يعاني المسرح العربي من حالة تفكك تحكمه، فالتجارب تبدو معزولة عن بعضها، ولا يحدث تراكم وتفاعل إلا ضمن بلد واحد. لعل مبادرة تونسية-مغربية بإحياء مئوية المسرح المغربي في تونس محاولة جدية لتجاوز هذا الوضع.
فعلى هامش فعاليات "أيام قرطاج المسرحية" في تونس، انتظمت تظاهرة حول تاريخ المسرح المغربي ضمّت عروضاً مسرحية ومحاضرات ومعارض كتب وصور وغيرها.
جرى خلال هذه التظاهرة توقيع الكتاب المرجعي "دليل المسرح المغربي" لأحمد مسعية، فيما عُرضت خمس مسرحيات مثل "بينَ بين" و"التلفة" و"ضيف الغفلة" إضافة إلى المسرحيات المغربية الأخرى المشاركة في المهرجان.
في الندوة التي عُقدت أمس حول "تاريخ المسرح المغربي"، ألقى الناقد مصطفى القبّاج محاضرة بعنوان "العمر القصير للمسرح المغربي" حاول من خلالها تبيين التاريخ العام للفرجة الذي يندرج ضمنه الفن المسرحي بمعناه المعاصر في المغرب، فيما تحدث عبد الرحمن بنزيدان عن "الحركة المسرحية المغربية قبل الاستقلال" ليكمل السرد التاريخي خالد أمين بمحاضرة "المسرح المغربي من الاستقلال إلى الآن".
من جهته، تطرّق عز الدين بونيت إلى علاقة "المسرح المغربي والدولة" ليختتم المحاضرات مسعود بوحسين من خلال عرضه لتجارب مسرحية على مستوى الكتابة والإخراج والأداء. أخيراً، اختتمت الاحتفالية بعرض موسيقي للفنان محمد درهم ومجموعة "بنات كناوة".