مائة يوم من الهبة الجماهيرية الفلسطينية: انتهاكات وتجاوزات إسرائيلية

09 يناير 2016
الاحتلال يواصل ممارساته العدوانية بحق الفلسطينيين (فرانس برس)
+ الخط -

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم السبت، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف "العنف الجنوني" الذي يمارسه جنودها بحق أي فلسطيني لمجرد الاشتباه، مشيراً إلى أنّ ممارسات الاحتلال تخالف القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القتل التعسفي واقتحام المستشفيات المدنية والتمييز في التعامل مع الجرحى.


ولفت المرصد، في إحصائية أصدرها لمناسبة مرور مائة يوم على الهبة الجماهيرية الفلسطينية، إلى أنّ عدد شهداء فلسطين بلغ 150، بينهم 27 طفلاً، و7 نساء، ومنهم 24 شهيداً لا تزال تحتجز جثامينهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة.

اقرأ أيضاً: شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال في الأغوار الشمالية

وبلغ عدد المصابين من الفلسطينيين 15759 مصاباً، منهم 15667 إصابة طفيفة إلى متوسطة، و92 إصابة خطيرة، إلى جانب إصابة 58 صحافياً، و103 مسعفين.

وأشار المرصد إلى أنّ قرابة ثلثي الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال المئة يوم منذ بدء الأحداث، بواقع 95 حالة من مجموع 150، إنما قُتلوا نتيجة "العنف الجنوني" الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال استخدام القوة المفرطة وغير المبررة في التعامل مع احتجاجات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى حدود قطاع غزة.

وتنتهج قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة القتل لمجرد الاشتباه، وتستخدم الأعيرة النارية تجاه مدنيين فلسطينيين يُدَّعى أنهم قاموا بمهاجمة إسرائيليين، لكنهم فعليا لم يشكلوا خطراً حقيقياً يستدعي قتلهم، وفق المرصد الذي تمكن من جمع لقطات مصورة وشهادات توثق بصورة قاطعة القتل التعسفي.

وفي المئة يوم، سُجل 314 انتهاكاً قامت بها القوات الإسرائيلية بحق الطواقم الطبية الفلسطينية والمستشفيات المدنية، شملت 171 اعتداء على طواقم أو مركبات طبية ما إدى إلى إصابة 103 مسعفين، و16 حالة مُنع فيها أطباء من تقديم العلاج اللازم للجرحى بصورة عاجلة.

ووثق الأورومتوسطي 9 حالات على الأقل جرى فيها اقتحام الجنود الإسرائيليين لمستشفيات مدنية فلسطينية في الضفة الغربية، بحثاً عن أشخاص قالوا إنهم أصيبوا في المواجهات معهم، أو ملفات طبية في الحواسيب التي تتبع لهذه المستشفيات.

ورصد الأورومتوسطي عدداً من الحالات بدا فيها أن طواقم "نجمة داود الحمراء" (منظمة الإنقاذ في إسرائيل للخدمات الطبية الطارئة) مارست تمييزاً في التعامل مع الجرحى، بحيث أولت العناية لجرحى إسرائيليين وأهملت حياة جرحى فلسطينيين كان يمكن أن تُنقذ أرواحهم.

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ السلطات الإسرائيلية تمارس نوعاً من "العقاب الجماعي" من خلال قيامها بهدم بيوت عائلات فلسطينيين، يُعتقد أنهم قاموا بتنفيذ هجمات على إسرائيليين.

وفي الجانب الآخر، بلغ عدد الهجمات التي قام بها فلسطينيون ضد إسرائيليين أو ممتلكات إسرائيلية وفق توثيقات الأورومتوسطي 227 هجمة، تنوّعت بين ما عُرف بـ"عمليات الطعن" باستخدام سكّين، أو "الدهس" من خلال استخدام السيارات المدنية الفلسطينية لدهس إسرائيليين أو مهاجمة نقاط التفتيش الإسرائيلية.

ولفت الأورومتوسطي كذلك إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء المواجهات مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وحتى الثامن من يناير/ كانون الثاني 2016 بلغ 3401 معتقل، وهو ما يمثل تصاعداً وصل إلى 58% بالمقارنة مع عدد المعتقلين في نفس الفترة من العام الفائت، ومن هؤلاء 1511 طفلاً، أي قرابة النصف من مجموع المعتقلين.

وشدد الأورومتوسطي على أنّ تقاعس الجيش الإسرائيلي عن إجراء تحقيقات في حوادث القتل في الأراضي الفلسطينية والوصول لنتائج حقيقية ومحاسبة الفاعلين، يعطي الضوء الأخضر لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان والاستهتار بحياتهم.

المساهمون