ماذا وراء محاولة انتحار قيادي في "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"؟

09 مارس 2014
مناصر للجبهة الديمقراطية في غزّة (عبدالحكيم رياشي/العربي الجديد)
+ الخط -
أكدت مصادر من عائلة قيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، أن "أسباباً تنظيمة وتوتراً شديداً في علاقته مع المسؤولين في الجبهة الديمقراطية هي السبب وراء إقدامه على محاولة الانتحار صباح أمس السبت". 

وتابعت المصادر أنه "منذ مشاركة نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، في اللقاء التطبيعي الذي جمع الرئيس محمود عباس مع نحو 300 طالب إسرائيلي في 16 فبراير/ شباط الفائت، والأمور تتدهور بين (القيادي المذكور) وقيادة الديمقراطية في الضفة الغربية". ويتحفظ "العربي الجديد" عن ذكر اسم القيادي، الذي حاول الانتحار، لأسباب أمنية وشخصية مرتبطة بعائلته.

وتابعت: "لقد سمعناه مرات عديدة وهو يصرخ ويناقش بحده على الهاتف مكرراً عبارة لا يجب أن نوافق دائماً على قرارات القيادة"، غير أنّ نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم، نفى لـ"العربي الجديد" هذه المعلومات، راجياً وسائل الإعلام أن تبتعد عن الخوض في سبب محاولة الانتحار.

وأقدم القيادي المذكور، وهو عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية ومسؤول مكتبها الإعلامي في الضفة الغربية، على محاولة انتحار عبر جرح أوردة رقبته باستخدام "شفرة"، ما أدى إلى التسبّب بجروح عميقة وخطرة، استطاع أطباء مستشفى رام الله الحكومي السيطرة عليها بعد إخضاعه لجراحة دقيقة استمرت ثلاث ساعات.

وبحسب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، ماجدة المصري، فقد اتصل بها القيادي عند حوالى السابعة والنصف من صباح أمس السبت، وأوصاها بابنه الذي يدرس الطب في كوبا، وقال لها إنه سيسافر خارج البلاد لأمر طارئ.
وتابعت المصري، لـ"العربي الجديد"، إن صوت المسؤول الفلسطيني "كان هادئاً جداً لدرجة الريبة"، مشيرةً إلى أنها تعلم أنه لا يوجد لديه أي برامج سفر قريبة، "فشعرتُ بالريبة، وبعدما أغلق الخط، حاولت الاتصال به لكنه لم يجب، فذهبت الى مكتب الحزب في شارع الإرسال برام الله، لأراه مضرجاً بدمائه هناك".

وفور دخول القيادي إلى المستشفى، تناقلت وسائل الإعلام أن محاولة انتحاره تعود لخلافات عائلية وأزمة مالية، الأمر الذي نفته العائلة بالكامل. وفنّدت مصادر من العائلة هذه الاتهامات قائلة إن الهدف منها "إبعاد أي شبهة على تورط قيادة الجبهة الديمقراطية بممارسة ضغوط نفسية وعصبية عليه من خلال الخلافات المستمرة معه على مواقف الجبهة وتصرفات بعض قادتها أخيراً".

وحول وجود أزمة مالية دفعته لمحاولة الانتحار، قالت عائلته لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الكلام عار عن الصحة، فنحن نملك منزلاً في الأردن، وآخر في رام الله، وزوجته تعمل في سلطة النقد وتتلقى راتباً جيداً جداً مقارنة بمتوسط الرواتب في الضفة الغربية، والقيادي أيضاً يعمل في تدريس الإعلام إضافة إلى عمله مسؤولاً إعلامياً في الجبهة الديمقراطية".

ولدى القيادي في "الجبهة الديمقراطية" ثلاثة أبناء، أكبرهم يدرس الطب في كوبا، وفتاة تدرس الإعلام في بير زيت، وطفل عمره 12 عاماً. وسبق له أن سُجن عشر سنوات في المعتقلات الأردنية بين 1979 و1989 بتهمة حيازة أسلحة ومتفجرات.

دلالات
المساهمون