لينا الجربوني لـ"العربي الجديد": صورة الأسيرات لا تفارقني

17 ابريل 2017
بكت الجربوني عندما رأت أفراد عائلتها (العربي الجديد)
+ الخط -

أفرجت السلطات الإسرائيلية، أمس الأحد، عن عميدة الأسرى لينا الجربوني (43 سنة)، من بلدة عرابة البطوف في الجليل. ونظم الأهالي في سخنين وعرابة قافلة من السيارات لاستقبال الأسيرة المفرج عنها حتى مسقط رأسها وبيتها في عرابة. ولم تتوقف دموع لينا كلما التقت أحبتها وأفراد عائلتها وأقاربها، فيما كانت وفود غفيرة تصل إلى المنزل، بينهم عشرات الأسرى المحررين ورئيس بلدية عرابة ونشطاء الحركة الأسيرة في الداخل.
وقالت لينا الجربوني، في حديث مع "العربي الجديد"، "يتملكني شعور غريب جداً، وأنا لا أعرف نساء إخوتي الذين تزوجوا في فترة أسري، وكذلك أطفال أخواتي وأبناء عمي وأخوالي. فراق الأسيرات كان صعباً جداً. حتى الآن، وعلى الرغم من الفرحة التي أعيشها، لا تفارقني الصورة الأخيرة للأسيرات. أتمنى الحرية لجميع الأسيرات والأسرى".

وأضافت "عندما دخلت إلى بلدتي عرابة لم أعرفها. حتى حارتي القديمة لم أعرفها. برنامجي المستقبلي أتحدث عنه لاحقاً. لا يمكنني التعبير بكلمات عن شعوري جراء إطلاق سراحي، والانتقال من السجن (هشارون). لقد انتظرته 15 سنة، خصوصاً بعد أن كنت أتجول في مساحة لا تتعدى بضعة أمتار". وتابعت "قمت بتعيين عميدة للأسيرات، اسمها ياسمين شعبان، وهي من منطقة الجلمة في قضاء جنين، ومعها أيضاً شروق دويات المحكومة 16 عاماً، وأمل طقاطقه المحكومة سبع سنوات وهي من بيت لحم". وعن يوم الأسير، الذي يصادف اليوم، تمنّت الجربوني أن "تكون الفعاليات والنشاطات بيوم الأسير تليق بتضحيات الأسرى. لا أرى النشاطات والتفاعل بالخارج مع الأسرى كما يجب وبالحجم المطلوب. إن التفاعل مع أي قضية أسير خجول جداً. غداً (اليوم) أتمنى التوفيق للإضراب عن الطعام للأسرى وأن يحققوا مطالبهم". وقالت "شاركت خلال فترة الأسر أربع مرات في الإضراب عن الطعام. وصحتي جيدة اليوم، والحمد الله رب العالمين".

وأكدت شقيقتها لميس جزماوي أنه لا يمكن وصف شعورها. وأوضحت أنه وعلى الرغم من فرحتها فإن هناك غصة لوجود آلاف الأسرى في السجون. وقالت "لقد فرحت كثيراً من أجل لينا، والتي تغير شكلها ولهجتها". وقال والد الأسيرة المحررة، أحمد الجربوني، وهو أسير سياسي سابق، إن "معنويات لينا عالية وهي سعيدة جداً. لقد عبرت عن الفرحة بالبكاء عندما رأت إخوتها وأبناءهم. فالسجن لم يسمح لجميع إخوتها بزيارتها، لأنهم أقارب من الدرجة الثانية وفق القانون الإسرائيلي. اليوم التقت مع الأحفاد الذين ولدوا وهي داخل السجن، ومع إخوتها الذين أصبحوا شباناً". وأضاف "اليوم لم أعد أقلق عليها، لكن لا يزال لدي قلق على الأسيرات والأسرى في السجون، خصوصاً الذين يقبعون في المعتقلات منذ أكثر من 10 سنوات. فمن ذاق تجربة الأسر يعلم عن أي ألم يتحدث". وقال الأسير المحرر، منير منصور، والذي قضى 21 عاماً في المعتقل، "أعرف ما تشعر به (لينا)، وأستذكر لحظات الإفراج عني. ينتابها شعور بالفرحة بلقاء الأهل والأقارب والأصدقاء والعودة إلى مسقط رأسنا، لكن أيضاً ينتابها شعور بالخسارة والوحدة، لأنه يفترض أن تكون الفرحة بالنسبة لها وطنية وشاملة لكل الأسيرات والأسرى ولكل الشعب الفلسطيني بتحرير أسراه. يجب أن يطلق سراح جميع الأسرى التزاماً بالعمل الوطني والحركة الوطنية الأسيرة، وهو السبب الذي أوصلها وأوصل غيرها إلى الأسر".

المساهمون