ماذا يفعل ساركوزي في تونس؟

20 يوليو 2015
تساؤلات بشأن دوافع زيارة ساركوزي (الأناضول)
+ الخط -

حلّ الرئيس الفرنسي السابق وزعيم حزب الجمهوريين نيكولا ساركوزي، صباح يوم الإثنين، بتونس حيث التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قبل أن يعقد اجتماعاً بمحسن مرزوق أمين عام حزب "نداء تونس".

ساركوزي كان مُرفقاً بوفد من أعضاء في مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي وأعضاء في حزب الجمهوريين، أبرزهم رشيدة داتي وزيرة العدل السابقة.
وفي تصريح إعلامي له عقب لقائه بالسبسي، أكد ساركوزي على ضرورة أن تلقى تونس دعماً فعلياً من الدول الديمقراطية في مجابهتها للإرهاب الذي يستهدف تونس بسبب نجاحها الفريد في الانتقال الديمقراطي.

وشدد على ضرورة مرافقة تونس في إنجاح برامجها الرامية لتحقيق التنمية، مضيفاً أن "تحكّم أوروبا في الهجرة السرية يمر عبر المساعدة على تحقيق النمو الاقتصادي في جنوب بلدان الحوض المتوسطي وإعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون بين بلدان ضفتي المتوسط" داعياً إلى "عقد قمة لأصدقاء تونس وإيجاد حل لأزمتها الاقتصادية في إطار الاتحاد من أجل المتوسط".

وتبدو زيارة ساركوزي إلى تونس غريبة سياسياً ولا تحمل في الوقت الراهن مساعدة حقيقية وفعلية إلى تونس، وربما تكون شكلاً من أشكال الاستعداد للحملة الانتخابية القادمة لساركوزي الذي اختار أن يبدأها من دول المغرب العربي.

ولقيت الزيارة بعض ردود الفعل السياسية والإعلامية المستنكرة، بسبب علاقة ساركوزي المعروفة بنظامي بن علي والقذافي، وتسببه بشكل مباشر فيما تعاني منه تونس وليبيا في الوقت الراهن، وفق تصريحات صحافية لقياديين من الجبهة الشعبية.


وحاول الرئيس الفرنسي أن يدافع عن نفسه حين أشار إلى أنه ساهم في إسقاط نظام معمر القذافي بدعم من منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية، مشيراً إلى أن الدافع كان محاولة إنقاذ الشعب الليبي من أقوى الدكتاتوريات، مضيفاً أن ليبيا شهدت انتخابات تشريعية ديمقراطية وحرة عندما غادر الحكم منذ ثلاث سنوات.

غير أن ما تخفيه الزيارة يتعلق أساساً برغبة ساركوزي في إقناع "فرنسيّي تونس" أو الفرنسيين من أصل تونسي بالتصويت له في الانتخابات القادمة لأن نسبة صغيرة منهم لم تتجاوز الـ 28 بالمائة ساندته في الانتخابات الماضية، ويتوقع أن يلتقي ساركوزي هذه الليلة أيضاً عدداً من الفرنسيين المقيمين بتونس، ويعول "الجمهوريون" الجدد على مساهمة المهاجرين في امتحان الانتخابات الجهوية القادمة التي ستضعهم ربما وجهاً لوجه مع الجبهة الوطنية الفرنسية (اليمين المتطرف) في "جهة الالب كوت دازور".

وبرغم الجفاء الحاصل مع تونس بسبب مساندة ساركوزي ووزيرته "اليو ماري" للمخلوع بن علي أيام الثورة، إلا أن العلاقات التونسية الفرنسية تعتبر تقليدية مع اليمين الفرنسي وأقوى من تلك التي تجمعها بالاشتراكيين، وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ذكر صراحة أن الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند كان يتمنى فوز منافسه منصف المرزوقي.

الرئيس الفرنسي السابق ضغط تحديداً في هذا الاتجاه عندما أشار إلى أن نسبة صغيرة مما تم منحه إلى اليونان كان بإمكانها أن تنقذ تونس بشكل كامل، في إشارة إلى لوم السبسي على الفرنسيين أساساً والأوروبيين الذين يتفهم "أن اليونان أقرب إليهم من تونس".

وأخرج ساركوزي من جرابه سلاحاً قديماً أراد أن يعيد بعث الروح فيه من جديد وهو "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي يرى فيه السبيل الأمثل لحل مشاكل المتوسط المتراكمة.
وتبدو زيارة ساركوزي إلى تونس زيارة فرنسية فرنسية أكثر منها تونسية بهدف دعمها، ولكن تونس تحتاج اليوم إلى أي دعم في ظل صورتها السياحية المهزوزة بسبب أحداث سوسة، وقد قال هنا ساركوزي أيضاً "إنه رفض تأجيل زيارته إلى تونس برغم الأحداث الأخيرة" وأنه ذاهب إلى سوسة في زيارته التي تتواصل إلى غد الثلاثاء.

اقرأ أيضاً: أجندةُ زيارة دولة تنتظر ساركوزي لدى حلوله في المغرب

المساهمون