موضوع التليفون الذي قال إنه اتفق مع عبد الواحد على تركيبه، ولأن عبد الواحد كلب فلوس، فقد قال لحسن إنه إذا لم يتمكن من حل الموضوع في السنترال في أسرع وقت، فسيقوم بمد وصلة من هاتف منزله إلى غرفة الأم، مقابل مبلغ شهري مقطوع، لكن حسن يعتقد أن ذلك الاقتراح لن يتم، وأن عبد الواحد تسرع في التطوع به طمعاً، وأنه سيلحسه ويتناساه أو يعتذر عنه ويسحبه، لأن زوجته التي تقضي ساعات طويلة من اليوم في مكالمات "ترنك" مع أهلها في بور سعيد، سترفض ذلك الاقتراح أو تعمل على إفشاله، ولذلك سيضطر عبد الواحد إلى حل أي مشكلة يتسبب فيها موظفو السنترال، خاصة أن حسن وعده بمبلغ محترم في حالة إكمال المشروع.

في براعة مدهشة انتقل حسن من موضوع التليفون الذي سيسهل اتصال الأم بالعالم الخارجي، إلى تبديد آثار ما سبق أن قلته له فور أن علمت بسفره القريب، فطمأنني على صحة أمه التي لا تذهب إلى أي دكاترة، لأنها متعايشة منذ سنين مع دواء انخفاض الضغط الذي لم تُبتل بداء غيره والحمد لله، وأنني حين أعاشرها أكثر سأرى كيف تحب الحركة، وتستمتع بالذهاب إلى السوق لإحضار طلباتها، وكيف تحب أن تطبخ لنفسها وتقوم بشغل البيت بانتظام، وأنها منذ أن مات أبوه وخرجت سعاد وجمال كل إلى بيته، تعودت على طقس الاختلاء الدائم بالتلفزيون الذي توسعت قنواته في مطلع التسعينات، بعد افتتاح عدد من القنوات الإقليمية، فزاد عدد ما يمكن أن تشاهده من مسلسلات وسهرات ومسرحيات، وبات لها في صحبة الممثلين والممثلات خير ونيس، حتى أن حسن يغضب أحياناً حين تُطنّش رغبته في الحديث معها، لكي تكمل مسلسلاً أو فيلماً شاهدته من قبل مائة مرة.

فوجئ محمود أكثر من حسن بصوتي المتهدج، وأنا أقول لحسن إن أمه على رأسي من فوق، وأنني سأحرص على سؤالها قبل نزولي من البيت عن أي طلب يمكن أن أحضره لها من الخارج، وأنني تحت أمرها في أي وقت تحتاجني فيه، معتذراً عن ما سبق أن بدر مني في لحظة توتر سيتفهمها جيداً، فهو أستاذ ويعرف سطوة الامتحانات على حياة الطلاب، ليقطع حسن كلامي، ويهب من جلسته ليحاول تقبيل رأسي واحتضاني وهو يبكي، ومع أنني رأيت ابتسامته اللزجة وضحكته المستفزة كثيراً، إلا أنني لم أرَ دموعه إلا في تلك المرة، ومع أنني لم أشاركه البكاء، إلا أنني بعدها بأشهر، بكيت عليه بحرارة، حين جاءني خبر مصرعه في غربته التي عاد منها في تابوت، وبأسرع مما كان يتوقع الجميع، وبتفاصيل أكثر إفزاعاً مما كان يمكن تخيله.

.....

نكمل الأسبوع القادم بإذن الله.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.