ما بعد تعيين لاريجاني

31 ديسمبر 2018
برزت خلافات بين روحاني وصادق لاريجاني (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أصدر المرشد الإيراني، علي خامنئي، قراراً بتعيين رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام، خلفاً للراحل محمود هاشمي شاهرودي. ولم يتأخر المرشد كثيراً هذه المرة في تسمية صاحب المنصب الذي بات محافظاً مع تعيين لاريجاني، وهو ما قد يؤدي لتغييرات ثانية قد تطاول رؤوس مراكز صنع قرار إيرانية أخرى.

حين توفي رئيس المجمع الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، مطلع 2017، وهو الوحيد الذي تولى هذا المنصب منذ تأسيس المجمع في 1989، أجّل المرشد أمر تعيين الرئيس الجديد إلى فبراير/شباط من ذات العام، وهو موعد انتهاء دورة المجمع في حينه، فأحال المنصب مؤقتاً إلى إمام صلاة الجمعة في طهران، محمد علي موحدي كرماني. ومع ذلك، حدد اسم شاهرودي متأخراً، وعيّنه بعد خمسة أشهر، وقيل في حينه إن السبب يعود لصعوبة إيجاد بديل عن رفسنجاني المعتدل في مؤسسة تتولى مهمة الحل والفصل، بينما أشار البعض الآخر لرفض شاهرودي نفسه لتولي المنصب نظراً إلى وضعه الصحي.

وفي مجمع التشخيص 44 عضواً ثابتاً لكل دورة، بعضهم يدخلون هذه المؤسسة تلقائياً، وهم من يتولون مناصب محددة في مؤسسات الحكم، من قبيل رؤساء السلطات الثلاثة وأمين مجلس الأمن القومي ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة والفقهاء الستة في لجنة صيانة الدستور، وبعضهم الآخر يعينهم المرشد بالاسم. ويتولى المجمع مهمة حل الإشكالات بين مجلس الشورى ولجنة صيانة الدستور، ويقدم المشورة لمؤسسة المرشد، ويساهم في حل الخلافات بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. ورئاسة المجمع الآن أصبحت محافظة بامتياز، بعد أن كانت بيد رفسنجاني لسنين طويلة، وهو من لا يمكن وصفه بالمعتدل بقدر ما أنه يُصنّف كعمود تلتف حوله كل التيارات، رغم الإشكالات الحاصلة مع بعض المحافظين في آخر سني حياته. وجاء من بعده شاهرودي الذي ظل محافظاً مقرباً من المعتدلين، بينما لاريجاني، القادم من القضاء فهو معروف بحسمه المحافظ، وبرز في مشهد خلافات مع الرئيس المعتدل، حسن روحاني وحكومته، وأخرى مع طيف المحافظين الجدد بزعامة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ومن جهة أخرى وجّه هذا التعيين الأنظار مجدداً لمقعد رئاسة السلطة القضائية، والذي من المحتمل أن يصبح من نصيب المرشح الرئاسي الأسبق وراعي "العتبة الرضوية"، إبراهيم رئيسي، المحافظ بامتياز كذلك. وكل هذه التغييرات قد تجهز لمرحلة وضع لائحة أسماء مرشحة ليصبح أحدها في منصب المرشد المقبل.