أعلن "اتحاد الناشرين العرب"، عن إقامة مؤتمره الرابع في تونس بين 9 و11 من كانون الثاني/ يناير المقبل، كما ينعقد "اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية" في مصر يوم 31 من الشهر نفسه ليتزامن مع أيام "معرض القاهرة الدولي للكتاب".
تأسس الاتحاد عام 1995،لكن "مؤتمر الناشرين العرب" عقد أول مرة عام 2009، وبتقليب محاور وتوصيات النسخ الثلاث السابقة، نرى أنها تدور حول نفس القضايا في معظم الأحيان دون أن تصل إلى نتيجة أفضل من عام إلى عام.
ذلك أن أسئلة هذه المؤتمرات تناقش قضايا لا تتعلق بالنشر وصناعة الكتاب وحسب، بل إن هذه الصناعة ليست إلا حلقة في مسننات أكبر، لها صلة وطيدة بالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسياسات الثقافية والمركزية واللامركزية في تطبيقها.
تمحورت أسئلة المؤتمرات السابقة حول حرية النشر، ومكافحة قرصنة الكتب، والمحتوى الرقمي، وحقوق النشر والملكية الفكرية، وتطوير معارض الكتب، وعقد شراكات مع الجهات الحكومية والتشريعية في الدول العربية، والنشر والترجمة، وواقع المكتبات وسبل تطويرها.
كل هذه العناوين التي تتكرر بشكل أو بآخر من عام إلى آخر، هي قضايا كبرى، لا بد من تفكيكها إلى حلول أصغر واستراتيجيات يمكن تنفيذها على أرض الواقع، أما إشباع المؤتمرات بأوراق ومادة نظرية وتوصيات لا يجري العمل على تحقيقها فعلياً، يجعل مؤتمر الناشرين يشبه أي مؤتمر سياسي عربي ملؤه الخطب والكلمات الرنانة والقرارات التي لا تعدو أن تكون حبراً على ورق.
ورغم أن بعض توصيات المؤتمرات تبدو واقعية وممكنة التحقيق، إلا أنها شيئاً لم ينجز منها، في المؤتمر السابق مثلاً كان هناك مشاريع معقولة من بيها إقامة شبكة عربية للمكتبات، ومراجعة سياسات تزويد المكتبات العربية لإنعاش تسويق الكتاب العربى، أو إنشاء بيبلوغرافيا للكتاب العربى يتم تحديثها أولاً بأول، أو إنشاء شراكات بين اتحادات الناشرين والمدارس ووزارات التربية والتعليم فى العالم العربى من أجل تطوير الكتاب المدرسى.
وكان من اقتراحات الاتحاد وتوصياته أيضاً بناء شبكة متكاملة لتوزيع الكتب الرقمية تمتلك مستودعات بالقطاعات الجغرافية العربية لخلق أسواق جديدة، وتشجيع المكتبات الصغيرة، وهذا اقتراح أساسي في ظل وجود السوق الافتراضي الضخم "أمازون"، الذي يوجد فيه الكتاب العربي بشكل خجول يكاد يكون معدوماً.
هذه التوصيات ما مصيرها؟ سؤال موجه للاتحاد قبل أن يعقد مؤتمره الرابع، والذي أعلن رئيس "اتحاد الناشرين العرب" محمد رشاد أنه سيناقش قضايا النشر العربي وطرح مشروعات لتطوير مهنة النشر وإزالة معوقاتها ووضع أسس للتنسيق والتعاون مع الجهات العربية، ومناقشة قضايا النشر الحديثة والحيوية، وكذلك تفعيل الدور العربي في حماية الملكية الفكرية.
تتوزع جلسات المؤتمر المقبل على عدة محاور، من بينها "أزمة المضمون في الوطن العربي"، و"تحديث حركة النشر"، و"الوسائط الإعلامية والكتاب"، و"المكتبات العربية وتطويرها"، و"معارض الكتب العربية وتوزيع الكتاب"، و"حماية حقوق الملكية الفكرية"، و"الرقابة وسلاحها".
يشارك في المؤتمر "اتحاد الناشرين الدولي"، واتحادات الناشرين العربية، ومسئولي بعض المكتبات الوطنية، ومديري معارض الكتب في العالم العربي، إضافة إلى ناشرين، ومفكرين، وأدباء، وإعلاميين، وقانونيين، وأكاديميين.
يذكر أن اليوم الأخير للمؤتمر يشهد انعقاداً لندوة تجمع وزراء الثقافة العرب المسؤولين بعنوان: "دور الكتاب و النشر في تنمية الثقافة العربية".