ليبيا: مفارقات سقوط طائرات حفتر

04 سبتمبر 2014
الضربات الجوية ضد "فجر ليبيا" محدودة التأثير (حازم تركية/الأناضول/Getty)
+ الخط -

كثير من ردود الفعل الغاضبة أثارها سقوط طائرة حربية، يوم الثلاثاء، على حي سكني في مدينة طبرق شرقي ليبيا، أثناء عرض جوي بمناسبة تأبين آمر قاعدة طبرق الجوية، إبراهيم المنفي، الذي سقطت طائرته أيضاً فوق مدينة البيضاء، يوم الجمعة الماضي، بسبب عطل فني بحسب رواية الموالين للواء المتقاعد، خليفة حفتر، أو استهدافها من قبل مجموعة مسلحة من مدينة درنة، وفق روايات أخرى.

وقال عقيد في القوات الجوية الليبية، لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، إن "الطائرات التي يشن بها الموالون لحفتر غارات جوية على عدة مواقع في مدينتي بنغازي ودرنة من نوع ميج 21، لم تعد صالحة للتعامل مع أهداف منذ عام 2006، ولم تُجرَ لها صيانة فنية عن طريق مختصين منذ اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير/شباط 2011".

وأضاف العقيد أن "هذا النوع من الطائرات لا يصلح للتعامل مع أهداف أرضية متحركة أو ثابتة، إذ إنها طائرات اعتراضية مهمتها اعتراض وإسقاط طائرات هجومية".

وأوضح أنه "تم القيام بتعديلات على تلك الطائرات وتحميلها بقاذف صواريخ من نوع (سي 5) إلا أنها لا تصيب حتى في هذه الحالة أهدافها بدقة بالغة، بسبب ارتفاعها أثناء القصف، ولو اقتربت من الأرض لتحقيق قدر عال من الدقة في إصابة أهدافها، فإنها ستكون في مرمى نيران الدفاعات الأرضية كمدافع 14.5، 23 م ط".

وأعرب عن "استغرابه لتكليف حفتر ضباط القوات الجوية باستخدام هذه الطائرات غير الصالحة من الناحية الفنية القتالية، ومن ناحية تعاملها مع أهداف متحركة، حيث يُفترض أن تتعامل معها طائرات عمودية حديثة"، مؤكداً أنها "مغامرة مميتة ولا طائل من ورائها".

وأشار عقيد القوات الجوية إلى أن "قوات حفتر لم تحقق أهدافها على الأرض، وفشلت في دخول بنغازي أكثر من خمس مرات خلال المدة الماضية، ولم يوفر الغطاء الجوي والقصف بطائرات ميج 21 أي امتياز عسكري لقوات حفتر".

وفي السياق، قال محللون إن "هذه الطائرات الحربية القديمة أضرت بالمدنيين والأحياء السكنية والمقار والمؤسسات الرسمية في مدينتي بنغازي ودرنة، أكثر من إضرارها بمجلس شورى ثوار بنغازي المعارض لحفتر، بدليل استمرار مجلس شورى الثوار في المعارك، وتقدمهم على جبهاتها، وعدم قدرة قوات حفتر إلى الآن دخول مدينة درنة".

ومع تراجع قوات حفتر وحلفائه، يرى بعضهم أن استمرار "عملية الكرامة" بات يعتمد حصراً على المساندة الإقليمية العربية، وعلى الدعم الذي يحظى به حفتر من بعض الدول العربية، وهو ما منع قواته من الانهيار حتى الآن.

ويشير مراقبون إلى أن "حفتر، في حال توقف الدعم الاقليمي له، قد يغادر الشرق الليبي إما إلى الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها، أو إلى دولة الإمارات أو العاصمة الأردنية عمان".

المساهمون