ماذا يقول التاريخ عن القرعة والمواجهات في دوري الأبطال؟

بدت قرعة الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت الجمعة فرصة لاستعادة التاريخ في كثير من المواجهات، بل وكتابة تاريخ جديد في مباريات أخرى، وكما كان متوقعاً فقد فرضت مباريات نارية بين ثمانية فرق هي الأفضل في أوروبا، بحسب المسابقة الشهيرة.

أولى تلك المباريات كانت مواجهة ريال مدريد الإسباني حامل اللقب في آخر موسمين ويوفنتوس الإيطالي النارية التي تعتبر إعادة لنهائي النسخة الأخيرة العام الماضي.

كما أن القرعة أسفرت عن مواجهة مكررة "محلياً" بين فريقين إنكليزيين هما ليفربول ومان سيتي، ومواجهة فريدة لأول مرة بين إشبيلية وبايرن ميونخ، في حين سيلتقي برشلونة مع نظيره روما الإيطالي في لقاء سبق أن تكرر أيضاً في البطولة ذاتها.

يوفنتوس × ريال مدريد.. تاريخ عريق

لطالما تواجه ريال مدريد ويوفنتوس في المسابقة الأوروبية، سواء في دور المجموعات أو في الأدوار الإقصائية، لكن اللقاءات بينهما كانت تحظى بخصوصية تاريخية، وآخرها كان نهائي دوري أبطال أوروبا الذي حسمه ريال مدريد 4-1، وهي المباراة التي تعد أكبر انتصار للريال وأقسى هزيمة لليوفي في تاريخ البطولة.

وخاض الفريقان 19 مواجهة سابقة فاز يوفنتوس في ثمانٍ منها آخرها في نصف نهائي 2015 عندما تأهل يوفنتوس 3-2 بمجموع المباراتين، بينما كان الفوز من نصيب ريال مدريد في تسع مباريات، من بينها نهائي عام 1998، في حين تعادل الفريقان مرتين.

لكن التاريخ يشهد أيضاً أن يوفنتوس نجح في إقصاء ريال مدريد في لقاءاته الإقصائية الأربعة أمام يوفنتوس في دوري الأبطال باستثناء المباراة النهائية، وفقاً لما نشره موقع "أوبتا" للإحصاءات.

ويشهد التاريخ في الوقت ذاته أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أكثر من سجل في شباك فريق يوفنتوس بواقع 7 مرات في 5 مباريات.

برشلونة× روما.. التاريخ يرجّح كتالونيا

هي أيضاً مواجهة مكررة في تاريخ المسابقة بين الفريقين، لكن شتان بين الأمس واليوم؛ إذ لعب الفريقان منذ عام 2002 خمس مواجهات، كان من نصيب الفريق الكتالوني فيها تسجيل انتصارين مقابل تعادلين وفوز وحيد لروما.

إذن كفة التاريخ تميل إلى برشلونة، خاصة أنه سجل هزيمة تاريخية ثقيلة جداً بحق فريق العاصمة الإيطالية روما، حينما هزمه 6-1 في دور المجموعات في عام 2015، بل إن موقع الإحصاءات "أوبتا" أكد أن برشلونة خسر مرة واحدة فقط في آخر 10 مباريات لعبها أمام فرق إيطالية في دوري الأبطال (فاز 5 مرات وتعادل 4 مرات)، على الرغم من أن الخسارة كانت إقصائية (3-0 أمام يوفنتوس في عام 2017).

ليفربول × مانشستر سيتي.. تاريخ حديث!
لأول مرة في دوري أبطال أوروبا يلتقي فريقا ليفربول ومانشستر سيتي؛ كما أنها الأولى بين فريقين إنكليزيين في ربع نهائي دوري الأبطال منذ موسم 2010-2011 حين التقى تشلسي مع مانشستر يونايتد.

ولا يحمل تاريخ "التشامبيونز ليغ" جواباً عن تلك المواجهة، لكن تاريخ البريميرليغ والمسابقات الإنكليزية يشهد على مباريات نارية بين الفريقين، ومع ذلك فإن مانشستر سيتي بلغ ربع النهائي الحالي للمرة الثانية بعد عام 2016 عندما توقف مشواره في نصف النهائي، فيما حجز ليفربول مقعده في الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2009 حين انتهى مشواره على يد مواطنه تشلسي. وهذه ثاني مواجهة إنكليزية-إنكليزية لمانشستر سيتي في أوروبا، بعد خسارته أمام تشلسي في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1971.

وبالعودة إلى المواجهات الأخيرة بينهما، نجد أن ليفربول هو الفريق الوحيد الذي هزم السيتي في الموسم الحالي بنتيجة 4-3، ليثأر لسقوطه 0-5 في أيلول/ سبتمبر ذهاباً في الدوري الإنكليزي، كما أن السيتي فاز مرة واحدة فقط في آخر 8 مواجهات ضد ليفربول في جميع المسابقات لكنه فاز "السيتي" بركلات الترجيح على ليفربول في نهائي كأس الرابطة الإنكليزية في 2016.

وفي المحصلة، فإن ليفربول أكثر شهرة من السيتي في دوري الأبطال، فهو توج باللقب 5 مرات وصاحب العودة التاريخية في مباراته مع ميلان في نهائي أوروبا عام 2005، كما فاز المدرب يورغن كلوب على مان سيتي 4 مرات في الدوري الممتاز، ولم يفز أكثر أمام أي فريق آخر في المنافسة.

إشبيلية × بايرن ميونخ.. جديد الأبطال
كذلك قدّمت لنا قرعة ربع النهائي موقعة جديدة لأول مرة، حين يلتقي البطل العملاق بايرن ميونخ مع مفاجأة البطولة إشبيلية الأندلسي، وهي أول مباراة بينهما على مختلف المنافسات والبطولات، ما يجعل الخلفية التاريخية بينهما مجهولة تماماً، لكن الكفة بكل تأكيد تميل إلى البافاري، في الوقت الذي يريد فيه الفريق الإسباني العائد إلى هذا الدور منذ 60 عاماً، وتحديداً في عام 1958، تحقيق أفضل نتيجة له في البطولة.