مايكل رايس.. رسمتُ خطاً في الرمال

10 يونيو 2014
+ الخط -

يبحر الفنان الإيرلندي مايكل رايس في عالم الخزف والفخار، داخل أروقة غاليري فندق "بولمان" بدبي، بعد أن قرر أن يجد مادته الأولية هنا، في هذه الأرض، من خلال دمج الرمل مع الصلصال، ليصوغ لنا معرضاً افتتحه في الأول من الشهر الجاري، ويستمر حتى الـ 20 منه.

ما الذي يدفع رايس إلى عمل الخزف، مع أن هذا الفن يشهد تراجعاً؟ يقول الفنان لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد. فن الخزف كان ولا يزال الفن الذي يشعر الإنسان لدى مزاولته بأنه يصوغ الحياة ويعيد تأسيسها من جديد. إنها الجودة الخالدة واللامتناهية التي يعززها الرمل والصلصال، وهما مادتان أصيلتان يشكّل اندماجهما الساحر منبع الحياة، ويمنحنا الشعور بالتكوين الأول الذي يتجاوز كل ما هو مشيّد ومصطنع. وهذا في نظري أحد الحوافز الهامة في تحريك أعماقي الفنية".

هل يبحث الفنان عن معنى في المواد الأولية التي يتعامل معها؟ يقول ضاحكاً: "لا أسعى إلى معنى ما في ما أصنعه من خزف، بل أعمل على تأسيس هذا المعنى من خلال الأشكال اللامتناهية التي تسمح بها هاتان المادتان: الرمل والصلصال. وربما أجد هذه الحرية من خلال قيامي بابتكار أعمال لا يحددها الوقت أو المكان ولا يقيّدانها. الخزف يجمع بين الماضي والحاضر، وصياغته تتيح لي أن أشهد مع الجمهور على رؤية بصرية وأشكال هندسية مختلفة؛ كما أنه من أقدم أشكال الفنون قاطبة، لكن الإبداع والمهارة يأتيان من عملية تطويع العناصر، من أجل التوصل إلى تشكيل قطعة تتضمن كل الجماليات الحديثة".

لقد قمت بتشكيل قطعة من الخزف أمام الجمهور في ليلة الافتتاح. ما هو الهدف من وراء ذلك؟ يقول الفنان الإيرلندي: "قمتُ بهذا العمل الذي استوحيته من صناعة الخزف التقليدية، من أجل التأكيد على أهمية الموروث في كل فن حديث ومعاصر".

رايس في افتتاح معرضه


نسأله عما دفعه إلى استخدام الرمل ضمن مواده الأولية، فيعلل ذلك: "الهدف منه هو إعطاء القطعة الفنية مزيداً من الثبات والقوة، والتأكيد على أهمية المواد المحلية في هذه الصناعة. يقدم الرمل أشكالاً لا متناهية، إضافة إلى أن السرعة في الصنع تدل على السيولة والانسيابية. في النهاية، كل شيء في الفن يعتمد على لحظة الابداع التي تحدد أفق العمل الفني".

وحول لحظة الإبداع الأولى، وكيف تحلّ، يقول: "أستوحي أعمالي من الطبيعة، عندما أتأمل صدفة على الشاطئ، أو حجراً جميلاً صنعته تأثيرات المد والجزر على فترات زمنية لا متناهية، أو الأجسام والأشكال التي تكوّنت على الأرض بفعل مرور الزمن. أنا مفتون بقدرة الطبيعة وسحرها، وأتمنى أن أتمكن يوماً من جعل ابتكاراتي تبدو وكأنها طبيعية أو نتاجٌ للطبيعة، يتردد صدى جودتها على مر الزمن".

* العنوان مأخوذ من رواية الكاتب السوري هاني الراهب (1939-2000)، أما "رمال" الراهب فهي في صلصال آخر ينتظر التشكّل. [المحرر] 

دلالات
المساهمون