ماذا حلّ بمقاتلي "داعش" الأجانب في سورية والعراق؟

15 ديسمبر 2017
أغلب المقاتلين لا يعودون لدولهم (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
انضم نحو 40 ألف مقاتل أجنبي، إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية والعراق، وما زال المئات يقاتلون في آخر تحصيناتهم، لكن ماذا عن الآخرين؟

يجمع الخبراء الأميركيون على أنهم لم يقضوا جميعا في المعارك، على الرغم من مقتل عدد كبير منهم في حملات القصف الجوي المكثفة، مع احتمال أن يشكلوا خطراً كبيراً في الأشهر والسنوات المقبلة.

وسأل مدير المركز الدولي للأمن والدفاع في مجموعة "راند كوربوريشن" للبحوث سيث جونز: "كم عدد قتلاهم؟ كم منهم ما زال على قيد الحياة، مستعداً لمواصلة القتال"؟ ويضيف: "كم منهم تخلوا عن النضال أو ذهبوا لمواصلته في مكان آخر؟ لست على علم بتقديرات جديرة بالثقة".

وتحاول أجهزة مكافحة الإرهاب الدولية إجراء الحسابات الأكثر دقة لعدد المتطوعين للقتال وتحركاتهم، لكن المهمة شاقة نظراً لصعوبة الحصول على التقديرات والتحقق منها. لكن مصدراً رسمياً فرنسياً أشار إلى أنه من بين 1700 فرنسي توجهوا إلى سورية والعراق منذ 2013، قتل 400 إلى 450 وعاد نحو 250 إلى فرنسا.


وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، قدر وزير الداخلية جان إيف لودريان أن نحو 500 منهم ما زالوا في الميدان العراقي ـ السوري و"سيجدون صعوبة في العودة إلى فرنسا من هناك". يبقى بعد ذلك نحو 500 مقاتل فرنسي، بعضهم تلقى التدريب وازداد قسوة وتدرب على التعامل مع الأسلحة والمتفجرات في الطبيعة.

واعتبر الباحث بروس هوفمان المتخصص في الإرهاب في جامعة جورجتاون، الأربعاء الفائت، أثناء مؤتمر في واشنطن أنه "برغم مقتل عدد منهم نجا الآلاف وتمكنوا من مغادرة سورية. اليوم من المؤكد أن عدداً منهم أصبح في البلقان، حيث يمكثون بعيداً عن الأضواء للعثور على فرصة للتسلل إلى أوروبا".

وسبق أن لوحظ وصول هؤلاء المقاتلين الذين زادتهم ثلاث أو أربع سنوات من القتال الشرس في العراق وسورية قسوة، إلى عدة جبهات على ما أكد مدير مشروع المخاطر العابرة للدول في مجموعة البحوث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "توكاس ساندرسم"، إذ قال: "في شهر مايو/أيار، قاتل أقل من 80 أغلبهم من اليمنيين والروس والسعوديين والمغاربة الجيش الفيليبيني في مراوي على جزيرة مينداناو إلى جانب جماعة أبو سياف".

ومؤخراً وردت معلومات عن وصول مقاتلين سابقين في سورية ناطقين بالفرنسية، فرنسيين أو مغاربة إلى ولاية جوزان شمال أفغانستان حيث أقاموا معسكراً، بحسب ما كشف شهود ومسؤولون محليون لـ"فرانس برس".

واستغل عدد من المتطوعين الدوليين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم "داعش" ظروف الفوضى السائدة في سورية، وفي بعض المناطق، واتفاقات الإجلاء التي تم التفاوض عليها مع الفصائل الكردية، لإلقاء أسلحتهم والاندماج مع حشود اللاجئين المدنيين الذين يتجمعون بكثافة في مخيمات في مختلف أنحاء المنطقة، بحسب ما يقول تقرير "فرانس برس".

وأشارت شهادات مهربين على الحدود السورية ـ التركية إلى توافد مقاتلين من التنظيم المتطرف إلى تركيا، وهم يدفعون مبالغ كبرى للمهربين.

ومع عودة البعض أو محاولتهم العودة إلى بلدان أصلهم، حيث غالبا ما تنتظرهم محاكمات وعقوبات سجن شديدة، فلن يكون هذا وضع الجميع بحسب سيث جونز الذي قال: "كانت المسألة قضية لكثيرين ذهاباً بلا إياب. فقد أرادوا الانضمام إلى دولة الخلافة والمكوث فيها"، مضيفاً "لذلك لا أعتقد أن عدد الساعين إلى العودة سيكون كبيراً. البعض يتوارى وينتظر".

ويقدر الخبراء أن تكون ليبيا ودول الساحل وأفغانستان والمناطق القبلية فيها والصومال واليمن، أو بشكل عام الدول التي يعتبرها الدبلوماسيون والعسكريون "مناطق رمادية" في العالم، المواقع التي قد ينتهي إليها مقاتلو "داعش" المفقودون.

(فرانس برس)