رغم غياب الإحصاءات الدقيقة عن عدد النازحين في لبنان، إلا أن الأعداد تبدو كبيرة. فالحرب السورية شردت المئات من العائلات إلى دول الجوار، ولبنان استضاف أكثر من مليوني لاجئ سوري خلال السنوات الماضية، ناهيك عن وجود ما يقارب 8000 لاجئ عراقي، فروا بسبب الحرب ضد داعش.
يعيش اللاجئون العرب في لبنان، أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة. فغياب فرص العمل، وتوقف المساعدات الشحيحة أصلاً، عوامل جعلت من النازحين أسرى مخيمات تفتقد إلى أبسط حقوق العيش.
بحسب دراسة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي بعنوان "التقييم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان"، يعيش أكثر من ثلثي النازحين السوريين هذا العام تحت خط "الفقر المدقع" مقارنة مع النصف تقريباً العام الماضي. وأشارت الدراسة إلى أن 70% من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حالياً تحت خط الفقر المدقع الذي يوازي 3.84 دولارات أميركية في اليوم الواحد.
وبحسب الدراسة، فإن نحو 90% من النازحين، غارقون في حلقة مفرغة من الديون، وهم يقترضون المال لتغطية نفقات احتياجاتهم الأساسية.
الفقر يرتفع
وتضيف الدراسة "إن مدخراتهم قد استنفدت وقدرتهم على إيجاد فرص العمل قد تضاءلت، والمساعدات الإنسانية قد تراجعت، وتضطر أسرة من أصل ثلاث أسر سورية إنفاق ما لا يقل عن 400 دولار أميركي شهرياً، حيث بلغ معدل إنفاق الأسرة الواحدة خلال العام 2015 بحسب الدراسة، نحو 493 دولاراً أميركياً في الشهر، مقارنة بـ762 دولاراً أميركياً في العام 2014، أي بانخفاض بنسبة 35 %".
يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة: "إن غياب الموارد المالية والمساعدات، فاقم من أزمة النازحين السوريين، فالمساعدات الدولية التي أقرت في العديد من المؤتمرات، لم تصل إلى لبنان بحسب المعنيين، ولذا فإن السوريين يعيشون اليوم في فقر مدقع". ويضيف حبيقة: "من جهة أخرى، فإن غياب الخطط على المستوى المحلي لاستيعاب هذا العدد من النازحين، وغياب برامج الرعاية الاجتماعية، فاقم من الأزمة، ولذا فإن الوضع أقل ما يقال عنه إنه كارثي".
من جهة أخرى، تظهر الدراسة، "أن ثلثي الأطفال دون سن الخامسة يتناولون أقل من ثلاث وجبات ساخنة في اليوم، كما أن 3% فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و17 شهراً حصلوا على الحد الأدنى من النظام الغذائي المقبول". ويقلل عدد كبير من الأشخاص البالغين من كميات الطعام التي يتناولونها حرصاً على توافر القدر الكافي من الغذاء لأطفالهم، وفق الدراسة.
من جهة أخرى، لم تف الجهات المانحة بوعودها بالاستجابة لنداء التمويل للعام 2015، إذ لم تؤمن سوى 49 % فقط من المبلغ الإجمالي المطلوب. فيما طالبت الحكومة اللبنانية بضرورة تقديم 2.48 مليار دولار أميركي لتغطية احتياجات النازحين.
بحسب الخبير الاقتصادي سعيد عيسى، فإن المجتمع الدولي يعتبر المسؤول الأول عن كارثة اللجوء التي يشهدها العالم اليوم، ويسأل كيف يمكن لبلد مثل لبنان، يعاني من شح في الموارد، أن يستضيف أكثر من مليوني نازح دون مساعدة المجتمع الدولي؟ ويقول" طالب لبنان بضرورة تأمين 2.48 مليار دولار لتغطية قسم من النفقات، فلم تستجيب المنظمات الدولية لطلبه، وأمنت فقط 49%، ما يعني أن هناك نقصاً في الأموال، لا يستطيع لبنان تسديدها، ولذا نرى مظاهر التشرد على وجوه النازحين"، مشيراً إلى أن القانون الدولي كفل للنازح الحق بالعيش بحرية وكرامة، لكن يبدو أن النصوص مغايرة للواقع".
تحاول مؤسسات المجتمع المدني، وبعض المنظمات الأهلية مساعدة النازحين، عن طريق تأمين بعض السلع الأساسية، وفي هذا الإطار، يقول الناشط محمد عياش "نعمل على جمع التبرعات المادية والعينية من أهل الخير، لتوزيعها على النازحين في لبنان، في ظل غياب المساعدات الدولية، لكن تبقى هذه المساعدات فردية، وهي لا تكفي العدد الهائل من النازحين الذين فروا من نيران الحرب في دولهم".
اقرأ أيضاً:لبنانيون يفتحون بيوتهم للاجئين
يعيش اللاجئون العرب في لبنان، أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة. فغياب فرص العمل، وتوقف المساعدات الشحيحة أصلاً، عوامل جعلت من النازحين أسرى مخيمات تفتقد إلى أبسط حقوق العيش.
بحسب دراسة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي بعنوان "التقييم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان"، يعيش أكثر من ثلثي النازحين السوريين هذا العام تحت خط "الفقر المدقع" مقارنة مع النصف تقريباً العام الماضي. وأشارت الدراسة إلى أن 70% من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حالياً تحت خط الفقر المدقع الذي يوازي 3.84 دولارات أميركية في اليوم الواحد.
وبحسب الدراسة، فإن نحو 90% من النازحين، غارقون في حلقة مفرغة من الديون، وهم يقترضون المال لتغطية نفقات احتياجاتهم الأساسية.
الفقر يرتفع
وتضيف الدراسة "إن مدخراتهم قد استنفدت وقدرتهم على إيجاد فرص العمل قد تضاءلت، والمساعدات الإنسانية قد تراجعت، وتضطر أسرة من أصل ثلاث أسر سورية إنفاق ما لا يقل عن 400 دولار أميركي شهرياً، حيث بلغ معدل إنفاق الأسرة الواحدة خلال العام 2015 بحسب الدراسة، نحو 493 دولاراً أميركياً في الشهر، مقارنة بـ762 دولاراً أميركياً في العام 2014، أي بانخفاض بنسبة 35 %".
يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة: "إن غياب الموارد المالية والمساعدات، فاقم من أزمة النازحين السوريين، فالمساعدات الدولية التي أقرت في العديد من المؤتمرات، لم تصل إلى لبنان بحسب المعنيين، ولذا فإن السوريين يعيشون اليوم في فقر مدقع". ويضيف حبيقة: "من جهة أخرى، فإن غياب الخطط على المستوى المحلي لاستيعاب هذا العدد من النازحين، وغياب برامج الرعاية الاجتماعية، فاقم من الأزمة، ولذا فإن الوضع أقل ما يقال عنه إنه كارثي".
من جهة أخرى، تظهر الدراسة، "أن ثلثي الأطفال دون سن الخامسة يتناولون أقل من ثلاث وجبات ساخنة في اليوم، كما أن 3% فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و17 شهراً حصلوا على الحد الأدنى من النظام الغذائي المقبول". ويقلل عدد كبير من الأشخاص البالغين من كميات الطعام التي يتناولونها حرصاً على توافر القدر الكافي من الغذاء لأطفالهم، وفق الدراسة.
من جهة أخرى، لم تف الجهات المانحة بوعودها بالاستجابة لنداء التمويل للعام 2015، إذ لم تؤمن سوى 49 % فقط من المبلغ الإجمالي المطلوب. فيما طالبت الحكومة اللبنانية بضرورة تقديم 2.48 مليار دولار أميركي لتغطية احتياجات النازحين.
بحسب الخبير الاقتصادي سعيد عيسى، فإن المجتمع الدولي يعتبر المسؤول الأول عن كارثة اللجوء التي يشهدها العالم اليوم، ويسأل كيف يمكن لبلد مثل لبنان، يعاني من شح في الموارد، أن يستضيف أكثر من مليوني نازح دون مساعدة المجتمع الدولي؟ ويقول" طالب لبنان بضرورة تأمين 2.48 مليار دولار لتغطية قسم من النفقات، فلم تستجيب المنظمات الدولية لطلبه، وأمنت فقط 49%، ما يعني أن هناك نقصاً في الأموال، لا يستطيع لبنان تسديدها، ولذا نرى مظاهر التشرد على وجوه النازحين"، مشيراً إلى أن القانون الدولي كفل للنازح الحق بالعيش بحرية وكرامة، لكن يبدو أن النصوص مغايرة للواقع".
تحاول مؤسسات المجتمع المدني، وبعض المنظمات الأهلية مساعدة النازحين، عن طريق تأمين بعض السلع الأساسية، وفي هذا الإطار، يقول الناشط محمد عياش "نعمل على جمع التبرعات المادية والعينية من أهل الخير، لتوزيعها على النازحين في لبنان، في ظل غياب المساعدات الدولية، لكن تبقى هذه المساعدات فردية، وهي لا تكفي العدد الهائل من النازحين الذين فروا من نيران الحرب في دولهم".
اقرأ أيضاً:لبنانيون يفتحون بيوتهم للاجئين