حوار السيسي مع CBS: صمت مطبق من الإعلام... وتوقع هجمة أمنية شرسة

06 يناير 2019
نفى السيسي وجود سجناء سياسيين (فيسبوك)
+ الخط -
لم يتفوّه الإعلام المصري الرسمي وحتى الخاص بكلمة حول الحوار الذي أجرته قناة CBS الأميركيّة مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لصالح برنامج 60Minutes الشهير، والذي يقدمه المذيع المعروف سكوت بيللي، وقد طُلب من القناة عدم إذاعة الحوار.
وكانت CBS قد ذكرت يوم الخميس الماضي، أن السفير المصري في واشنطن طلب من فريق برنامج 60Minutes بعد تسجيل الحوار مع السيسي عدم إذاعته. وأضافت أن "الأسئلة حول اعتقال السيسي معارضيه للحفاظ على حكمه، ومذبحة 800 مدني في مصر (فض اعتصام الإخوان المسلمين في رابعة عام 2013، "مذبحة رابعة") عندما كان وزيراً للدفاع، لم تكن من نوعية الأخبار التي تريد حكومته إذاعتها". 

كما نشرت قناة CBS الأميركية مقطع فيديو لمذيع ومنتجة برنامج "60Minutes" يتحدثان فيه عن كواليس إجراء الحوار مع الرئيس المصري، مؤكدةً أن الحوار سيتم بثه الساعة السابعة مساء الأحد بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (الساعة الثانية من فجر الإثنين بتوقيت القاهرة).

وفي الجزء الذي بثّته القناة للإعلان عن الحوار، وجّه المذيع سؤالاً إلى السيسي حول تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عن "وجود 60 ألف سجين سياسي" في السجون المصرية، فقال السيسي إنه "لا يوجد سجناء سياسيون" في مصر، وإنه لا يعلم من أين حصلوا على هذا الرقم.

وعلى خلاف المعتاد من الإعلام المصري في الترويج لأحاديث السيسي وخطاباته وحواراته المحلية والإقليمية والدولية، فإنه لم يُشِر من قريب ولا من بعيد إلى هذا الحوار تمامًا، كأنه لم يكن. بل إن سياسيين وحقوقيين يتوقعون حجْب المواقع والقنوات الناقلة للحوار سواء من داخل مصر أو خارجها. كما أنّ هناك توقعات أخرى بتشديد القبضة الأمنية مجددًا، وشن حملات أمنية تعقب إذاعة الحوار وتسريبه على مواقع التواصل الاجتماعي.


لكن الآلة الوحيدة التي لجأ لها النظام في مجابهة هذا الحوار، كانت من خلال مؤيديه من سياسيين وحقوقيين ولجان إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كأن تخرج الحقوقية المؤيدة للنظام والداعمة له، داليا زيادة، بتغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تقول فيها "قناة CBS توظف ادعاءات رخيصة لجذب مشاهدين لمتابعة لقاء الرئيس السيسي؛ كل ما تم تسريبه حتى الآن كلام عادي يكرره الرئيس دائماً، ولم نعرف أبداً عن الرئيس أنه رجل بوجهين أو أن فعله يناقض قوله، أو أنه يفعل في السر ما يخشى افتضاحه في العلن. وهذا هو سر نجاحه وسر حب المصريين له".
كما كتب رجل الأعمال المصري أشرف السعد، عبر حسابه الرسمي على "تويتر" تغريدة، "قناة #CBS لم تكن تنوي إذاعة اللقاء مع الرئيس #السيسي، واستمرارًا لذكاء السيسي اللامحدود أوعز بطريق غير مباشر لسفير مصر في أميركا أن يطلب عدم بث اللقاء، ووقع ما خطط له، فقامت الدنيا ولم تقعد، والآن العالم كله ينتظر اللقاء الذي جُندت شبكة #الجزيرة وقنوات #الاخون للدعاية له".​
من جهته كتب الناشر المصري هشام قاسم أن "أسوأ ما سيترتب عن حوار السيسي مع قناة سي بي إس هو دفاعات كتائب الجهل النشيط التي سوف تتسابق لتقديم فروض الولاء، والهجوم على المحطة بنفس الحجج البليدة التي استُخدمت في مواقف مماثلة في السابق، وتضمن له مأزقا مشابها في حواره القادم مع وسيلة إعلام دولية".

في السياق، وصفت "منظمة العفو الدولية" (أمنستي)، مصر، بأنها "سجن مفتوح"، تعليقًا على تصريحات عبد الفتاح السيسي، حول "عدم وجود سجناء سياسيين" في مصر.
وقالت منظمة العفو الدولية، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، إن السيسي "يدّعي في مقابلة مع قناة CBS أنه لا يوجد سجناء سياسيون في مصر". في الواقع، وصلت حملة القمع على حرية التعبير في مصر إلى أسوأ مستوياتها على الإطلاق خلال رئاسته".
وأرفقت العفو الدولية مع تغريدتها تقريراً لها بعنوان "مصر سجن مفتوح للمنتقدين"، وقالت في التقرير إنه "من الخطر في الوقت الحالي انتقاد الحكومة في مصر أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد الحديث". وأضافت: "يُعامل المصريون الذين يعيشون تحت حكم الرئيس السيسي كمجرمين لمجرد التعبير عن آرائهم بصورة سلمية. فالأجهزة الأمنية تواصل بشدة إغلاق أي فضاء سياسي أو اجتماعي أو حتى ثقافي، مستقل. حوّلت هذه الإجراءات مصر إلى سجن مفتوح للمنتقدين".