تخطر هذه الفكرة مع تجدد عرض أعمال شختورة الفوتوغرافية في معرض "جدران العار" الذي يأتي ضمن عروض مهرجان "فوتوميد" ويتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل في غاليري "D Beirut".
تعيد شختورة في المعرض، الذي يقام بتنظيم من غاليري "أليس مغبغب"، نشر صور فوتوغرافية التقطتها للشعارات الحزبية والطائفية التي كتبت على الجدران في أحياء بيروت الشرقية والغربية أثناء ما يعرف بحرب السنتين، والتي كانت فاتحة الحرب الأهلية (1975-1976).
كانت شختورة قد نشرت هذه الصورة في كتاب بعنوان "حرب الشعارات" صدر عام 1978، (وأعادت نشره في 2005)، حيث وثّقت فيه أحداثاً ومواقف في المنطقتين الشرقية والغربية
وتل الزعتر وحتى الدامور والجبل، فما كان يحدث خارج بيروت كان يجد له شعاراً داخل المدينة على أحد جدرانها المثقّبة بالرصاص.
عشرون صورة كل واحدة تحمل شعاراً مختلفاً في الكلمات، لكن مضمون كل واحد منها لا يبتعد كثيراً عن الآخر، بل يبدو كما لو أنه ردّ عليه أو صدى له، سنقرأ "لبنان يحيا عندما نموت"، "إلى الجحيم يا فرنجية.. نعم لقصف بعبدا.. الحزب الشيوعي اللبناني"، "يا أمي ارضعيني حليب العنفوان"، "الكتائب والأحرار تحمي لبنان"، وفي شعارات تل الزعتر سنقرأ "لا للنظام السوري العميل"، "مزيداً من الجنون يا شعب على المؤامرات السورية ولتكن نهاية كل من يحاول إفشال مخططات الثورة"، "أسد في لبنان وفأر في الجولان.. المكتب الطلابي للرفض".
هل تبدو هذه الشعارات بعيدة اليوم؟ هل تبدو مختلفة عن تلك التي نراها مصورة على جدران سورية؟ هل تشبه شعارات الحروب الأهلية في أمكنة أخرى؟ لا شك أن الهوية، والتخوين، والعنف، والترهيب هي السمات التي تشترك بها العبارات التي رصعت جدران الحروب الأهلية بالكراهية، وهذه العبارات هي نفسها مهما اختلف الزمان والمكان.
مشروع شختورة وإن كان الأول، لكنه ليس الوحيد من نوعه، فقد قامت الفنانة زينة معاصري سابقاً بإجراء دراسة عن ملصقات الحرب اللبنانية التي أصدرتها جميع الأحزاب والأطراف المتنازعة خلال الحرب الأهلية اللبنانية من عام 1975 وحتى 1990، وكوّنت أرشيفاً بصرياً ومتحفاً افتراضياً بعنوان "ملامح النزاع".