مؤشرات التدخل البري في اليمن

05 ابريل 2015
استمر إنزال الأسلحة لليوم الثاني على التوالي (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يعد التدخّل البري في اليمن مجرّد احتمال، في ظل مؤشرات متعددة على أن دول التحالف العشري تستعد للتدخل بعد انتهاء الإجراءات المطلوبة لذلك، وفي ظل عدم وجود مؤشرات على وجود قرار سياسي لدى دول التحالف بالموافقة على المقترح الروسي بهدنة إنسانية في اليمن.

وعلى إثر استضافة العاصمة السعودية الرياض، يوم الجمعة، اجتماعاً لرؤساء هيئات الأركان العامة لبعض دول التحالف المشاركة في عمليات "عاصفة الحزم"، علمت "العربي الجديد"، أن "الاجتماع قيّم تجربة التحالف خلال الأيام الماضية، ودرس مقترحات بشأن إيفاد قوات مقاتلة على الأرض في اليمن، وتكوين قوات تدخل سريع، لتكون جاهزة للحدّ من سقوط عدن في يد الحوثيين". وفي السياق نفسه، أكدت مصادر "العربي الجديد" أن السودان أعد قواتٍ لنقلها إلى اليمن في أي لحظة.

ومن بين المؤشرات التي تصب في اتجاه التدخل البري، أعلن مستشار سعودي، لم يفصح عن اسمه، أمس السبت، لوكالة "فرانس برس" أن قوات خاصة سعودية تشارك في العملية العسكرية الجارية حالياً في اليمن ضد الحوثيين. ولفت المستشار إلى أن الجيش والقوات الخاصة في البحرية السعودية تنفذ عمليات محددة، من دون تحديد ما إذا كانت هذه القوات سبق أن نفذت عمليات برية. وأضاف "القوات الخاصة زودت أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن كبرى مدن الجنوب، بأسلحة ومعدات اتصال". كما أشار إلى ان مهمة القوات الخاصة في البحرية تكمن في "التنسيق والإرشاد" لمساعدة أنصار هادي في الرد على المتمردين. وأضاف أنها "ستواصل تنفيذ التزاماتها" مع هؤلاء، المقاتلين مشيراً إلى أن الجيش وقوات البحرية شاركت في عمليات ضد المتمردين الذين "احتلوا" جزيرة ميون، في مضيق باب المندب الذي يمر عبره قسم كبير من التجارة العالمية. وأكد المستشار أن "القوات الخاصة عزلت الجزيرة، والعملية مستمرة للقضاء على ما تبقى من وجود (المتمردين) الحوثيين".

اقرأ أيضاً: تحوّلات أيام "الحزم": وقف تمدّد الحوثيين ونقل المعركة لمعقلهم

من جهته، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "بلاده لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، وستقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر". وأوضح السيسي، في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن "مضيق باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي". مع العلم أن المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، أكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تسيطر عليها المليشيا، أنه "سبق وأوضحنا للقيادة المصرية والشعب المصري أن اليمن حكومة وشعباً، أبديا استعدادهما للدخول في نقاشات مباشرة لإزالة المخاوف، في ما يخص مضيق باب المندب وتأثيراته على الملاحة الدولية".

في المقابل، تواصل إيران محاولات احتواء الأزمة. وفي السياق، سلّم رئيس الدائرة العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، رسالة لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي من الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، ذكر خلالها أنه "من الضروري تقديم المساعدة لوقف العمليات العسكرية في اليمن". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن عبد اللهيان قوله إنه "أبلغ الوزير العماني ضرورة العمل للوقوف بوجه توسيع رقعة الحرب في المنطقة، ودعم تركيز جميع الأطراف على الحوار وطرح حلول سياسية لأزمة اليمن".

ويأتي هذا في ظلّ تسارع التطورات الميدانية في الجنوب اليمني، مع تزايد المواجهات المسلحة بين تحالف مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، وبين اللجان الشعبية الجنوبية، في أكثر من منطقة، لا سيما في عدن ومحيطها. وقُتل 185، غالبيتهم من المدنيين خلال 9 أيام في عدن، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

واستمرت المواجهات في عدد من مناطق عدن، خصوصاً على مدخل مدينة المعلا بالقرب من جبل حديد، الذي تعرّض لقصف مساء الجمعة، من قبل طائرات التحالف، لتمركز القناصة والمسلحين الحوثيين فيه، وفي الوقت عينه اقتربت القوات البحرية التابعة للتحالف من سواحل عدن الشرقية والغربية والجنوبية، وقصفت مواقع الحوثيين.

كما قامت قوات "عاصفة الحزم" بإنزال عتاد عسكري جديد، لليوم الثاني على التوالي، في عدد من مناطق عدن، تحديداً في جنوبها وغربها، وسط تأكيدات أن المنطقة العسكرية الرابعة هي التي استلمت العتاد العسكري الجديد. وأكد مصدر عسكري لـ "العربي الجديد"، أن "الإنزال استمر طوال ليل الجمعة ـ السبت، وتسلّمته قيادات موالية في الجيش للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي".

في المقابل، ذكر مصدر طبي في مستشفى الجمهورية الحكومية، في عدن، لـ "العربي الجديد"، أن "المسلحين الحوثيين حاولوا اقتحام المستشفى، وأطلقوا وابلا من الرصاص، معززين بدبابات ومدرعات واعتدوا على عدد من الأطباء". وأفادت الطبيبة الميدانية هيفاء محمد لـ "العربي الجديد"، أن "كل المستشفيات في عدن تعاني من نقص حاد في الإمكانات الطبية. كما أن طواقم الإسعاف الميدانية تتعرض للاستهداف من قبل الحوثيين".

وفي محافظة الضالع، اقتحم الحوثيون أمس، السجن المركزي الواقع في منطقة سناح، وأفرجوا عن السجناء الذين يتجاوز عددهم أكثر من 500 سجين، وعشرات منهم محكوم عليهم بالإعدام. وفق ما ذكره مصدر في السلطات المحلية لـ "العربي الجديد". وذكرت مصادر قبلية لـ "العربي الجديد"، أن "الحوثيين حاولوا اقتياد الكثير من السجناء إلى عربات، بغية اصطحابهم إلى صعدة وبعض المناطق للقتال في صفوفهم".

في صنعاء، انخفض عدد الضربات بشكل واضح مع استمرار سماع تحليق الطائرات وسماع انفجارات وأصوات مضادات الطائرات بشكل متقطع، وأعلن الناطق الرسمي للحوثيين، محمد عبد السلام، حصيلة الضربات مساء الجمعة وفجر السبت، مشيراً إلى أن "قصفاً استهدف قرية حجر في بني مطر، إحدى ضواحي صنعاء، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى لم يحدد عددهم".

وفي صعدة، معقل الحوثيين، حيث الجبهة الساخنة على الحدود مع السعودية، تواصلت الضربات الجوية والقصف المدفعي ضد أهداف في مناطق حدودية وأخرى داخل المحافظة، وامتدت الضربات إلى محافظة حجة الحدودية، المحاذية لصعدة غرباً، وحسب المتحدث الرسمي للحوثيين فإن من وصفه "العدو السعودي" يواصل "قصفه المدفعي والصاروخي على القرى والمناطق الممتدة في الشريط الحدودي داخل الأراضي اليمنية، فمن جهة نجران بمنطقة الصوح يقصف على مناطق نقعة وباقم ومن الخوبة مقابل مديرية شداء يقصف على مديرية شداء والملاحيط ومعسكر الكمب"، مشيراً إلى أنه لا إصابات في تلك الضربات.

اقرأ أيضاً: أيام "عاصفة الحزم" ثقيلة على إيران
المساهمون