ليبيا: هدوء حذر في بنغازي وهدنة بطرابلس

30 يوليو 2014
هدوء الاشتباكات يساهم بإخماد الحرائق (محمود تركي/فرانس برس/ Getty)
+ الخط -

توقفت الاشتباكات، اليوم الأربعاء، في مدينة بنغازي، التي اندلعت قبل أيام بين "قوات الصاعقة" التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات "شورى ثوار بنغازي".

جاء ذلك، بعد سيطرة قوات الثوار على كامل معسكرات قوات الصاعقة في بنغازي، والتي بدأت بنقل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من معسكر الصاعقة الرئيسي، فور انتهاء المعارك. كما قامت بتفتيش مباني المعسكر، ومن ضمنها المنزل الخاص بآمر القوات الخاصة، ونيس بوخماده.

وسقط 70 قتيلاً من قوات الصاعقة في اشتباكات أول أيام عيد الفطر، بحسب ما أفاد مصدر طبي من بنغازي لـ"العربي الجديد"، إضافة إلى عشرات الجرحى. كما عثر على عدد من الجثث التي تعود إلى عمال من بنغلاديش، في موقع الاشتباكات في منطقة بوعطني.

وقال المتحدث باسم قوات الصاعقة، ميلاد الزوي، إن "قواتهم انسحبت من المعسكر بعدما قاومت مدة عشرة أيام". وأشار إلى أن "الصاعقة قاتلت كل هذه المدة من دون مدد أو سلاح".

وتمركزت قوات مجلس "شورى ثوار بنغازي" على طول الطريق المؤدية إلى مطار بنينا، حتى الكوبري القريب من المطار، فيما أخلى سكان منطقة "بنينا" منازلهم خوفاً من معركة كبرى مع الكتائب، الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، والتي تتمركز بقاعدة "بنينا" الجوية.

في موازاة ذلك، هدأت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات ما يُعرف بـ"فجر ليبيا" وكتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، بحسب شهود عيان، في ما يشبه الهدنة غير المعلنة، لإتاحة الفرصة للدفاع المدني ورجال الإطفاء لإخماد الحريق المندلع في أربعة خزانات وقود على طريق مطار طرابلس الدولي.

في السياق نفسه، أعلنت حكومة تسيير الأعمال أن "رجال هيئة السلامة الوطنية والمطافئ على وشك السيطرة على الحرائق في مستودعات شركة البريقة للنفط في طريق المطار".

ودعت الحكومة، في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني، "الجهات العامة والمؤسسات الحكومية والأفراد الذين يمتلكون مولدات كهربائية إلى تزويد رجال الإطفاء المتواجدين في موقع مكافحة الحرائق بها، وذلك للمساهمة في سحب المياه".

 ومن المتوقع أن "تصل طائرات إطفاء من الحكومة الإيطالية، وشركة إيني للنفط والغاز، للمساهمة في إطفاء حريق خزانات الوقود، في حال استمرار توقف الاشتباكات في منطقة مطار العاصمة"، حسب إعلان الحكومة الليبية.

على صعيد آخر، أفرجت مجموعة مسلحة عن نائب رئيس الوزراء السابق وعضو مجلس النواب الحالي، مصطفى أبو شاقور، بعدما اختطفته، أمس الثلاثاء، من منزله في منطقة الريقتا، في العاصمة طرابلس.

وفي حين لم يكشف أبوشاقور عن ملابسات اختطافه، توقع محللون أن "يكون الخاطفون حمّلوه رسالة بعدم ترشحه لرئاسة مجلس النواب القادم، باعتباره أبرز المرشحين لهذا المنصب".

بالتزامن، دعا أنصار التيار المدني في ليبيا إلى عقد الجلسة الأولى لمجلس النواب في مدينة طبرق، شرقي ليبيا (470 كيلومتراً شرقي بنغازي)، وذلك بعد فقدان قوات الصاعقة، "أبرز حلفائهم"، السيطرة في بنغازي.

 لكن خبراء قانونيين أكدوا أن "عقد الجلسة خارج مدينة بنغازي، مخالف للتعديل الأخير للإعلان الدستوري، والمقدم من لجنة فبراير". ويشدد التعديل على أن مدينة بنغازي هي مقر مجلس النواب لمباشرة أعماله، ويُعد باطلاً عقد الجلسة في أي مدينة أخرى.

إلى ذلك، أكدت وزارة الموارد المائية عودة المياه إلى المناطق التي شهدت انقطاعاً، بسبب الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ منتصف يوليو/ تموز الجاري.

 

المساهمون