حالُ النازح السوري مروان أحمد لا يختلف عن حال غيره من السوريين الذين نزحوا إلى لبنان هرباً من الحرب في بلادهم. أرادوا فقط البحث من مكان آمن ولقمة عيش. هذا الشاب الذي كان يعيش حياة كريمة في بلده، يروي كيف تغيرت أحواله المادية والاجتماعية والحياتية جراء نزوحه من بلده.
مروان أحمد من مدينة دمشق، وتحديداً منطقة كفرسوسة. يقول إنه جاء إلى لبنان مع أولاده وزوجته خشية توسع رقعة الحرب. كان يخشى عليهم من التعرض لأي سوء. بقي أهله وأقاربه في دمشق. يضيف: "كنا نعمل في مهنة الخياطة، ونملك معملاً كبيراً نخيط فيه البدلات الجاهزة. نشتري القماش ونصنع البدلات قبل أن نعطيها لتاجر يوزعها بدوره على المحلات. لكن الأوضاع السياسية أجبرتني على ترك بلادي، وقد أتعبني الوضع المالي. في مخيم شاتيلا في بيروت، استأجرت منزلاً صغيراً".
بداية، عمل في أحد المصانع الموجودة في لبنان لبعض الوقت. ولحسن حظه، تمكن من ادخار بعض المال وافتتح محلاً صغيراً في المخيم للخياطة، وتحديداً إصلاح الملابس الممزقة. يقول أحمد: "أملك ماكينة واحدة اليوم. لكن ما أحصل عليه شهرياً لا يسد احتياجاتنا، وخصوصاً أنني مضطر لدفع بدل إيجار المحل والبيت". يضيف أن الأمر يكون صعباً أحياناً، ونضطر إلى الاتكال على المعونات التي تقدمها بعض الجمعيات الخيرية.
ربما يكون حال أحمد أفضل من غيره. مع ذلك، يشكو الظروف الصعبة والحر الشديد والفقر والبعد عن الوطن. يقول: "ليس أمامنا خيارات كثيرة لتحسين المستوى المعيشي، فالوضع الاقتصادي في لبنان سيئ جداً". يضيف: "لا نعتبر أنفسنا من الأحياء بل نعيش في انتظار الموت. نفتقد الزيارات العائلية في دمشق، ووجبات الطعام التي كنا نعدها. اليوم، لا نأكل غير العدس والمعكرونة. وفي كثير من الأحيان، نكون غير قادرين على إعداد أي نوع من الطعام، ونتكل تماماً على ما تقدمه الجمعيات الخيرية، علماً أنها قلصت تقديماتها للنازحين بسبب تزايد عددهم بشكل لافت، وتدهور الوضع الاقتصادي، وتقليص الخدمات من قبل الممولين.
ما زال أحمد يحلم بالعودة إلى بلاده بعد انتهاء الحرب. لا يريد غير عودة الاستقرار والأمان إلى دمشق، عله يعيش بشكل طبيعي من جديد ويعمل، ويعود أولاده إلى مدرستهم وأصدقائهم، ويلتقي وباقي أفراد عائلته، يحتسون الشاي معاً ويتسامرون.
اقرأ أيضاً: محمد كنعان يحلم بمشروعه الصغير