ماذا بعد مقتل علي صالح؟

07 ديسمبر 2017
+ الخط -
مرحلة تاريخية انتهت بمقتل علي عبدالله صالح، طويت بها حقبة سيئة من تاريخ اليمن عانى فيها اليمنيون الكثير.

نحن أمام مرحلة فاصلة تتعقد فيها الأزمة وتتراجع فيها فرص الحل السياسي بعد تخلص الحوثيين من حليفهم الذي وفر لهم غطاء سياسيا على مدى أكثر من ثلاث سنوات، وتحولهم إلى قوة وحيدة مسيطرة ومنتشية بقدرتها على التخلص من خصومها متى أرادت.


على الجانب الآخر، لدينا الحكومة الشرعية التي فقدت السيطرة على القرار السياسي والعسكري لصالح التحالف العربي بقيادة السعودية وفقدت بموجبه ثقة الكثير من مؤيديها وجعلت المجتمع الدولي يتعامل معها كطرف من أطراف الحرب مثلها مثل جماعة الحوثي، وخير دليل على ذلك عدم دعوة الحكومة الشرعية لاجتماع الخماسية الدولية في لندن منذ أيام.

راهن تحالف السعودية والإمارات على جواد خاسر لإخراجه من ورطة الحرب في اليمن بدعمه لانقلاب صالح على جماعة الحوثي ووفر لقواته دعما جويا استهدف فيه تجمعات الحوثيين في صنعاء، وبمقتل صالح يكون التحالف قد تلقى صفعة جديدة بسبب سياسته المرتبكة وعداوته غير المبررة للقوى الوطنية الموجودة على الأرض.

في اعتقادي لن يتغير المشهد في اليمن أولاً إلا بتوحد كافة أطياف المجتمع اليمني وقواه المختلفة بما فيها أنصار علي صالح ضد مشروع جماعة الحوثي وتحت مشروع الدولة والجمهورية والجيش الوطني بقيادة الرئيس الشرعي.

ثانيا، التغير في المشهد اليمني مرتبط بمراجعة السعودية لأهداف تدخلها في اليمن وعلاقتها بالحكومة الشرعية ومكونات المجتمع اليمني وفق مبدأ الشراكة ووحدة المصير والمصالح المشتركة.
EFD375D2-8BE6-43C1-8084-DD253D08CAD8
أحمد البكري

إعلامي يمني ومقدم برامج سابق على قناة المغاربية - مقيم في بريطانيا.