حذّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة، مواطنيها من أن بريطانيا ستواجه "مزيداً من الانقسام والشك" إذا لم يمر مشروع اتفاق بريكست، فيما طالبت إسبانيا بريطانيا بتعهّد "خطي" في ملف جبل طارق قبل القمة الأوروبية المقرر عقدها الأحد، للمصادقة على اتفاق ينظم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وخلال برنامج إذاعي لشبكة "بي بي سي"، لم تحسم ماي موقفها من الاستقالة سلباً أو إيجاباً، في حال أسقط البرلمان البريطاني اتفاق الانفصال والخطوط العريضة للعلاقة المستقبلية بين المملكة والتكتل.
وقالت ماي إن "الأمر لا يتعلّق بشخصي... أنا مصممة على ضمان إبرام هذا الاتفاق"، مضيفة أنها ستقوم بجولة في بريطانيا لشرح الاتفاق "للجميع".
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية: "في حال لم يمر الاتفاق نكون قد عدنا إلى المربّع الأول. وسنشهد مزيداً من الانقسام والشك".
وكررت ماي، التي صوتت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، رفضها الدعوات لإجراء استفتاء ثان يتضمن خيار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكنها رفضت المفاضلة بين مشروع الاتفاق، الذي توصّلت إليه مع بروكسل وبقاء المملكة المتحدة ضمن التكتل. إلا أن ماي قالت إن بريطانيا قد تبني لنفسها "مستقبلاً أفضل" خارج الاتحاد الأوروبي.
وكررت ماي تمسّكها بسيادة بريطانيا على جبل طارق، الجيب المتنازع عليه مع مدريد.
ويهدد ملف جبل طارق بنسف القمة الأوروبية، المفترض أن تصادق على اتفاق تنظيم خروج بريطانيا من التكتل.
وقالت ماي: "نحن في المملكة المتحدة واضحون جداً. عندما نتفاوض حول هذه القضايا... فإننا نفعل ذلك باسم المملكة المتحدة قاطبة، بما فيها جبل طارق".
وكانت متحدثة باسم ماي، صرّحت الجمعة أن بريطانيا "تفاوضت مع الاتحاد الأوروبي بانفتاح كبير وبشكل بنّاء حول قضايا متعلّقة بجبل طارق، وعملت بشكل وثيق مع إسبانيا".
وقالت المتحدثة: "لا نية لدينا لإعادة فتح ملف اتفاق الخروج، لكننا سنبحث مع حكومتي جبل طارق ومدريد علاقتنا المستقبلية".
في المقابل، طالب وزير الدولة الإسباني للشؤون الأوروبية لويس ماركو أغيريانو، الجمعة، لندن بتعهّد "خطي" في ملف جبل طارق.
وهددت إسبانيا بعرقلة المصادقة على الاتفاق، إذا لم تعترف بريطانيا "خطيا" بحق النقض الإسباني في قضية تحديد العلاقة المستقبلية، بين الاتحاد الأوروبي والجيب البريطاني المتوسطي.
وقال الوزير الإسباني: "لقد طالبنا بأن ينشر البريطانيون هذا النص قبل انعقاد المجلس الأوروبي الأحد".
ولدى سؤاله عن مشاركة رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز الأحد في القمة الطارئة، رد الوزير الإسباني: "سيحسم قراره عندما يصدر الإعلان البريطاني مكتوبا".
وتريد إسبانيا الاحتفاظ بما تعتبره حقها في التفاوض الثنائي مع بريطانيا حول مصير جبل طارق، ما يعطيها عمليا حق النقض في هذه القضية.
والخميس، كرر سانشيز تهديده بعرقلة الاتفاق حول بريكست إذا لم يتضمن بشكل واضح منح مدريد حق الاعتراض في المفاوضات المقبلة حول جبل طارق، الجيب البريطاني الواقع جنوب إسبانيا الذي تطالب مدريد بالسيادة عليه، وذلك في أعقاب محادثة هاتفية مع ماي.
وكتب سانشيز على "تويتر"، "مواقفنا ما زالت متباعدة جدا. حكومتي ستدافع عن مصالح إسبانيا. وإذا لم يحصل تغيير فسنستخدم حقنا في تعطيل بريكست".
ومن المقرر أن تتوجه ماي السبت إلى بروكسل، لإجراء محادثات أخيرة مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، قبيل انعقاد القمة الأوروبية الأحد.
(فرانس برس)