يخوض فريق مانشستر سيتي مهمة لن تكون سهلة أمام منافسه ليون الفرنسي الذي وصل إلى الدور ربع النهائي، في مفاجأة كبيرة بعد إقصائه فريق يوفنتوس الإيطالي في دور الـ16. ولن تكون المباراة من طرف واحد كما تُشير بعض التقارير الصحافية، وذلك لأن الفريق الفرنسي يملك عناصر مُميزة قادرة على صناعة الفارق على أرض الملعب.
المواجهات تاريخياً
لم يتواجه مانشستر سيتي الإنكليزي وليون الفرنسي كثيراً في منافسات دوري أبطال أوروبا، إذ التقى الفريقان مرتين فقط في موسم 2018-2019، وكانت النتائج تفوق ليون في مباراة الذهاب (2 – 1) والتعادل بينهما في مباراة الإياب (2 – 2).
والمُلفت أن مانشستر سيتي لم ينجح في الفوز على ليون أبداً، وستكون فرصته ذهبية لتسجيل أول انتصار على الفريق الفرنسي في حال تخطي الدور ربع النهائي، والتأهل إلى الدور نصف النهائي من منافسات دوري أبطال أوروبا.
وسيُحاول المدرب بيب غوارديولا تجنب ما حصل في المباراة الأخيرة أمام ليون والتي خسرها الفريق الإنكليزي في عام 2018، خصوصاً أن الخسارة في الدور ربع النهائي ستعني الإقصاء من البطولة الأوروبية. وبشكل خاص تجنب ارتكاب الأخطاء الفردية من فريق مانشستر سيتي، عندما سمح فابيان ديلف لنبيل فقير بتخطيه بسهولة، في وقت سمح قلوب الدفاع للمهاجمين بالتواجد في المساحة دون رقابة.
في المقابل، عانى فريق مانشستر سيتي من فقدان الإيقاع، خصوصاً في الشوط الأول بعد أن وجد نفسه متأخراً بهدفين نظيفين، واليوم على الفريق اللعب بقوة وشراسة مثلما فعل أمام ريال مدريد الإسباني وإلا سيجد صعوبة كبيرة في التأهل إلى المربع الذهبي.
كما أن تبديلات غوارديولا لم تكن موفقة أمام ليون في المباراة الأخيرة، مما سهل وصول ليون إلى المرمى وتحقيق الانتصار في تلك المباراة. في وقت نجح الفريق الفرنسي في الضغط على البلجيكي كيفن دي بروين مُحرك اللعب في خط الوسط، وهو لو حصل مجدداً قد يخسر "سيتي" الكثير من قوته على أرض الملعب.
وقدم ليون آنذاك عرضاً كروياً مُميزاً من خلال قطع مسار التمريرات في وسط الملعب، والذي صنع مثل عائق أو جدار فاصل بين خطي الوسط والهجوم.
في المقابل، يبدو أن حالة مانشستر سيتي الفنية أفضل اليوم، خصوصاً مع ترشيح المحللين الرياضيين لفريق مانشستر سيتي لكي يكون بطلاً هذا الموسم بقيادة المدرب بيب غوارديولا.
بين غوارديولا ورودي غارسيا
يعتمد مانشستر سيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا على الضغط العالي الذي يبدأ المهاجمون في تطبيقه، والذي يُشكل الخط الدفاعي الأول، الذي يلعب دوراً كبيراً في منع الفريق المنافس من إخراج الكرة بسهولة والانطلاق بالكرة من الخلف لنباء اللعب المنظم.
وتُجبر هذه الطريقة الفريق الذي يواجه مانشسر سيتي على لعب كرات طويلة نحو خط الوسط للهروب من الضغط المُرعب. وهو الأمر الذي واجهه ريال مدريد في المباراة السابقة وخسر اللقب بخطأين من المدافع رافاييل فاران الذي خسر كرتين بسبب الضغط عليه.
بعد ذلك يعتمد مانشستر سيتي على احتواء الفريق المنافس في وسط الملعب، ومحاولة استرجاع الكرة للانطلاق في الهجمات السريعة عبر الأجنحة أو العمق. ويلعب البلجيكي كيفن دي بروين دوره الكبير في نقل الهجمة من الدفاع إلى الهجوم بطريقته السلسة المُعتادة.
المشكلة الوحيدة التي يعاني منها فريق مانشستر سيتي هي الدفاع، فبسبب ضغطه العالي يترك الكثير من المساحات خلف ظهر الدفاع وعلى الأطراف، ما يسمح لفريق مثل ليون الذي يملك لاعبين سريعين جداً باستغلال تلك المساحات وصناعة تحولات سريعة قاتلة تُدمر كل العمل الهجومي الذي يصنعه غوارديولا؟
أما مدرب فريق ليون الفرنسي، رودي غارسيا، فيحب اللعب بطريقة (3-5-2) لكسب قوة في خط الوسط والدفاع تجعله قادرا على تحمل أي ضغط، ومن ثم الانتقال بهجمات سريعة مرتدة بقيادة ديباي أو حسام عوار. ويحاول ليون عادةً في مبارياته إجبار الفريق المنافس على الذهاب نجو جهة مُعينة من الملعب، بغية إفراغ الجهة الأخرى والانتقال بسرعة في هجمة مرتدة عند استرجاع الكرة.
كما أن ليون سيكون مزعجاً لفريق مانشستر سيتي، لأنه يصنع ضغطا متوسطا في وسط الملعب في محاولة لخطف الكرة، وعندها ينطلق لاعبان سريعان مثل ديباي وديمبيلي وخلفهما حسام عوار في هجمات قاتلة لا تنتهي إلا بالأهداف، وهو السيناريو الذي حصل مع فريق يوفنتوس الإيطالي تحديداً.
في المقابل، فإن مانشستر سيتي سيجد صعوبة كبيرة في الدخول من العمق لعدة أسباب: الأول أن ليون عندما يعود للحالة الدفاعية يتمركز بطريقة (5-3-2) أي أنه يدافع بثمانية لاعبين تقريباً من خطين متوازيين، في وقت يبقى ديباي وديمبيلي في الأمام لاستلام الكرات والانطلاق في الهجمات.
ويصنع الثلاثي في خط الوسط جدارا أمام الثلاثي الدفاعي، ما يعني تشكيل مربع من 6 لاعبين أمام منطقة الـ14، وهو ما سيُصعب مهمة دي بروين في الدخول من هذه المنطقة وصناعة الكرات البينية، وسيجبره على لعب الكرة العرضية نحو الأجنحة والأظهرة من أجل لعب كرات عرضية، وعندها سيتواجد داخل المنطقة 5 أو 6 لاعبين من فريق ليون للدفاع عن هذه الكرات.