مؤسسات غائبة

02 يناير 2017
غياب مؤسسات جاليات عربية في لندن (العربي الجديد)
+ الخط -

حزن شديد غمرني أمس، وأنا أمر بأحد شوارع العاصمة البريطانية وأقرأ يافطة عريضة ومضيئة، ارتفعت على واجهة مبنى ضخم، كتب عليها: "جمعية الجالية البولندية"، وتساءلت في نفسي باستنكار لا يخلو من الحسرة عن كيفية نجاح الجالية البولندية، التي لا يتجاوز عمرها في لندن عشر سنوات، في امتلاك مقر يقدم الخدمات والاستشارات لأبناء الجالية في مجالات العمل والتوظيف والإقامة والضرائب، والقوانين... إلخ، ويوفر لأبناء بولندا مكاناً للاجتماع وإقامة الحفلات والأفراح، في حين أن الجالية العربية، أو معظم الجاليات العربية، تفتقر إلى غرفة واحدة ترفع عليها يافطة، علماً بأن طلائع بعض الجاليات العربية وصلت إلى بريطانيا قبل 100 عام أو أكثر.
مُخجل، أكثر مما هو مُحزن، حال الجالية أو الجاليات العربية في بريطانيا، لا مؤسسات، لا مقرات، لا نواب، لا لوردات، ولا عنوان أو ثقل سياسي جماعي مؤثر في محيطهم، رغم كل ما يمتلكونه من قدرات بشرية وثروات مادية في بريطانيا. يملك العرب عقارات وأعمالاً في المملكة المتحدة تُقدر بمليارات الدولارات، وقد يزيد عددهم عن المليون، وهم يفوقون بذلك اليهود الذين لا يتجاوز عددهم 300 ألف نسمة، ومع ذلك لهم أكثر من مئات المؤسسات، ويمثلهم في البرلمان البريطاني 18 نائباً من أصل 650 نائباً. هو أمر معاد في الطرح، ربما بات ملحاً أن يجاب عليه هنا في لندن حيث يكثر أصحاب المؤهلات والقادرون على أخذ مبادرات تعكس النجاحات الفردية ليكون لنا وزن ما.



المساهمون