ويأتي ذلك مع وصول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى صحراء الأنبار برفقة وزيري الدفاع والداخلية وقيادات عسكرية أخرى، للإشراف على العملية العسكرية الجارية منذ أمس في الصحراء التي تربط العراق مع الأردن والسعودية وسورية، وتقول بغداد إنها تضم جيوباً وبقايا لمسلحي "داعش"، مستغلين التضاريس الصعبة في الصحراء الغربية العراقية.
ووفقاً لمسؤول عراقي في كركوك، فإن مسلحين من تنظيم "داعش" شنوا هجوماً بقذائف الهاون استهدف ملعباً خماسياً لكرة القدم ومنازل مواطنين ومقبرة تضم مرقداً دينياً، وثكنة لمسلحي "الحشد".
وأسفر الهجوم، بحسب المسؤول ذاته، عن مقتل خمسة عراقيين، بينهم شقيقان، أحدهم في الثانية عشرة من العمر ومدربهم، كما أصيب 11 آخرون في حصيلة أولية للهجوم، حيث لم تعلن السلطات الصحبة عن العدد النهائي لضحايا الهجمات.
ويعتبر الهجوم الأول من نوعه الذي يسقط به هذا العدد من الضحايا في كركوك منذ عدة أشهر، وسط مخاوف من عودة نشاط خلايا مسلحة للتنظيم، حيث تقع بلدة داقوق المتنازع عليها بين بغداد وإربيل، على تماسّ مباشر مع جبال حمرين ووادي منطقة الشاي، التي تعتبر من المناطق غير المستقرة أمنياً.
مصادر محلية داخل مدينة كركوك أكدت أن تعزيزات جديدة وصلت، فجر الأحد، إلى أطراف المدينة وتجمعت هناك استعداداً لتنفيذ عملية أمنية واسعة رداً على الهجوم.
وشوهدت قوات من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وفصائل بـ"الحشد الشعبي" تحتشد على مقربة من المدينة لتنفيذ الحملة التي تستهدف مناطق صحراوية وجبلية مجاورة، يعتقد أن مسلحي "داعش" فرّوا إليها عقب تنفيذهم الهجوم.
في السياق الأمني ذاته، وصل رئيس الوزراء العراقي إلى صحراء محافظة الأنبار برفقة وزيري الدفاع والداخلية نجاح الشمري ياسين الياسري، ورئيس أركان الجيش الفريق عثمان الغانمي، وذلك للاطلاع على سير الحملة العسكرية الرابعة من نوعها في غضون شهرين، وتستهدف صحراء الأنبار.
وقال بيان للسلطات العراقية، إن "القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي وصل إلى مقر عمليات الأنبار لمتابعة سير عمليات "إرادة النصر" الرابعة، غرب المحافظة، وصولاً للحدود الدولية العراقية"، مضيفاً أن "عبد المهدي تابع سير العمليات لتفتيش مناطق جنوب نهر الفرات ووادي حوران في الأنبار".
وفي بيان منفصل، قال الجيش العراقي إنه فتش وطهّر حتى الآن 42946 ألف كيلومتر مربع من المناطق التي تجري فيها هذه العملية ضمن محافظة الأنبار.