ماذا يكشف مغرّدون حول كواليس إطاحة محمد بن نايف في السعودية؟

30 سبتمبر 2017
بن زايد وبن سلمان (بندر الجلود/الأناضول)
+ الخط -
لا تزال الحسابات "المجهولة الهوية" لمغرّدين، يرجّح أن يكون لديهم مصادر مقرّبة من أنظمة الحكم، تنشر كواليس ما يجري داخل سلطة القرار السعودي، او الإماراتي، خصوصاً بعد إطاحة ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف.

وآخر هذه التسريبات، نشرها حساب يدعى "مجتهد الإمارات"، الذي يحظى بأكثر من 92 ألف متابع على "تويتر"، تحدث فيها عمّا سماه "مؤامرة (ولي عهد الإمارات) محمد بن زايد على الأمير محمد بن نايف ودور (القيادي المفصول من حركة "فتح") محمد دحلان فيها".

ورأى مغردون أن ما نقله "مجتهد الإمارات" يؤكد نوعاً ما على خطط الإمارات العربية المتحدة في المملكة العربية السعودية، فيما أعادوا نشر رسالة تم تداولها في يوليو/تموز الماضي.

متداولو الرسالة زعموا أنها موجهة من بن نايف إلى العاهل السعودي حذره فيها من "التحول إلى ألعوبة بيد الإمارات التي تعد استراتيجيتها تجاه العالم العربي معادية ولصالح أميركا"، ونبه إلى "استغلال بن زايد علاقته بالرئيس الأميركي لوصوله إلى نواياه..."، وحذره من تصعيد الوضع مع دولة قطر.


وكان حساب "مجتهد الإمارات" قد نشر سلسلة تغريدات، أمس الجمعة، جاء فيها أن السبب الأساسي وراء عزل بن نايف هو تحريض محمد بن زايد والقيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، عليه خلال "لقاء خاص في أبوظبي انعقد قبل عزل الأمير محمد بن نايف من منصبه بثلاثة أسابيع".

وأوضح أن "اللقاء الخاص جمع (ولي ولي العهد السعودي حينها) محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، ومستشاره الأمني دحلان".


وعن كواليس اللقاء، كتب "مجتهد" أنه "كان مخصصًا حول المشاكل التي تمر بها المنطقة، وخلال اللقاء كانت هناك مداخلة لدحلان بأنه لا يمكن حل مشاكل المنطقة من دون حل مشاكل المملكة... وخاصة مشاكل الحكم، ومن سيخلف الملك سلمان، والفراغ الذي سيحدث بعد الملك سلمان، وأضاف دحلان: هذا الأمر الذي يشغل الأميركان وليس له جواب".

وخاطب دحلان بن سلمان في ذلك اللقاء قائلًا "لا بد أن تتصدر البديل، وبأن تكون خليفة لوالدك في الحكم، وخاصة أن الأمير محمد بن نايف يتربص الفرص لتعيينه حاكمًا"، وفقاً لـ "مجتهد الإمارات".


وأضاف في تغريدة لاحقة أن دحلان استمر في تحريضه وتخويفه لبن سلمان، قائلًا إن "محمد بن نايف سيقوم بانقلاب عسكري ضده مستقبلا، وسيسحب بساط الحكم من تحت قدميه". وأضاف دحلان، وفقًا لمجتهد: "لهذا لا بد من خطوات استباقية لتقليم أظافر الأمير محمد بن نايف وتحجيم مكانته". و"بعد انتهاء اللقاء الثلاثي، الذي استمر أكثر من 65 دقيقة، غادر بن سلمان إلى المملكة، وتم رفع الأمر لوالده الملك سلمان، وفقاً للمغرد نفسه.


وتابع أن العاهل السعودي "عقد اجتماعًا خاصًا، وأعلن عن عدة تغييرات في المناصب السيادية في القيادة، بحجة ضخ قيادات شابة في الحكم"، ثمّ "تم تعيين بن سلمان وليًا للعهد خشية حدوث أي طارئ، وتمت إقالة الأمير محمد بن نايف من منصبه"، وفقاً للتغريدات.

وعلى ضوء هذه المتغيرات، "بدأت الأذرع الإعلامية بتشويه سمعة الأمير محمد بن نايف، وإسقاطه إعلاميًا من خلال نشر إشاعات بأنه غير سوي ويتعاطى مواد مخدرة"، كما غرّد "مجتهد الإمارات". وأضاف أن "الحملة على بن نايف بدأت عبر مواقع التواصل، ثم انتقلت إلى العديد من الصحف العربية والعالمية"، وتابع أن "حالة الحقد التي يكنها بن زايد هي وراء التحريض على بن نايف، وخاصة أن والده الراحل الأمير نايف (بن عبد العزيز) كان على خلاف مع أبناء زايد".


وختم بالقول إن "محمد بن زايد يتفاخر في مجالسه الخاصة، وبين إخوانه، أنه وراء تنحية الأمير محمد بن نايف، وهذا دليل على حقده ودوره الخبيث في هذه المؤامرة".

وكانت وثائق "ويكيليكس" المسربة قد كشفت عن كراهية بن زايد الشديدة إزاء السعودية وأمله بتأدية دورها التاريخي في المنطقة. ووصف بن زايد، بحسب وثيقة مسربة، ولي العهد السعودي الراحل، نايف بن عبدالعزيز، بـ "القرد"، مشيراً إلى أن الإمارات والسعودية خاضتا 57 معركة على مدار الـ250 سنة الماضية، رداً على المحاولات السعودية لاحتلال الإمارات. وأضاف "السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء، لكننا بحاجة إلى التعايش".

كما أن تسريبات السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، تصب في السياق نفسه، إذ كشفت مجموعة القرصنة "غلوبال ليكس" سخرية السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، من القيادة في المملكة العربيّة السعودية، واصفاً إياها بألفاظ نابية. ويصف العتيبة، بحسب تسريبات بريده الإلكتروني، القيادة السعودية بـ "غريبة الأطوار".

لكنه في إحدى الرسائل قال "مع محمد بن سلمان نحن نرى تغييراً حقيقيّاً، ولهذا نحن متحمّسون. نحن أخيراً نرى أملاً هناك ونريده أن ينجح"، في مايو/أيار الماضي. وكشف مصدر لموقع "ميدل إيست آي"، في هذا السياق، أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، يعتبر نفسه مرشد محمد بن سلمان، وأن الرجلين يعقدان ثلاثة اجتماعات شهريّاً.

وفي رسالة أخرى، خلال شهر مايو/أيار أيضاً، خاطب العتيبة أحد الموظّفين الكبار في "مركز التقدّم الأميركي"، قائلاً: "محمد بن سلمان يذكّر بمحمد بن زايد الشاب... وأجل؛ الأقل خبرة".

المساهمون