ما بعد الكوابيس!

نصطدم بالكوابيس ومع يقين كل بائس بأنه مهما طالت الليالي المظلمة ومهما كثرت الكوابيس فالشمس ستشرق غدا لا محالة، وسنبدأ نهارا جديدا ويوما آخر من حياتنا البائسة، ولكن يبقى دائما السؤال المصاحب بالصمت الرهيب.. ماذا بعد الأوجاع والخذلان؟ ماذا بعد الوحدة والهروب من البشر؟ ماذا بعد الكوابيس؟!.. هل مزيد من الكوابيس أم ستنقلب الأمور رأسا على عقب؟

أيا كانت الإجابة وأيا كان الذي يخبئه لك المستقبل، فدوما كن على أتم الاستعداد لخسارة أي شيء ولفقدان أي شخص ولا تتعلق وتُعلق الآمال على الوعود التي يقطعها أحدهم لك، فمن قال إنه لا يستطيع أن يعيش حياته من دونك هو الآن يعيش، ومن قال إنه سيظل بجانبك دائما حتى وإن رحل الجميع هو أول شخص تركك، ومن قال إنه سيفعل المستحيل من أجلنا لم يفعل حتى الممكن! تذكر دائمًا جملتين يجب أن تضعهما قاعدةً أساسيةً في حياتك..

" الحقيقة دائماً التي لا تعجب فئة المتفائلين، هي أن الجميع سيفارقونك وسيتركونك وحيداً، ولن يتركوا لك سوى بضع كسور بداخلك "

الأولى: جاك براون عندما قالها لحبيبته "إيميلي" في كتاب (ويبقي الحنين) وبالتحديد قصة (سيمفونية الغطاريس): "الجميع يعد ولا يفي يا حبيبتي".

والثانية: هي جملة براد بيت التي قالها لإدوارد نورتن في فيلم (Fight Club): "من دون ألم أو تضحية لن نحصل على شيء، عندما نخسر كل شيء، نكون أحرارا لفعل أي شيء".

أتدري ما هو المؤلم في كسر وعد وعده شخص تحبه لك؟ هو أنك جعلت من ذلك الوعد أنبوبة أكسجين وأصبحت لا تتنفس إلا بها، فعندما ينكسر الوعد تنكسر الأنبوبة وتموت أنت مختنقا..

وأنا - كواحد من هؤلاء البؤساء على هذا الكوكب - أقدم إليك النصيحة العظمى، وهي: اهرب وسافر إلى مكان بعيد ولا تخبر أحدا، لا تتعلق بأي شخص ولا تثق في وعود الناس ولا تدعهم يرونك مهزوما ومكسورا، لا تسمح لأحد بدخول قلبك الطيب حتى يكسر جدرانه ويرحل، فنحن لم نجد قلوبنا في "مقالب" القمامة بالشوارع حتى نجعلها حقل تجارب لأولئك الأوغاد.

والحقيقة دائما التي لا تعجب فئة المتفائلين، هي أن الجميع سيفارقونك وسيتركونك وحيدا، ولن يتركوا لك سوى بضع كسور بداخلك، وحزمة أوجاع بقلبك.. كن وحيدا واحترف الوحدة.. فقسما بالله وجع الوحدة أهون مائة مرة من وجود البشر!